السبت 27 ابريل 2024
6 أعوام مضت منذ أقلعت عن التدخين تماما بعد عشر سنوات من الإدمان
الساعة 02:26 صباحاً
سامي نعمان سامي نعمان

6 أعوام مضت منذ أقلعت عن التدخين تماما بعد عشر سنوات من الادمان تراوح استهلاكي اليومي 30 حبة كمرات أبيض.

في أول ليلة من رمضان قبل 6 أعوام، اتخذت قرارا صارما في هذا الشأن ووضعت حداً نهائيا له دون مقدمات..

لم يكن الأمر سهلاً لكنه لم يكن قطعا بالصعوبة التي يتخيلها مدمن التبغ (خصوصاً إذا كان كمران أبيض)..

أين يكمن الميزان بين الإستحالة والإمكانية؟

تكمن في عزيمتك وثقتك بنفسك وأنك السلطان وأنك الأقوى..

إذا لم تفز في معركة التبغ بقوة متى قررت

فبأي معركة ستنتصر في حياتك؟!

(دعك من ذلك الذي يؤمن بضرورة التبغ لحياته ولا يؤمن بأضرارها ولا يفكر بتركها.. فهذا يحتاج علاجاً من نوع آخر)

تكمن في ايمانك وبقدرتك على التغلب على الإدمان أكثر ولو بقليل من إيمانك بقدرة التبغ على التغلب عليك وأسرك..

والتبغ ليس ضعيفا اذ يدافع عن سلطانه بشراسة حتى يتراءى لك أن لا حياة ولا راحة ولا عافية بدونه، لكن قواه تنهار ومؤثراته تزول أمام عقبة الإصرار إن صمدت بضعة أيام على كوابيس المرض التي يكالبها فوق رأسك.

قاومت بشدة كل الأمراض العارضة التي عشتها في حياتي من حمى وزكام والتهابات وسعال وفتور عضلات وكتمة وصداع عنيف وشقيقة وحتى أعراض الحصبة الخفيفة التي اجتاحتني في الطفولة.. لكني قبلت التحدي وواجهت كل تلك الأعراض دفعة واحدة.. وانتصرت ..

لا اخفيكم أني تركت التبغ قبلها أكثر من 4 مرات ولك أمت لأنجاوز الشهر وأعود بشراهة أكثر لأني كنت أخوض التجربة بدون قناعة كاملة وبطريقة "سنجرب ".. اتفه سبب كان يدفعني للعودة .. ذات مرة أقنعني شاب أقرب للجنون في صنعاء وقال لي : حمي نخركاستاذ ابصر كيف انت مش قادر تبدع..

التبغ يفقدك عقلك ويجعلك تصدق المجنون.. يجعلك ضعيفاً مهزوزاً بلا شخصية وأنت تظن أنه يصنع شخصيتك الدخانية..

كل هذا من التبع؟! نعم وأكثر.. تحكيه آخر حبة في الباكيت الذي لا ترتاح ولا تهدأ قبيل الفجر والصداع يقتلع رأسك وانت تدرك أنه من التدخين لكنك تعتقد أنه العلاج .. فلا تستسلم للنوم حتى تسقط آخر حبة..

وتحتاج للعزيمة أكثر بعد التغلب على التبغ في اسابيعه الاولى، إذ يتعين عليك مخالطة المدخنين والصمود بحضرة السلطان، لا أن يكون مخالطة المدخنين هو ذريعة الفشل لتبرير الانتكاسة.

أمنياتي لأصدقائي المدمنين أن يتمكنوا من الخلاص من هذا الإدمان الخبيث ليدركوا كم هو مثير ومنعش ذلك النفس العميق الذي تستنشقه برئتين متعافيتين من النيكوتين.

من يريد أن يتعافى حقا فأنا مستعد لاسناده..

ويا سعد من انتصر

يا سعد من انتصر

يا سعد من انتصر

*نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار