الجمعة 29 مارس 2024
علي عبدالله صالح الحلقة المفقودة
الساعة 01:56 مساءً
خير الله خير الله خير الله خير الله

اختلت المعادلة اليمنية. باتت هناك حلقة مفقودة. لم يعد اليمن هو اليمن في غياب علي عبدالله صالح. قبل أربع سنوات، يوم الرابع من كانون الأوّل ديسمبر 2017 تحديدا، اغتال الحوثيون في صنعاء الرئيس اليمني السابق، الذي بقي في موقع الرئاسة بين صيف 1978 والشهر الثاني من العام 2012. لم تكن هناك حاجة إلى اغتيال الرجل الذي لعب الدور الأساسي في صنع الوحدة اليمنيّة للتأكّد من أن هذه الوحدة انتهت من جهة وأنّ اليمن الذي عرفناه، صار جزءا من الماضي من جهة أخرى

عمليّا، انتهت الوحدة يوم سلّم علي عبدالله صالح، استنادا إلى المبادرة الخليجية، سلطاته إلى نائبه عبدربّه منصور هادي كرئيس مؤقت. المفارقة أنّ هذا المؤقت مستمرّ منذ تسع سنوات. يبدو أنّ عبدربّه منصور، المقيم خارج اليمن، نظرا إلى أنّه لا يستطيع العودة إلى مسقط رأسه في محافظة أبين الجنوبيّة، سيبقى رئيسا مؤقتا مدى الحياة!

جاء التخلص من علي عبدالله صالح، كرئيس لليمن، تتويجا لحلف غير معلن بين جانبين هما الإخوان المسلمون والحوثيون. عمل الحوثيون لمصلحة الإخوان، وعمل الإخوان لمصلحة الحوثيين. أراد كلّ منهما التخلّص من علي عبدالله صالح استنادا إلى أجندة خاصة به. انتهى الأمر بخوض هذين الجانبين في أواخر السنة 2021 حربا يمكن وصفها بأنّها حرب استنزاف لهما في مأرب بعد سنوات طويلة من التواطؤ بينهما برعاية الرئيس المؤقت. وفّر عبدربّه منصور هادي شرعية للحوثيين عندما وقع اتفاق السلم والشراكة معهم غداة وضع يدهم على صنعاء في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر 2014. لم يوفّر الرئيس المؤقّت شرعية للحوثيين فحسب، بل أمّن لهم أيضا غطاء من الأمم المتحدة التي باركت اتفاق السلم والشراكة الذي وقّعه معهم عبر حضور جمال بنعمر الاحتفال كمبعوث الأمين العام للمنظمة الدولية وقتذاك

لا شكّ أن علي عبدالله صالح ارتكب أخطاء كثيرة في السنوات الطويلة التي أمضاها رئيسا والتي شهدت فترة استقرار لم يعرف اليمن مثيلا لها توّجت بإعلان الوحدة في الثاني والعشرين من أيّار مايو 1990. الوحدة بسلبياتها وإيجابياتها. من بين هذه الإيجابيات أنّه لولا الوحدة لما أُمكن ترسيم الحدود السعوديّة اليمنيّة أو العُمانيّة اليمنيّة

أيّ يمن بعد رحيل علي عبدالله صالح؟ لا يزال السؤال مطروحا على الرغم من مرور أربع سنوات على غياب الرجل

لكنّ كلّ هذه الأخطاء لا تبرّر الانقلاب الذي نفّذه الإخوان المسلمون الذين اعتقدوا أن الربيع العربي سيوصلهم إلى السلطة وأنّ عليهم التخلّص من علي عبدالله صالح أوّلا

في الواقع، نزل شبان يمنيون إلى الشارع مطلع العام 2011 وطالبوا بإسقاط النظام في وقت ضاقت الحلقة الضيّقة التي أحاطت بالرئيس اليمني الذي حاصرته فكرة توريث ابنه الأكبر أحمد منذ ما قبل العام 2006 بسنوات عدّة بعدما قرّر خوض الانتخابات الرئاسيّة مرّة أخرى. قرّر خوض الانتخابات متراجعا عن خطاب سابق أعلن فيه أنّه قرّر التخلّي عن السلطة

استطاع الإخوان المسلمون خطف التحرّك الشبابي والشعبي في الشارع. هذا التحرّك.....


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار