الجمعة 29 مارس 2024
أخرجوه من التأريخ وليس من المعتقل
الساعة 07:35 مساءً
عبدالسلام القيسي عبدالسلام القيسي

نحن أعتقلناك : رقصة . نحن أهناك : رقصتان .

نحن عذبناك وسلبنا منك سلاحك : وهذا سلاحك لا يصيب .

غرض الحرية ليس الخروج من السجن،بل أن تغادر بكل شموخ وبإمكاني القول الآن : البطل فيصل رجب كان حراً وهو في سجنه أكثر وأكبر من حريته الآن وهو خارج السجن،بهذه الطريقة المهينة،

الوفد الأبيني يجب أن يحاكم،

لو أن الكهنة أطلقوه من ذاتهم بعد انتفاء فائدة بقاؤه في السجن فهذا شيئا طبيعياً وكانوا سيفعلونها مؤكداً اذ فيصل رجب ضمن قوائم الدفعة الثانية لتبادل الأسرى،وتأخيره كان ضرورياً للكهنة لإيجاد ورقة،يراهنون عليها،مقابل بقية الأسرى خاصتهم مع كل جبهات ومكونات الجمهورية،ولكنهم أرادوا تحقيق نصراً أخلاقياً لدى الناس،الناس الذين لا يعرفون أي شيء،وفي قلب وعمق الجنوب، وبأبين،حيث هناك تتقاطع التحالفات ويراد منها تحقيق ثغرة بين المكونات،بين كل هؤلاء،بضربة واحدة، وتعزيز هذا الإنقسام..

لكنهم أطلقوا بهذه الطريقة ليخرجوه من دفتر التأريخ

أستطاعوا مسح فيصل رجب من صدر البطولة

التأريخ لا يعرف أي شيء، سيكتب التأريخ : وأطلقه الكهنة ورقصوا فرحاً بإطلاقه

وأهدوه مسدساً وبندقية

القارئ الذي لم يعش هذه الأحداث سوف يفكر ويتأمل

وهو يكتب قراءة عن المعركة الوطنية سوف يكتب مشتبهاً بفيصل رجب وأنه كان كهنوتياً يعمل بالوجهين،ولولا ذلك لما أطلق سراحه بالطريقة تلك،ولما رقص بخروجه،على عكس بقية المعتقلين،

أنا أتحدث عن التأريخ،

عن بعد خمسين سنة من هذه اللحظة

سيصبح البطل فيصل رجب نقطة سوداء في خاصرة النضال .

وفد أبين أهرق سيرة رجل بطل،

البطولة الفارقة لفيصل رجب ذهبت أدراج الرياح،

وعوضاً عن سطر في التأريخ يكتب فيه : غادر فيصل رجب شم الأنف،من السجن،كما الأسود،بعد ثمان سنوات من الصمود،

سوف يكتب : وأطلق الكهنة فيصل رجب وضيفوه من صنعاء وفي الطريق الى بلاده بذمار ورقصوا أمامه.

وهنا ليس بإمكانك أن تقنع القارئ ببطولة فيصل رجب،وتضحيته.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار