الثلاثاء 16 ابريل 2024
إلى حزب الاصلاح في ذكرى تأسيسه " هذه أخطاؤكم"
الساعة 07:23 مساءً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

يحتفل حزب الاصلاح بمرور 32 عاماً على تأسيسه ، ومن حق أي حزب أن يحتفل بذكرى تأسيسه ، كما أنا الاحتفال الحقيقي أن ينظر كل حزب ماذا قدم للوطن كون الوطن حزب الأحزاب ، بينما الواجب على كل حزب أن يعرف ما هي أخطاءه ويقوم بتصحيحها.
وحزب الاصلاح له أخطاء ومن حقنا أن ننتقده ونطالبه بتصحيحها.
تأسس حزب الاصلاح في العام الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية والتي جاءت بمبدأ التعددية السياسية.
والوحدة تحققت على أساس شراكة ثلاثية في السلطة بين حزب المؤتمر والاصلاح والاشتراكي.
لم تستمر تلك الشراكة بسبب سعي كل طرف نحو الاستحواذ الأكبر وهو الأمر الذي دفع بالاشتراكي لإعلان الانفصال واندلعت حرب 94 ، وكان المفروض بعد تلك الحرب أن لا يتم اقصاء الكثير من أبناء الجنوب ليظهر أن هناك قضية جنوبية وأن ما حدث هو تسلط الشمال على الجنوب واقصاءه.
كان المفروض ان تظل الشراكة الثلاثية بعد سواءً عبر الحزب الاشتراكي من خلال قيادات جديدة فالاشتراكي ان كان سبب في حرب الانفصال لا ننسى أنه شريكاً أساسياً في الوحدة وبقاء اليمن موحداً مرهون ببقاء شركاء تحقيق الوحدة بالشراكة بالسلطة أو كان يفترض وجود مكون جديد يحمل اسم الجنوب.
حزب الاصلاح كان لديه قيادات شاركت في البسط على أراضي كثيرة في الجنوب بالاضافة إلى تقاسمه وحصوله على نسبة كثيرة من ثروة الجنوب وهو الأمر الذي اظهره شريكاً في ايجاد قضية جنوبية ، وكان المفروض بعد تلك الحرب السعي نحو ايجاد مشروع دولة تمتلك ديمومتها الوحدوية ، إذ ان دولة الوحدة بعد تلك الحرب  يجب أن تقوم على أساس جيش موحد وشراكة عادلة.
بعد حرب 94 كان حزب الاصلاح شريكاً ثنائياً في السلطة مع الرئيس السابق صالح وكان لديه نصف الجيش الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية بالاضافة للمنطقة الشرقية ، وكانت تلك الشراكة موجودة سواءً اكان الاصلاح ظاهراً فيها أو مدعي للمعارضة ، بل و ظلت  حتى تنازل صالح عن السلطة.
سعي الاصلاح نحو الاستحواذ على السلطة ككل هو الذي أوجد خلافات مع صالح وعبرها سعى حزب الاصلاح لتشكيل اللقاء المشترك بهدف القضاء على صالح ورفض الانتخابات ثم نزل لساحات الربيع العربي مشكلاً لما يسمى بالثورة الشبابية ومسيطراً على كل زمام أمورها.
وكان حزب الاصلاح لديه مسار قانوني يوصل عبره السلطة عبر صندوق الانتخاب بطريقة يحافظ فيها على تواجده في السلطة مع صالح كشريك مخفي ووصوله للسيطرة على السلطة كلها كمكون اظهره الاستحقاق الشعبي عبر فوزه بانتخابات برلمانية ورئاسية، ولكن مقاطعته للانتخابات واتجاهه نحو الشارع يؤكد فشله وعجزه وافتقاده للمشروع الوطني ورفضه للمسار الديمقراطي واتجاهه نحو الفوضى والشارع بدلاً من صندوق الاقتراع.
في الحروب الست على الحوثي كان حزب الاصلاح يدعي أنها حرب عبثية.
وفي احداث عام 2011 استلم الحوثي محافظة صعدة عبر تسليم من القوات العسكرية التي تتبع المنطقة الشمالية الغربية التي كان قائدها هو المنضم لساحة ما يسمى بالثورة الشبابية ، وهذا التسليم كان عبر اتفاق مع الحوثي هدفه التوحد لاسقاط حكم صالح.
هذا الأمر كان تقوية بدائية للحوثي دفعته بعد ذلك للتوجه نحو القضاء على حزب الاصلاح وهو الأمر جعل صالح يؤيد الحوثي لينتقم من الاصلاح ثم أدى مؤخراً لتحقيق الاستفادة للحوثي وقضى في صنعاء على الاصلاح وصالح.
بعد عام 2011 وعبر اتفاق المبادرة الخليجية التي أوجدت حل للشراكة وتنازل صالح عن السلطة.
اظهر حزب الاصلاح انه ليس لديه مشروع وطني خاص باليمن ، بل ظهر انه جزء من مشروع لجماعة الاخوان ، فبعد موجة الربيع العربي حينها التي مكنت جماعة الاخوان من السيطرة على مصر وليبيا وتونس وحكومة الوفاق باليمن ، ظهرت قيادات تصرح ان هدفها بعد ذلك المملكة ، وهو الأمر الذي اظهر سعيه لاستخدام ساحة لتحقيق مشروع خاص يتعارض مع مصلحة المشروع اليمني الوطني والعربي.
بعد عام 2014 وعندما تشكلت عاصفة الحزم بقيادة المملكة ، جاءت فرصة ذهبية لحزب الاصلاح كان قادر من خلالها على كسب التأييد الداخلي وثقة التحالف العربي.
ولكن سعي الاصلاح للسيطرة على مفاصل الدولة والجيش واقصاء الآخرين واظهار قواعده التعاطف والتوجه نحو المشروع المعادي لمشروع التحالف العربي وتركيزه على السيطرة على الجنوب بالاضافة لتراجعه في التقدم نحو صنعاء وفشله في مأرب والجوف.
كل ذلك اظهر الاصلاح بالفشل عسكرياً ضد الحوثي ولا يريد دولة لليمنيين بل دولة للحزب ، ولا يريد التقارب والتوحد مع الاطراف المناهضة للحوثي تحت ظل مشروع  دولة يتشارك فيها الجميع ويتحدوا ضد مشروع الحوثي الانقلابي .

مشروع الدولة الوطني يتطلب الوقوف مع مجلس القيادة الرئاسي ومشروع التحالف العربي ، ضد المشروع الحوثي الإيراني.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار