الجمعة 19 ابريل 2024
مع أبطال تعز
الساعة 11:45 صباحاً
د. عبدالقادر الجنيد د. عبدالقادر الجنيد

يعجبني أن أتطلع لوجوهكم وأتفحصها.

رأيتكم بالأمس وأنتم في المتارس وأراكم اليوم في المدارس.

في المتارس رأيت الفتوة والعزم على وجوه طيبة تتطلع إلى هذا الزائر المدني الذي يقول لهم أنه أخوهم أو أبوهم ويحس في نفس الوقت أنه إبنهم فيبتسمون باستغراب واندهاش وإعجاب وبشيئ من الإمتنان والحب.

وبالتأكيد كانوا يرون أيضا في وجهي الإمتنان والحب.

واليوم، أتفحص وجوهكم محاولا أن أسبر أغواركم ولأعرف ما يدور خلف عيونكم المتقدة وألحظ في نفس الوقت أنكم تقومون أيضا بنفس الشيئ وتتفحصونني وتتساءلون ما الذي عساه أن يأتي به إلينا هذا الذي نعرفه كلنا مما سبق من أفعاله ومما نقرؤه من كتاباته التي لا تتوقف.

**

أول ما سأقوله، هو أن أقول لكم من أنتم.

**

أنتم، آخر القلاع الحربية العربية التي تتصدى للمد والزحف الإيراني.

الحوثيون، هم الذراع اليمنية المحلية للحرس الثوري الإيراني بنكهات محلية مناطقية وقبلية وسلالية.

إذا انتهت هذه القلعة الحربية اليمنية في تعز وشقيقتها القلعة الحربية في مارب، ينتهي كل شيئ.

إذا انتهت هاتين القلعتين في تعز ومارب، ينتهي اليمن الذي نعرفه وتنتهي الهوية اليمنية وتنتهي السيادة اليمنية على البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي لصالح إيران.

إذا انتهت هاتين القلعتين اليمنيتين الباقيتين في تعز ومارب، سيبدأ الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لالتهام لقمة عربية أخرى تكتمل بها سيادة إيران على الجزيرة العربية.

وتشاء تصاريف الأقدار أن يكون هذا كله على عاتق أؤلئك الرجال الأشداء الذين رأيتهم يوم أمس خلف المتارس وعلى عاتقكم أنتم هنا الذين أحاول هنا في غرفة الدرس هذه أن أعرف ماذا يدور خلف عيونكم المتقدة.

**

ثاني ما سأقوله، هو أنه لن يحدث سلام تفاوضي

**

الحوثيون والإيرانيون، لا يتسلون ولا يمزحون ولا يلعبون.

الحوثيون والإيرانيون، خططوا وحشدوا وبذلوا ويجتهدون للحصول على كل شيئ وهذا يشمل رقابكم وعزتكم وكرامتكم وأدمغة وسواعد أطفالكم وهويتكم وأرضكم ومواردكم وثرواتكم.

الحوثيون والإيرانيون، لن يقبلوا مشاركتكم.

وحتى أنتم لن تقبلوا مشاركتهم لكم تحت راية الإذعان والخضوع والتمثيل الشكلي الصوري في حكومة توافقية زائفة.

وعلى هذا لن يحدث أبدا أي سلام حقيقي بناء على مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.

إنها الحرب حتى النهاية.

وهذا الوضع قد يستمر سنينا طويلة.

وأول من يجب أن يعرف هذا هو أنتم.

**

ثالث ما سأقوله، قوتكم في حاضنتكم

**

اكسبوا عقول وقلوب الأغلبية الصامتة.

أنتم هنا في تعز بين أحد أعظم مناجم وأعظم خزانات بشرية في اليمن وأعظم كثافة سكانية في اليمن.

أنتم هنا وسط مركز أرض المدد لكل اليمن ولكل الجزيرة العربية.

لا تسمحوا أبدا لأي أحد أن يقلق أو أن يهدد أهل المدد.

وفروا لحاضنتكم الحرية الشخصية والفكرية والأمان.

الفقر والجوع لا يركع الحواضن.

ولكن الخوف والقهر والغبن هو ما ينفر الحواضن والأهل ويقطع صلات الرحم.

اغرفوا من هذا الخزان البشري ما تحتاجونه لهذه المعركة التاريخية التي حكمت تصاريف الأقدار والإرادة الإلهية أن تقع على عاتقكم.

سيقبلون قدرهم ويبذلون الجهد والمال والدم عن طيب خاطر لو شعروا أنكم رجالهم وأبطالهم وحماتهم.

اجعلوا هذه الأغلبية الصامتة ترضى عنكم لتردفكم بالأيقونات والابتكارات والارتجالات التي ستشتت أعداءكم وأعداء الهوية اليمنية وأعداء العروبة وأعداء الإسلام المستنير.

وفروا المجال لهذه الأغلبية الصامتة لتزدهر في الاقتصاد والأعمال والتعليم والعلم في ظل الأمان والعدالة والمساواة،

لتصبح نموذجا ينجذب له كل اليمن المحرر،

ولتشتاق اليمن الواقعة تحت الحوثي لأن تلتئم وتلتحم مع أحبابها في تعز.

*نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار