الجمعة 29 مارس 2024
محمود العتمي .. قدرنا أن نواجه
الساعة 08:24 صباحاً
نبيل الصوفي نبيل الصوفي

سكنت مع محمود العتمي في المخا قرابة أربعة أشهر، عرفني عليه وعلى سكنه الشهيد نبيل القعيطي.

استأجرت معه في غرفهم التي استأجروها بعد هروبهم من بطش الحوثي في 2018م، فقد اعتقل وضيق عليه وهو لايزال يدرس في جامعة الحديدة.

ضحكته المجلجلة تدوي في رأسي من لحظة سماعي الخبر..

وصورته في المستشفى تعصف بي، فكأني ارى بملامح وجهه مالم استطع وصفه من مشاهد الجريمة التي راها وهي تقتل زوجته وجنينها، وليتني بحواره لاقول له: تماسك فقد نجى الله "جواد" ابنك  الذي لم يكن معكم في لحظة القدر.

محمود واصدقائه الذين جمعتهم المخا بعد هروبهم من الحديدة هم الفريق الاعلامي الاول في مواجهة حروب الحوثي ميدانيا.

لايعرفهم جيل التفكك الاعلامي، وهم في الغالب وراء الكاميرات.

مجموعة مناضلة متحدة تعيش معا كل المخاطر، عشت معهم تجربة فريدة لم اعرف مثلهم ابدا.

محمود ليس مجرد مصور، وهذا الشاب صغير العمر هو صديق وأخ لكل اعلامي نزح من الحديدة.

يتحرك بسيارته عشرات الكيلوهات ان سمع بمشكلة وقعت لاحدهم.

اخر لقاء لي به، وصل مكتبي في المخا قادما من عدن سعيا وراء صديق عزيز سمع عن تعرضه لمشكلة، يطوف بهذه السيارة المكافحة كل المناطق ليس مهنيا فقط بل كصديق وأخ.

"جواد" كابنه، وشجاع وبسيط ومثابر.. لاقيمة للكلمات، لاقيمة للكلمات.

كاميراته خلدت ماسي اليمنيين في موادها التي نشرتها اليونسيف واليونسكو، خلدت جبهاتهم وشجاعتهم واوجاعهم في الوكالات الدولية والتلفزيونات العربية والعالمية.

يعرف الحوثي من هو محمود، واغلبنا لايعرف.

والحوثي هو واحدة من شرور الحرس الثوري الايراني، وحسن ايرلوا وفرق الاغتيالات في العراق ولبنان واليمن ليست مجرد نسخة أقذر من القاعدة.

وجبهات الحرب تكشف تنسيقا حوثيا قاعديا، فكلهم مروا من ايران وتربوا فيها.

محمود بخير، ولكن قلبه مكلوم، ورفاقه موجوعين، والجريمة بشعة "قتل اصحاب الاخدود".. عليك اللعنة ياعبدالملك الحوثي بجهلك وجهالتك واطماعك في التسلط الارهابي.

اما رفاقك يامحمود، مروان وهائل واشرف وعبدالله، وفي المخا خالد واسماعيل، ومعهم مجاهد، وسياف وهو الذي شارككم سكن المخا تحت الارض..

وكل اسم وقضية تحركت لها سياراتكم وانفسكم واموالكم.. نحن اصحاب حق وقضية، فليشرب الحوثي من دمنا كيف يشاء، سيألم كما نألم، وانا لنرجوا في الدين والدنيا من الله وطنا وحرية وكرامة لايرجوها هم.

ستتوجع ذاكرتك بمشاهد احراق عبدالملك الحوثي الايراني القاعدي الارهابي لشريكة حياتك وجنينها.

ارى ذلك في ملامح صورتك الممددة في المستشفى.

واعرف كم يوجعك العجز عن انقاذ اي احد فكيف بزوجتك وابنك.

واعرف كم يوجع العزاء، كم هي كلمات العزاء سخيفة وفارغة وجوفاء.

اعرف كم يوجع محاولة انسان انقاذك من بقايا من تحب بغريزة الانسان الجمعي.

لكني لا اعزيك.. بل أعاهد الدم المراق.

سنتماسك ياصديقي.. دمنا هو دم اليمني المهدور في عمران وحجة وصنعاء.

دم اليمني الذي يسكبه الحوثي في كل مكان..

وقدرنا ان نواجه

وسيجمعنا الله بمن نحب وانتقلوا اليه.

وصدقني، يقينا ان من يختاره الموت لايشعر بوجع الحدث كما يراه الاحياء.

ومن المقدور لاينجو الحذر.

 

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار