آخر الأخبار
الجمعة 6 ديسمبر 2024
لم يلبث اليمن أن أكمل فترة الحوار الوطني الشامل إلا وشهد أبناؤه اليمانيون اندلاع حربا همجية انطلقت شرارتها الاولى من معقل مليشيات الحوثيين في صعدة مرورا بعمران وصولا إلى صنعاء وانتشرت إلى باقي محافظات الجمهورية تحت عوامل متعددة أسهمت في تسريع عجلة الانقضاض والانقلاب على خيار الشعب اليمني المجمع عليه، وكانت أبرز تلك العوامل هو تحالف القوى الرجعية الإمامية الحوثية مع رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الراحل "علي صالح".
على إثر ذلك غادرت قيادات الدولة العليا المدنية منها والعسكرية أرض اليمن واختارت من السعودية مستقرا لاعادة ترتيب أوراقها حيث اعتبرت السعودية حليفا أساسيا لها، وتواجد هناك رئيس الدولة مع مستشاريه ووزرائه ومن تمكنوا من أعضاء مجلسي النواب والشورى وكبار ضباط الجيش الموالين للشرعية الدستورية الخروج من اليمن عام ٢٠١٥ وتبعهم من استطاع في وقت لاحق.
وإذا ما قارناهم بقادة سبقوهم من قبل في أحداث مشابهة فسندرك أن موقفهم لم يكن كموقف أبرز قيادات الجمهورية في الستينات كالعقيد علي سيف الخولاني وعدد من ذوي الرتب الرفيعة منهم العقيد حمود بيدر وحسين المسوري والعقيد عبدالله الضبي وآخرون، إزاء أحداث حرب الجمهوريين مع فلول الإمامة أو بما يعرف ب "حصار السبعين" في مرحلة الستينات، يتبين لنا أن موقف هذه القيادات وبشكل واضح كان تملص من المسؤولية الملقاة على عاتقهم ورفضهم تحملها أو مواجهة الإماميين بأي شكل من الأشكال، فغادرت تلك القيادات من اليمن إلى بلدان مختلفة كمصر وسوريا ودول أخرى.
في حين تماسكت قيادة الجمهورية المعروفة بالشرعية يمثلها الرئيس هادي ونائبه محسن ورجالاتهم في الشقين المدني والعسكري إلى جانب حلفائهم، وبرغم كل الفجوات والمصاعب التي خلفتها الأحداث إلا أنهم استطاعوا أن يستعيدوا جزء كبير من الوطن المنهوب الذي كاد أن يفقد ويدين بالولاء التام لايران كما هو الحال في العراق. لقد قاموا بواجبهم الوطني وكمواطن يمني أشكرهم على ماقدموه بالرغم من تقصيرهم في جوانب متعددة. فقد حافظوا ولم يسلموا أراضي اليمن وموانئها للطامحين الطامعين لبناء أوطانهم على حساب اليمن الموحد، ويندرج ضمن ذلك إيران والامارات والسعودية.
ومع ذلك أخص بالقول هنا الرئيس عبدربه منصور ونائبه علي محسن بأن الاستمرار في الامتناع عن توقيع اتفاقات تمس السيادة التي تشمل اعطاء الموافقة بالتصرف في الموانئ أو الجزر اليمنية لفترة زمنية معينة ليس كافيا فأنتم كقيادة حكيمة يمكنكم عمل الكثير والكثير لكي توجدوا انجازات على الأرض.
هل يعلمون بأنهم قد عجزوا عن استكمال تحرير اليمن وان حركتهم شلت بواسطة حلفائهم الرئيسيين؟ وهل يعلمون بأن واجبهم الملقى على عاتقهم هو التحرك ميدانيا و تعيين من هم قادرين على تحرير صنعاء، وهنا قد يتسائل الكثيرون عن المعنى الفعلي للمقدرة على التحرك وتحرير صنعاء.
اليمن بحاجة إلى رجالات هذه المرحلة دون غيرهم وهذا هو الفراغ الذي أوصل اليمنيين إلى باب مغلق أمام مواجهة الامامية السلالية الرجعية العقيمة والذي قاد الشرعية و أوقعها في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه. فاذا ما استذكرنا الحرب بين الجمهوريين وفلول الإمامة في بعد ثورة سبتمبر فقد كان من غير المتوقع ان يرفض كبار الضباط المؤيدين للجمهورية لقرارات تعيينهم في رئاسة هيئة الأركان، وهنا وجد الجيش نفسه بدون قادة، فرمى له القدر قادته الشبان الذين لاتتعدى رتبة أعلى ضابط منهم في الجيش أو الأمن رتبة رائد.
القادة الشباب الذين وهبوا كل طاقاتهم في سبيل الوطن بقيادة المقدم عبدالرقيب عبد الوهاب الذي يبلغ من العمر ٢٧ عاما! إلى جانب الرائد محمد مهيوب الوحش والرائد حمود ناجي والرائد علي مثنى جبران والملازم غازي علي عبده والرائد محمد صالح فرحان الذين بدورهم تقلدوا زمام قيادة الجيش الجمهوري ودافعوا عن صنعاء كسروا حصارها.
ما أود الإشارة إليه في النهاية هو زمنكم قد ولى ليس انتقاصا أو امتعاضا منكم و إنما لأجل مصلحة اليمن أرضا وإنسانا، فالمرحلة تتطلب ذلك، يجب أن تكونوا قد شرعتم في إعداد قيادة يمنية جديدة و إن لم يكن فها قد حان موعد إعدادها كسلطة أمر واقع واحرصوا على أن "لاتملك هذه القيادات ماتخسره" للانتقال باليمن إلى مرحلة تحديد المصير دونما أي اتفاقات عشوائية مع أي حلفاء أو جيران لليمن الحبيب واضعة مصلحة البلد قبل كل شي.
سحر الخولاني نموذجًا للصمود
سحر الخولاني أيقونة للحرية والكرامة
مجزرة مقبنة.. جريمة حرب لا تغتفر
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"