الجمعة 29 مارس 2024
المشكلة في الأساس ثقافية فكرية
الساعة 10:37 صباحاً
صالح هبره صالح هبره

 يعيش الشعب اليمني أصعب مراحل حياته وأشدها سوء، فلا تمكن من تحقيق بناء دولة ينعم في ظلها، ولاسلم الحروب؛ نتيجة تعرضه لأبشع أنواع المؤامرات، مؤامرة من الداخل، وتتمثل في :

 فرض نظام فردي طائفي، يدّعي أن الله اختاره واصطفاه  على الشعب ليحكم الشعب؛ ومع ذلك لايؤمن بشيء اسمه نظام مؤسسات؛ لأنها لم تكن موجودة في وقت النبي بحسب تعبير قادتهم، فجميع السلطات يجب أن تُختزل في شخص الحاكم، فهو السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية.

ولا بمبدأ الشراكة أو الانتخاب؛ لأن ذلك يتضمن إشراك  "من لا يستحق فيما لا يستحق" ،

 ولا بالمواطنة المتساوية؛ لأن ذلك يتعارض مع مبدأ الإصطفاء.

وبغض النظر عن صحة تلك النظرية من عدمها، إلا أنه يتم العمل على فرضها عبر عدة مسارات:

أولاً: التخلص من كل مخرجات (ثورة السادس والعشرين) وما أنتجته من فكر مغاير لمبدأ حاكمية الفرد عبر:

1. التخلص من جيل الثورة نفسه، وهو ما يتم من خلال سوقهم للجبهات في حرب مفتوحة ، تتبنى عداوة الجميع، ولاتؤمن بالتعايش مع أحد ؛  الجميع في نظر أصحابنا بين متّهم و متآمر .

2. تجفيف منابع فكر التعايش ودعاة (الدولة المدنية) بتغييب حملته بطريقة أو بأخرى؛ أمثال الدكتور أحمد شرف الدين، والمتوكل، والخيواني، والمحطوري، وجدبان، وحسن زيد، والصماد ووو.               

 ثانيا: تشويه كل ما أنجزته الثورة وحققته من تغيير لدى الجيل خلال الخمسين عامًا عبر:

1- جرف وتدمير كل ما أنتجته الثورة من مقار ومنشآت وطرق وأشجار  ومستشفيات وووو، إما بتفجيرها أوبإهمالها، في عملية تدمير ممنهجة؛ بما يحقق طمس كل مظاهر الثورة والجمهورية، كما تعامل النظام السابق مع مصنع الغزل والنسيج.

2- إهمال التعليم الرسمي؛ بذريعة المرتبات ومحاولة القضاء عليه تمامًا، إنما بشكل تدريجي بما يهيء الوضع لإيجاد مرحلة فاصلة جديدة يتم بعدها تغيير المناهج بمناهج دينية  وافكار مذهبية تمثل التعليم الرسمي القادم تتضمن مخرجاتها تجسيد الولاء لطائفة على اساس مبدأ الاختصاص.

3- العمل على إغلاق المدارس العلمية التي تدرس الفكر الزيدي المعروف بنظرياته المعتدله واجتهاداته المتوازنه، والحكم على ذلك الموروث  الفكري والثقافي الذي انتجه قادة ورموز المذهب الزيدي على مدى مئات السنين بانها ثقافات مغلوطة  تصد عن العمل بالقرآن مادفع بالكثير من اتباعنا لإحراق مكتباتهم .

4- القضاء على رمزية كل ما كان في عهد الثورة، بما في ذلك التوصيفات الوظيفية، إما من خلال تعطيل دور المتصف بها، فالوزير، والمدير، والمحافظ، والدكتور ووو يقدم أمام الجمهور فاقدًا لأي قيمة مجتمعية أو صلاحية، في مقابل مشرف يملك كامل الصلاحيات أو بمنح أكبر رتبة لمن لا يعرف معنى تلك الرتبة؛ ما جعلها تفقد رمزيتها ومعناها في عملية ممنهجة دقيقة .

4- تسطيح الوعي المجتمعي وتدجينه، من خلال تسطيح الإعلام، حيث نمتلك أكثر من خمسة عشر فضائية لا تنتج سوى الزوامل، وكيل المديح.

 وعلى هذ فقس بقية الأمور، حاول الشعب ان يتخلص من قبضة دعاة الخلافة فوقع في قبضة دعاة الولاية !!

أما المؤامرة الخارجية:

فقد أصبح اليمن نتيجة غباء ساسته ساحة لتصفية حسابات دولية وإقليمية والشعب اليمني من يدفع الثمن.ولا ينتظر من تلك الدول إلا ذلك؛ لأنها دول تحكمها المصالح وليست جمعيات خيرية، فبالدرجة الأولى يهمها مصالح شعوبها ، على حساب  الشعوب الأخرى ومن لايرحم نفسه لايرحمه الآخرون.

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار