الثلاثاء 19 مارس 2024
صرخة « لم تُطبق إلا على اليمنِيين »
الساعة 04:26 مساءً
محمد سالم بارمادة محمد سالم بارمادة

ابتلانا الله بجماعة إرهابية انقلابية منحرفة , انقلبت على شرعية الوطن بقوة السلاح , وأدخلت الوطن في حالة حرب التهمت الأخضر واليابس , قلبت الدين على هواها ووفق مصالحها ودنست الأخلاق والأعراف والعادات , والأدهى والأمر إنها تحاول أن تؤثر على أبنائنا حتى يشبوا عن الطوق وقد تشبعوا بدعواتها المنحرفة الفاجرة لهدم المجتمع من أساسه , وببعض الشعارات الكاذبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

“الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام”… في 17 يناير 2002م ، سُمع هذا الشعار بقاعة إحدى مدارس مديرية مران في صعده للمرة الأولى من قبل حسين الحوثي ويتضمن عبارات حماسية تدعوا للانتقام من أمريكا وإسرائيل , وصار هذا الشعار إيقونة تملا كل الشوارع في مناطق سيطرتهم وحيث ما رحلوا وارتحلوا , كما يلاحظ المرء قيام الانقلابيين بلصق هذا الشعار على الأسلحة الآلية التي يحملونها على أكتافهم.

 

ويرى الكثير أن "الصرخة" مصدرها ألدولة الصفوية المجوسية إيران ، التي ترفع "الموت لأمريكا" شعاراً لثورتها ، لكن إيران شنت حروباً على العرب ، وتدخلت في شؤون المنطقة العربية ، ومنها اليمن ، مستغلة أتباعها "الحوثيين" ، ولم تبادر إلى مقاتلة أمريكا , ولقد أوصلت الصرخة المليشيات الحوثية الانقلابية إن ينقلبوا على شرعية الوطن وباعوه في أسواق النخاسة السياسية , دمِروه , مارسوا هوايتهم في القتل والتدمير والسلب والنهب , خلقوا حالة الانقسام المجتمعي , وفرضوا آراؤهم بقوة السلاح ومارسوا المنطق المليشاوي , والتحريض هنا وهناك , وافتعلوها حرباً دينية وطائفية مذهبية , وجعلوها جسراً إلى أهدافهم السياسية ليروا ظمأهم الإجرامي و ظمأ من يخدمون مصالحة.

 

وبالصرخة كذلك أجهضوا الأقلام ونزعوا فتيل الخطر من فوهتها , بالاعتقال والسجن أو الترويض أو الشراء , ومارسوا سياسة الويل والثبور وعظائم الأمور على كل من يفكر بالإساءة لهم ولانقلابهم المقدس , وكل من لا ينتمي لخندقهم الانقلابي وصومعة كاهنهم , صادروا حرية الشعب بأكمله , واغتالوا إرادة الأمة , وهددوا مستقبل الوطن , فلا يوجد في حياتهم الفسيحة غير المعتقلات والسجون والقتل بدم بارد .. وبالصرخة أيضا لبسوا أقنعة الزيف والكذب , تصيدوا حالة السخط الشعبي , لخداع الناس وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة , وتشويه الحقائق وتغييبها , استخدموا الحجج الواهية وباعوا الوهم آناء الليل وأطراف النهار حتى حققوا مآربهم السياسية الدنيوية الواهية.

 

أخيراً أقول .. منذ أن رفع حسين الحوثي الصرخة في يناير 2002 نجد إنها لم تطبق إلا على اليمنيين , فيما الموت الذي يعلنوه في صرختهم ويقصدون توجيهه لأمريكا وإسرائيل ، وجهوه لأبناء جلدتهم وسببوا لهم منذ أعوام القتل، وتدمير أحياء ومدن واقتصاد البلاد وسلب أمنها , وبالصرخة ضلت المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الطريق إلى الجادة , وساروا بخطى سريعة إلى الخديعة والفشل الذريع في كل شيء ، وتبدلت ببلاهة في عقولهم وأفئدتهم الأمور والوقائع ، وغيَّمت أمام أنظارهم الحقائق ، فساروا في ضبابية خداعة يفرضونها على الناس فرضًا بصلفٍ وتسطيحٍ عجيبٍ يدعو إلى الرثاء , والله من وراء القصد.

 

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار