السبت 20 ابريل 2024
سلاح المعنويات..السلاح الذي لا يصدأ
الساعة 08:44 مساءً
عبد الباسط البحر عبد الباسط البحر

كثيرة هي الأسلحة التي تخوض بها الشعوب حروبها العادلة طمعا في استرداد حق و ارض أو صون عرض وكرامة أو ذودا عن دين وهوية .

وهي على اختلاف أشكالها وأنواعها وصناعاتها بلا قيمة إن لم تغلفها العقيدة القتالية السليمة والمرتبطة بالهدف الواضح من خوض تلك الحرب، لا سيما عندما تفرض عليها اضطرارا لا اختيارا ..

فعقيدة ومعنويات المقاتل هي السلاح الذي يحسم 80 % من المعركة، خصوصا كمعركتنا الوجودية مع مليشيا التمرد الحوثية الايرانية بالجبال الوعرة والتضاريس الصعبة والامكانيات المادية والتسليحية واللوجستية الشحيحة، فيعوض كل ذلك سلاح المعنويات .. سلاح الاقتناع  والثقة وارادة القتال، سلاح المشروعية والقضية والارض والهوية والثوابت الوطنية الجامعة والدينية والانسانية.

 وتلعب الحاضنة الشعبية في المعنويات دورا محوريا بثبات او انهزام طرف على آخر .    

ولنعرف عقيدة المقاتل القتالية نسأله:
 لماذا تقاتل الحوثي ؟!

 ولماذا تحاول اخراجه من مقبنة أو الاحكوم وحيفان و من بقية اطراف تعز ومن مأرب والجوف ... ؟!. 

فإن لم يكن المقاتل مقتنعا بسبب وجوده وقتاله يسهل هزيمته نفسيا ليتبعها مباشرة هزيمته على الارض ..     

يجب أن ندرك أن تحرير مناطقنا ليس كافيا ابداً لنكون بعيديين عن خطر الحوثي .. و أنه لن يحكمنا  إلا اذا سيطر عسكرياً .

خطر المليشيا ليس عسكريا فحسب بل وفكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا؛ وتعز إن لم تستكمل تحرير نفسها .. وخصوصا مواردها الاقتصادية فستتأثر اقتصادياً وان انتصرت عسكرياً، كونها محاصرة من اربع جهات بقوى معادية لها ولمشروعها الوطني المتمثل بمخرجات الحوار الوطني والشرعية ومؤسسات الدولة الرسمية والمرجعيات ذات الصلة.
   
لكن اذا سقط الحوثي عسكريا؛ انهارت المشاريع الاخرى اوتوماتيكياً، لأنها مشاريع مؤقتة ضعيفة،  أو أنها مجرد مرتزقة لقوى خارجية ..  ستنهار داخلياً وشعبيا قبل أن تكون بفعل خارجي .

اذا لم تستغل تعز هذه الفرصة والفسحة التي أعطيت لها، للتحرير سواء من الخارج أو الداخل !.. فستكون لها نتائج وانعكاسات . 
 
فمن يظن أنه حافظ على حياته بعدم مشاركته بالقتال ضد الحوثي، أو بانسحابه من مترسه دون وجود خطر حقيقي يتهدد حياته ...   
من بخل بدعم الجبهات بالمال ..
 ومن سلط قلمه و كتاباته لأسباب حزبية او مصالح ضيقة، أو لتصفية حسابات متوهمة؛ ضد الجيش وقيادته ومنتسبيه و المقاومة الشعبية؛ كلهم سيندمون ندما شديدا...
 
ومن رفض القتال رغم وجود السلاح معه والقدرة عليه، سيجنده الحوثي غدا ويزج به في محارق جديدة لحروبه التي لاتنتهي ..   وحينها من سينسحب سيلاقي اعداما ميدانيا مباشرا ... 

ومن بخل بالمال سيصير غدا، مجرد شاقيا بالاجر اليومي؛ والمال من نصيب الحوثي وسلالته ...      

ومن سلط قلمه وكتاباته ولسانه على الجيش وابطاله والمقاومة وقيادتها، سيخرس تماما غدا فاما ان يكون مادحا للحوثي ولمشروعه أو سيصمت صمت القبور ويبتلع لسانه وبدون مقابل ...

ولذلك نحن أمام معركة مصيرية بكل ما تحمله الكلمة، لا يسعنا فيها إلا أن نكون أو لا نكون ..

إن لم تكن القيادات بمستوى هذه المعركة واهميتها، فسيتم تجاوزها وسنلجأ لازاحتها واستبدالها باخرى إن لزم الأمر، فالوضع لايسمح بالمجاملات ولا بالمحاصصات ولا بإي ترضيات او تسويات على حساب معركة اليمن، معركة الشعب والوطن، و أي عدم كفاءة أو فساد فلن يمر والاحرار له بالمرصاد، ولكن وفق تقييمات الاداء وليس وفق المناكفات السياسية والاعلامية، ولن يقبل شعبنا باي تبريرات ولا خيارات سوى النصر الناجز.

وعليه فإياكم أن تخمدوا بريق القضية في اعماقكم فتعمى عيونكم عن رؤية غدكم مكبلا باصفاد السلالية الخبيثة؛ 
تجاوزوا كل مامن شأنه اذكاء نيران الخلاف بينكم، وضموا صفوف ارواحكم ولا تسمحوا لشياطين الإنس بتمزيقكم ...


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار