الجمعة 6 ديسمبر 2024
الوعي.. معركتنا المنسية مع الحوثي
الساعة 05:51 مساءً
فكرية شحرة فكرية شحرة

لست ممن يحتفل بقتل الحشود التي يرسلها الحوثي جماعات إلى محرقة مأرب، ولست ممن يهتف أنهم يستحقون.
 
أجد الألم يعتصر قلبي لرؤية زرافات الوجوه المعفرة بالدم في صحراء مأرب. فهؤلاء وقود التعبئة الخاطئة والتجهيل المنظم الذي أثبت نجاحه في غياب التوعية المنظمة بوسائل أكثر فاعلية من كتابات لا يقرأها العامة والبسطاء من الناس.
 
فبركة الأخبار بكثافة واطلاق الشائعات المغرضة والمحفزة؛ الزوامل الجهادية التي تتحدث عن الوطن والدفاع عنه؛ هذه التعبئة هي من تصل إلى عقول البسطاء فقط.
 
الحوثي يصر على بهرجة الموت وإضفاء هالة فدائية للقتل الجماعي الذي يسوق أتباعه إليه.
 
يقوم  بزراعة الحقد في نفوس اليمنيين ضد بعضهم؛ وسينسى اليمنيون أنهم كانوا مدفوعين دفعا إلى محارق معاركه، ولن ينسوا دماء بعضهم التي سفكوها في حمى الجاهلية التي صنعها في رؤوسهم. هكذا من القديم تصنع الإمامة مجدها من الحقد والفتن.
 
صور كئيبة ومؤلمة للذين انساقوا خلف ادعاءات المليشيا، وتدمير للعقول والروابط وتغذيتها بنزعات الحقد والثأر.
 
هذا الوقود من الأحقاد، يدفع العشرات للانخراط بالجبهات، ليس حبا في الحوثيين، إنما انتقاما لقتلاهم ولفكرة العدوان السعودي.
 
فكرة العدوان والكراهية ضد المملكة، هي أقوى أسباب انخراط اليمنيين في محارق الحوثي، الذي عرف كيف يستغل هذه النقطة لصالح مخططاته الخاصة التي يجهلها غالبية اليمنيين.
 
وماذا فعلت المملكة في المقابل لتحسين صورتها، أو توضيح أهدافها، سوى عشرات الضربات الخاطئة ضد المدنيين والمنشئات اليمنية؟!
 
الحمية الوطنية، وكراهية تدخل الغير في مصير اليمن، أمر محمود؛ لكن ماذا عن الحاكم الإيراني إيرلوا في صنعاء: هل يساعد في أعداد الكعك للمقاتلين؟!
 
إليكم الصورة، كما يراها آلاف اليمنيين الغارقين في نعيم الجهالة منذ دخول الإمامة اليمن..
 
الشرعية خانت البلد، واستعانت بالطائرات السعودية على ضرب الناس الآمنين، في إصرار على انتزاع الحكم من قبضة السيد الشاب؛ البطل الذي وقف في وجه العدوان!!
 
تقريبا؛ تناسى الناس الانقلاب ولماذا حدث!!
لقد حدث تكبير وتفخيم منظم لقضية "احتلال" اليمن من قبل المملكة والإمارات، وساعدت في تثبيت ذلك نوايا الدولتين وتصرفاتهما؛ إنه الاستغلال الأمثل لما يفترض أنه نصرة وإعانة دول الجوار، الذي تحول إلى احتلال في عيون اليمنيين..!!
 
كيف يمكنك أقناع اليمني البسيط، مع كل هذا الضغط الإعلامي، الموجه بعناية ليلا ونهارا، أينما ولى بوجهه، بكل الوسائل والضغوط المالية والنفسية والدعائية والدجل والشعوذة؛ أنه لا يقاتل مرتزقة وإنما جمهوريين أحرارا يريدون خلاصه؟
 
كيف يمكنك أقناعه؛ أن التدخل الإيراني الفارسي أكثر بشاعة وخرقا للسيادة والمعتقد؟!
 
وأن أشد وجوه العمالة والارتزاق فتكا بالشعب، هي من أولئك الذين نبتت جلودهم من خير اليمن، وحنوا لأصلهم الفارسي، وسعوا لضم هذا البلد العريق إلى مملكة فارس فقط..!!
 
أعتقد أن هذه هي معركتنا التي لم نعطيها حقها فعلا..!!
 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار