فاروق الصيري

الدكتور أحمد عبيد بن دغر يعود للمشهد مجددا ولكن من بوابة الشورى.. رئيسأ  لمجلس الشورى خطوة في سلم ترتيب وضع الشرعية..

التغيير سنة الكون، فمن دائرة الاتهام إلى رئاسة مجلس الشورى.. يا لها من معركة!

فقد أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا بتعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً لمجلس الشورى وهذا تأكيد على رجاحة العقل السياسي في ميزان الصراعات وأن الثبات على الحقيقة في هذا الزمن هو عمل ثوري كامل..

 هنيئا لليمنيين بهذا الرجل الذي تربى على مبدأ الثبات منذ حبا على طين بلدته التي ناطحت السحاب فالمعركة الوطنية لا خيارات فيها ورفض الارتهان ليست رغبة فهي مبدأ..

ليست معركة إثبات ذات بل هي معركة إثبات وطن يمر بظرف عصيب ويوشك أن ينسل من بين أيدينا لولا رجال أخلصوا في هذه اللحظة الحرجة..

تعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الشورى استشعار متأخر بأهمية رؤيته السياسية الملهمة في أحلك الظروف وأعقدها وبقدر ماهي محاولة لجبر ضرر إلا أنها خطوة لعودة رجال الدولة إلى موقع المسؤولية وإدارة الملفات الصعبة..

هو الذي واجه صلفا إمارتيا ووقف بثبات أمام رياح عاصفة بسقطرى ورقص أمام الجميع رقصة النار في الجزيرة والأصابع على الزناد والموت يحيط به بعد أن رفض الخروج من سقطرى، لم يسع للنجاة بذاته وخاض المعركة حتى كوفئ بإزاحته عقبها نتيجة الضغوط..

لكنه رغم ذلك لم يهرب باحثا عن طوق نجاة بل ربط مصيره بمصير هذا البلد الغريق

حتى تلك في اللحظة التي كُسر فيها.. لم ينكسر

وفي اللحظة التي خُوَن فيها لم يخن..

حين أُبعد عن دائرة صنع القرار ظل يحارب بأدواته الوطنية

ها هو اليوم يعود إلى المعركة ويلبس درع المسؤولية ليخوض معركته من باب مجلس الشورى وهي خطوة نأمل أن تكون لها ما بعدها في سلم مسؤولية إدارة البلد وانتشاله مما هو فيه..