السبت 20 ابريل 2024
عليميان في حضرة صاحبة الجلالة .!
الساعة 11:16 صباحاً
فائد دحان فائد دحان

تراجعت كثيرا عن كتابة هذا المقال كي لا يفهمه البعض انه نوعا من التزلف وليس قول الحقيقة،  و قناعتي السابقة في حق من سأعنيهم في صدر المقال. 

 

في العام 2003 كنت طالب بكالوريوس اعلام في جامعة عدن، حينها، لسوء فهم مع إدارة أمن جامعة عدن،  تم توقيفي و سجني في سجن خاص بالجامعة مؤقتا لترحيلي إلى سجن التواهي الشهير. 

 

كانت الدولة حينها، تخوض حروبها مع جماعة الحوثي و لأني كنت أحب بناء علاقات واسعه مع كل من أعرفهم من طلاب و أكاديميين فقد أثار شجون الأمن إلى التحقيق معي.

بعد مرور نصف نهار تقريبا وقبيل انتهاء اليوم الدراسي،  تفاجأت برجال الأمن بإطلاق سراحي و أخذي إلى قاعة الدرس والاعتذار لي. 

 

قلت لهم:  ما هي تهتمي، فأفادوني حينها بأن شكوكا خامرتهم بأنني أعمل مع جماعة الحوثي الملعونه. 

ما خلف الكواليس :

و أنا في الحبس تجمع كثير من الطلاب والطالبات ، حيث مكان احتجازي،  يطلبون من الأمن الإفراج عني، ولكن ذلك لم يفد ابدا ، قام أحد المعروفين مع الدكتور عبدالله العليمي الذي كان حينها نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة عدن،  وكان يعرف انني تعرضت لظلم او لتهمة لم اقترفها، و فورا تحرك الدكتور عبدالله العليمي الذي لم أكن اعرفه حينها ولم أصادفه ابدا بحياتي بالتحقيق بالأمر و عندما وجد أنه تم توقيفي بلا اي ذنب،  طالب إدارة امن الجامعة بإخلاء سراحي فورا و لكن تعنت رجال الأمن كان ردة فعل واجهها الدكتور عبدالله العليمي بردة فعل أعنف، و ارسل رسالة لمدير أمن الجامعة أنه إذا لم يطلق سراحي فإن جامعة عدن غدا ستكون نار عليهم. 

 

و تحت تأثير هذا التهديد، تم الإفراج عني و الاعتذار لي و بعد معرفة السبب زاد احترامي لرجال الأمن وبنيت معهم علاقة حتى تخرجي، ولكن هذا الحدث كان بداية لعلاقة مع رجل لم أكن اعرفه. 

 

لطالما كانت أمي تدعو لي بلهجتها "الله يرزقك يا بني وكيل شاجع ما هو ذليل،  غني ما هو فقير" 

 

هذه الدعوة التي لا تزال ترعاني حتى اليوم، هذه الدعوة كانت رديفه لدعوة جدتي "الله يجعل عدوك أعمى مقيد". 

 

وانا أحاول أبحث عن خفايا الحكاية، أخبرني صديق انه هو من أبلغ الدكتور بصفته مسؤول عن الطلاب وعلى إثر ذلك بذل الدكتور جهوده التي مثلت نقطة انطلاق والتقاء. 

 

شدني الشوق للتعرف عليه أكثر وأكثر وهذا ما كان، تعرفت عليه؛ رجل مختلف، قيادي طلابي ناجح وفذ،  وبعدها قاد العديد من الأعمال الاستثمارية بنجاح باهر. 

 

دام تواصلنا حتى تخرجت من جامعتي التي أحببت فيها كل شيء حتى السجن والسجان والمنقذ، وكثير من الزملاء والزميلات و حين كان الوداع في التخرج بكيت ثم بكيت حتى ظن أحد الزملاء انني اذرف الدموع حزنا على الزميلات! 

 

بعدها اعترف انه تواصلي مع الدكتور كان فيما ندر او عن طريق الصدف و يا ما أحلى الصدف التي وجدتني فجأة أثناء حصولي على وظيفة رسمية في مكتب رئاسة الجمهورية لأجد الرجل الشامخ الدكتور عبدالله العليمي أمامي، كان لقاء انعتاق و مفاجأة تهللت له روحي حينها و امتطى صهوة التوهج في بهاء رجل له في نفسي تأثير كبير. 

 

حينها أخبرت بعض الزملاء عنه و حنكته الإدارية الفريدة و أنه يعيش حالة من الطموح لن يتوقف حيالها و سوف ينالها،  وهذا ما حصل بالضبط ، حتى تواصل معي قبل فترة بعض الزملاء يخبرونني كم اني كنت محق،  بعد أن صار ما توقعته،  وأصبح الدكتور في مركز هام لخدمة الشعب والهم الوطني، أقسمت له حينها أنه لم يقده إلى هذا المكان الا نجاحة ومثابرته، فقد كان الأول من حيث الإنجاز في رئاسته لدائرة السلطة المحلية بمكتب رئاسة الجمهورية و حين كان نائب مدير المكتب بعد أن فشلت مع محمد مارم مدير المكتب في تفقد بعض الزملاء الذين يعيشون بلا رواتب كان الدكتور عبدالله يلبي طلبي و يبادر لتفقد الزملاء في دعم زملاء المكتب الموقفه رواتبهم من تجارته الخاصة وليس من مال الدولة لأني اعرف من أين كنت آخذها و احولها للزملاء. 


 

و لعل اخرها بعد انطلاق مشاورات الرياض وقرب العيد تواصل معي الدكتور ان ارفع له كشف بأسماء الصحفيين والكتاب الذين لم يشاركوا بمشاورات الرياض و خصص لهم اكرامية عيدية بسيطة اتحدث عنها لأول مرة في معرض حديثي الخاص عن دعم للصحافة والصحفيين المهنيين لأجل القضية الوطنية و اكشفها لأنها لم تكن الأولى ولكنها الاوسع منذ بدأنا العمل معا قررنا دعم أي صحفي مستحق غير مبتز في حال تمكنا من ذلك و اتاحت لنا الظروف .

لقد كانت رحلة معرفة من الحرية إلى المحبة والاعتزاز..

 

 

لقد كانت رحلة معرفة من الحرية إلى المحبة والاعتزاز.. 

 

الحكاية الأخرى: 

 

بدأت بعد تخرجي من الدراسة وأثناء عملي الصحفي بالتحديد في العام 2008م كنت محرر في صحيفة الاهالي بصنعاء و صادف أنه أثناء زيارتي لأمي في الراهده وأثناء ممارستي لعمل صحفي، تعرضت لكمين من عساكر تابعين للشيخ محمد منصور الشوافي يعتقلوني و يحتجزوني في سجن شرطة الراهدة. 

 

التهم كانت كثيرة و متعددة منها اني عميل لأمريكا كما أخبرني شاويش السجن، حينها تعرفت على بعض السجناء الذين كان ينال منهم محمد منصور الشوافي بصفته المتسلطة وكيلا لمحافظة تعز و شيخ عنجهي يمارس الاعتساف بحق كل من يقف في وجهة او يوجه له مجرد نقد. 

 

بت ليلة كاملة في السجن و كان الشاويش يتردد علي و يحاول استفزازي، و فجأة جاء ليخبرني ليلا انني شخص مش بسيط و أنه علاقاتي الواسعة اشتغلت على أعلى مستوى وانه يتوجب علي الانتظار حتى بدء الدوام لألتقي بضابط اذكر ان لقبه الغزالي. 

 

أشرقت شمس يوم مختلف في حياتي وانا خلف قضبان السجان بالتحديد في الثاني عشر من نوفمبر 2008م الذي صادف مناسبة عيد ميلادي، حينها، أخذوا تلفوني السوني الاركسون و كنت أخضع لعملية ضغط ان اكتب التزام لا أدري ما شروطه، رفضت قطعا ذلك مصرا على معرفة سبب اعتقالي حتى جاء الغزالي الذي كان فعلا رجل مهذب و عسكري يختلف عن الشاوش و تعامل معي بكل لطف و قال لي : تعهد بعدم كتابة اي مقال او الإشارة لنا أو للشيخ محمد منصور الشوافي و بداية رفضت تماما وبعد ضغوط من قبل اخي الدكتور عايد قبلت بشرط أنني سأواصل الكتابة لأنها مهنتي، مشترط بعدم التطرق لهم ، و هذا ما نكثته لاحقاً فيما يخص الشيخ العنجهي الشوافي، لأنني في الليلة التي قضيتها في السجن كتبت مقال بعنوان "عيد ميلاد سعيد في سجن الراهدة" وأشرت كيف قضيت ليلة عيد مولدي في قبضة شيخ أوغل في حق الاهالي و مارس عليهم صنوف الظلم. 

 

نشرت المقال وانا في صنعاء بعد أن استقبلني الأستاذ علي الجرادي رئيس تحرير صحيفة الاهالي الذي حينها عرفت أن الاستاذ علي هو من أبلغ الدكتور رشاد  وزير الداخلية بحكاية اعتقالي والذي على إثره فورا تحرك و وجه بالأفراج الفوري عني و هذا ما حصل. 

 

اننا بمعية عليميين في حضرة الحرية و دعم الصحافة وحرية الرأي والتعبير يا قوم، أحدهم رئيس والآخر نائب، هذا الحدث الذي ترددت بكتابته يوم تقلدهم المناصب، تمنيت أن أجد فرصة أخرى لسرد هذه الأحداث و أعتقد انه مع ما يتعرض له الصحفيين من مضايقات و اغتيالات فإن الأخ الرئيس يولي ذلك اهتمام ولم يكتفي بالتوجيه في التحقيق في قضية اغتيال الصحفي صابر  الحيدري، بل وجه بتفقد عائلته و من قضوا معه في الحادثة الأليمة وتسهيل إجراءات الدفن الكريم للشهيد الذي تقف وراء جريمة اغتياله بكل تأكيد آلة الموت الحوثي ليس لشيء وإنما لإعطاء طابع ان قيادة المجلس الرئاسي لن تحمي الصحافة والصحفيين خاصة مع الاحتقان الذي يحصل في العاصمة المؤقتة عدن و الذي قابله فخامة الأخ رئيس المجلس مع أعضاءه مجتمعين بتحركات عملية رغم الأوضاع الصعبة لتلبية المطالب و دعم الأصوات الحضارية المطالبة بحقها في الحياة و رفع صوتها بكل حرية وهذا ما هو معدوم تماما في المحافظات التي تخضع لسيطرة مرتزقة إيران. 

 

من المواقف التي عرفتها عن العليمي الرئيس، أنه كان اثناء توليه حقبة وزارة الداخلة يعطي اهتمام بالغ بالكتاب والصحافيين ويؤمن حياتهم و لهذا كان عهده عصرا ذهبيا بالنسبة للكتاب والنقاد والصحافة والصحفيين بالإضافة الى إقامة مآدب إفطار ودعمهم دونما أي اشتراطات وكان يجري لقاءات دورية مع الصحفيين من كافة التوجهات كما اخبرني بعض الزملاء.

 

هذا السرد الذي بدأته من القديم للأحدث حسب التتالي الزمني أحببت أن اعطي الرجلان حقهم في دعم صاحبة الجلالة التي يولونها اليوم اهتمام بالغ مع المقترحات التي يطرحها الزميل الصحفي عدنان الصنوي ويعيش همومها تحت إدارة الدكتور يحيى الشعيبي في سبيل دعم العمل الإعلامي لكي يقوم بدوره في تناول بناء للقضية اليمنية و تعرية ميليشيات الموت والإرهاب الحوثية، هذه الجماعة السلالية التي من يوم احتلالها لصنعاء كممت الأفواه و صودرت الصحف و أوقفت مع القنوات من العمل من الداخل و شردت بأصقاع الأرض و لم يعد لدينا صحف تعمل الا بضع منها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار