آخر الأخبار
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
أكد قائد محور تعز اللواء خالد فاضل أن أبطال القوات المسلحة يقع على عاتقهم حماية الجمهورية، كون الجمهورية هي الحصن المنيع للشعب وللقوات المسلحة، ويخطون بدمائهم معارك الدفاع عن الجمهورية، وسيقلبون موازين القوى لتحرير كامل تربة الوطن من تنظيم الحوثي الإرهابي.
وأشار اللواء فاضل إلى أنه لا أحد يستطيع أن ينكر الدور البطولي الأسطوري للقوات المسلحة والضباط الأحرار في تفجير ثورة 26 سبتمبر، والذي لولاه لما وجدت الثورة ولا سطع نورها.
وقال قائد محور تعز اللواء خالد فاضل في حوار مع موقع الجيش سبتمبر نت: – بمناسبة العيد الـ61 لثورة 26سبتمبر والـ60 لثورة 14 أكتوبر- أن اليمنيين باتوا جميعهم اليوم بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وفئاتهم يدركون العدو الحقيقي للثورة والجمهورية وهي العصابة الحوثية فإلى التفاصيل:
– ما الذي تمثله الثورة اليمنية للقوات المسلحة؟
** بداية اسمحي لي أن أتوجه بالشكر الجزيل لك ولفريق صحيفة «26 سبتمبر» ولكل الإعلام الوطني والحر وصاحب الموقف الوطني الثابت والراسخ والمؤمن بقضيته الوطنية، وبالعودة إلى سؤالك تمثل الثورة اليمنية للقوات المسلحة العقيدة الوطنية الأساسية والمبدأ الجوهري الذي تتكئ عليه منظومة القيم والمبادئ التي تشكل وعي القوات المسلحة وثقافتها وخطوطها الحمراء باعتبارها الأفق الذي يحدد وجودها وماهيتها ولا تحيد عنه قيد أنملة، وتدين القوات المسلحة بالولاء المطلق لهذه الثورة والدفاع عن مكاسبها، وهي الشرف العسكري لنا، والمجد الذي يصنع هويتنا وبه نكتسب قيمتنا، ولذا فإن القوات المسلحة تتداخل حقيقتها مع الثورة اليمنية حد التماهي والانسجام، ولا يمكن فصل إحداهما عن الآخر.
– التحرر من الاستبداد والاستعمار أول أهداف ثورة 26 سبتمبر.. لماذا برأيك جعلها الثوار على رأس أهداف ثورتهم؟
** لأنها القيمة المثلى التي تصنع قيمة الفرد والمجتمع، فلا شيء في هذا الوجود يضاهي الحرية، وليس هناك من مكسب يرتقي إليه الإنسان أعظم وأجل من مكسب الحرية والكرامة، والحياة من دونها لا معنى لها، فغياب الحرية يعني الموت، والاستبداد أو الاستعمار صورة من صور الموت الحية التي لا تختلف عن الفناء والعدم في شيء، ومن هنا فإن حرص الثوار الأوائل على جعل هذا المطمح أول هدف من أهداف ثورة سبتمبر الخالدة ينجم عن مدى الرغبة والحاجة الملحة للظفر بهذا الهدف كشرط أساسي من شروط استعادة اليمن لذاته والمجتمع لهويته، وسنة الله في الأرض تقتضي أن يكون المرء حراً طليقا، يتمتع بكرامته وينعم بإنسانيته غير المنتهكة وحقوقه الفطرية التي وهبها الله له على أساس العدل والمساواة، ولأن اليمن قد ذاق من الذل والعبودية ما لا حد له فكان طبيعياً أن يكون التحرر من الاستبداد أول طموحاته وأعظم مكنونات نفسه وجوهر ثورته والصراط المستقيم الذي يرسم حاضره ومستقبله.
– كيف ترى دور القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في تفجير ثورة 26 سبتمبر عام 1962م، والدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري؟
** لا أحد يستطيع أن ينكر الدور البطولي الأسطوري للقوات المسلحة والضباط الأحرار في تفجير ثورة 26 سبتمبر، والذي لولاه لما وجدت الثورة ولا سطع نورها؛ فالقوات المسلحة التي كانت على مقربة من النظام الإمامي الكهنوتي ودرعه الحصين انحازت إلى صف الوطن، واستشعرت دورها التاريخي في تحرير الشعب من قيود الرجعية وهدم معبد الطغيان عن طريق الخلايا السرية داخل أروقة البيت الملكي وجيشها النظامي وإمداد الثوار بالسلاح والمؤن، حيث كانت حكراً بيد الإمام وتسريبها إلى الأحرار شكل نقطة التحول وترجيح كفة النصر، وتهاوي قلاع الكهنوت في أصعب ظرف تاريخي بين نظام استبدادي وشعب معدم يفتقر إلى أبسط مقومات التغيير والقيام بثورة ضد ذلك النظام، كما أن التنسيق المشترك بين القوات المسلحة والمقاومة الشعبية حينها قوى إرادة الثورة ودفعها إلى المضي قدماً في تحقيق النصر وترسيخ مبادئ النظام الجمهوري، ولم يقتصر دور القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في الدفاع عن الجمهورية لحظة الميلاد وإنما سطروا أعظم الملاحم منذ قيامها وحتى القضاء على كافة المحاولات الإمامية لاستعادة السلطة، ولعل ملحمة حصار السبعين التي استبسل فيها الثوار الأحرار ودافعوا عن صنعاء دفاعاً مراً رغم فارق القوة والعتاد بين الملكيين والجمهوريين لكن الإرادة كانت تفوق كل الموازين وتبتلع جذور التراجع فكان النصر هو الغاية لأبطال رفعوا شعار: «الجمهورية أو الموت «.
– استطاع الشعب اليمني أن يقتلع الامامة قبل ستين عاما رغم قبضتها الحديدة وعزلها اليمنيين عن العالم.. هل الظروف متشابهة اليوم لتلك الظروف التي انطلقت فيها ثورة سبتمبر؟
** بالطبع يبقى عدو اليمنيين واحداً وإن اختلفت الأدوات، الفارق أن الشعب اليمني اليوم على قدر عال من الوعي والثقافة وإدراك مخاطر الإمامة، ولديه القدرة والقوة على اقتلاع جذور الإمامة من جديد لو تظافرت الجهود وتوحدت عزيمة اليمنيين من أقصاه إلى أدناه ومن شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، الأهم أن تتساوى النظرة للعدو من زاوية واحدة ويستشعر الجميع وجوب الوثوب هبة واحدة للوقوف في صف الجمهورية واجتثاث الإماميين الجدد الذين انقلبوا على الدولة وحطموا مكاسب الثورة والجمهورية وأرادوا إعادة اليمن إلى ما قبل 26 سبتمبر وبدعم إقليمي ودولي، وعليه فمن غير المعقول أن نكون أضعف من أجدادنا الذين هزموا الملكيين وهم حفاة عراة، أما اليوم فنحن أولو قوة وبأس شديد بمقدورنا أن نستعيد صنعاء ونحرر الوطن بأقل الخسائر طالما امتلكنا عزيمة أولئك الأبطال وإرادتهم.
– هل المعركة اليوم مع الكهنوت الإمامي الجديد، هي امتداد واستكمال لمعركة الثورة اليمنية (٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر) المجيدة؟
** بلا شك ولا خلاف في ذلك، ومن يتصور غير ذلك فقد ظل الطريق، والدليل على ذلك أنه منذ قيام ثورة سبتمبر إلى اليوم لم تستكمل عملية اقتلاع جذور الإماميين تماماً، وغالباً ما يتم اجهاضها والدخول في حالة مصالحة سياسية تؤجل أحقاد العدو وتبقيه في الظل ثم يعاود الكرة مرة أخرى، وهذا ما يحدث في تاريخ اليمن وخير شاهد ما حدث في انقلاب 2014 حين انقلبوا على الدولة ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
– القوات المسلحة يقع على عاتقها حماية الجمهورية ومكتسبات الثورة.. كيف ترون ذلك؟
** لا يقع على عاتقها حماية الجمهورية فحسب، وإنما هي وجدت من أجل الجمهورية وفي حال ضياع الجمهورية ستبقى القوات المسلحة كما ذكرت آنفاً بلا معنى بلا جوهر بلا قيمة، كون الجمهورية هي الحصن المنيع للشعب وللقوات المسلحة، لكن القوات المسلحة دخلت في لعبة الصراع السياسي الحاصلة في البلد وتم تفكيكها وإحراف مسارها والتحكم بها من قبل المتصارعين، لكن بعد انقلاب الحوثيين انقشع الزيف وتبين من كان ولاؤه للجمهورية أو لغيرها، والذين انحازوا لصف الجمهورية هم من هبوا لتأسيس نواة الجيش الوطني في مأرب وتعز وعدن والضالع ولحج وأبين وغيرها من محافظات البلاد إبان سقوط صنعاء في 2014 وخطوا بدمائهم معارك الدفاع عن الجمهورية وقلبوا موازين القوى بالتفافهم حول السلطة الشرعية ضد تنظيم الحوثي الارهابي, وكل المناطق المحررة اليوم تدين بالفضل للجيش الوطني، ورغم العوائق والعثرات التي اعترضت مساره لكانت اليوم صنعاء محررة، على كل ما تزال القوات المسلحة بحاجة ماسة إلى دعم كثيف وقيادة موحدة وغرفة عمليات مشتركة واحدة تعيد لها رونقها وتدفع بها إلى مستوى أفضل بعيداً عن إخضاعها لأوهام ورغبات أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يرغبون بتحقيق مصالحهم الشخصية لا مصلحة الجمهورية والدولة.
– من أبرز أهداف الثورة اليمنية بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.. اليوم كيف يترجم هذا الهدف؟
بالطبع الجيش اليمني وقواته المسلحة يترجمون هذا الهدف وينفذون مهمة الحفاظ على الثورة اليمنية ومكاسبها الوطنية، ولولا القوات المسلحة ومعه المقاومة الشعبية وأبناء القبائل لكان تنظيم الحوثي الإرهابي- الإماميون الجدد- التهم اليمن من اقصاه إلى اقصاه، وأعاد لنا عبودية الإمامة وحليفها المستعمر، لكن بفضل جهود أبطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية هزم الإماميون الجدد، وقريبا سيتم سحقهم نهائيا وإلى الأبد.
– هب اليمنيون لمساندة ودعم القوات المسلحة في الدفاع عن ثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر.. هل ما يزال اليمنيون مصطفون في معركة التصدي لمخلفات الإمامة والاستعمار؟
** اليمنيون ما زالوا على عهدهم في تصديهم للإمامة والاستعمار، وهم بحاجة إلى من يرشدهم ويوجههم التوجيه السديد في انطلاق شرارة المعركة الحقيقية التي تمنحهم الاستقرار والسلام ذلك ما يظهرهم أنهم تخاذلوا أو فشلوا، كما أن تزييف الحقائق لهم يجعلهم غير مدركين للدور الذي يجب عليهم القيام به بعد أن تداخلت أمامهم الرؤى وتضاربت التصورات حول معرفة العدو من الصديق، واليوم بات اليمنيون جميعهم بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وفئاتهم يدركون العدو الحقيقي للثورة والجمهورية وهي العصابة الحوثية وبإذن الله تتضافر الجهود وتتوحد الرؤى للتخلص من عدو الجمهورية والشعب اليمني العظيم.
– لوحظ في السنوات الاخيرة حرص ابطال القوات المسلحة على إيقاد شعلة الثورة في مختلف الجبهات والميادين.. ما الدلالة؟
** الدلالة الناجمة عن ذلك تؤكد إيمان القوات المسلحة بحقيقة الثورة ومكاسبها الوطنية وقيمتها الجلية بالنسبة لهم، وهم الأكثر إدراكاً لمعانيها السامية وعظمة أهدافها التي أخرجت اليمن من الظلام إلى النور ومن العبودية إلى الحرية ومن الجهل إلى العلم، ولذا تتجلى تلك الغايات في أعماق القوات المسلحة ويتم التعبير عن أشجان الثورة وحميميتها من خلال إيقاد شعلتها كل عام من قبل القوات المسلحة.
– كيف يمكن العمل على ترسيخ وتعميق الولاء الوطني، والتمسك بأهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وتحقيقها واقعا ملموسا؟
** من خلال اعتبار أهداف الثورة اليمنية ومبادئها مقدسات وطنية وبنيات أساسية جذرية يقينية في وعي وثقافة المجتمع وليس مجرد كلمات مرصوصة، وقد أثبت الواقع أن التخلي عن هذه المبادئ يعني السقوط في الجحيم والعودة إلى ما قبل التاريخ من صراعات دينية وقبلية ومناطقية عملت الجمهورية على محوها وإلغائها، وهذا يعني أنه يجب على كل الوزارات والجهات الحكومية المعنية أن تقوم بدروها ومسؤوليتها في تصحيح بعض المفاهيم وزحزحة الزيف وإثبات ذلك من خلال إبراز دائرة التوجيه المعنوي بالنسبة للقوات المسلحة ودعمها لتقوم بدور إيجابي في هذا الجانب، وكذلك على النخب المثقفة أن تضع هذه الغاية نصب أعينها وهي تكتب أو تحاور أو تناقش وعلى القنوات تبني حزمة من البرامج والنقاشات التي تعمق الولاء الوطني من قبل الشعب تجاه ثورته، وخطباء المساجد وأصحاب الأقلام ومناهج التعليم حيث تتربى الأجيال على هذه القيم وتتشربها منذ نعومة أظفارها بصورة ناصعة لا لبس فيها ولا تحريف.
– برأيك ما الرد الحقيقي أمام محاولة الإمامين الجدد (الحوثيون) النيل من أهداف الثورة اليمنية النبيلة وطمس كل شيء يرتبط بالثورة اليمنية؟
** أن نقف صفاً واحداً في التصدي لأفعالها الهادمة لهوية اليمن، وأن نعجل في معركة التحرير المصيرية، وأن لا ننتظر أي سلام أو حوار مع جماعة طائفية عنصرية سلالية تسعى لطمس هوية اليمن وإغراقه في التشيع والتطييف والعصبوية لسلالتها بدعوى دينية عقائدية.
– يقدم أبطال القوات المسلحة تضحيات جسيمة دفاعا عن الجمهورية وحماية المكتسبات الوطنية.. ما هي رسالتكم للأبطال المرابطين وهم يعيشون هذه الذكرى الخالدة؟
* * في البدء أنحني إجلالاً وتقديراً لدورهم البطولي الملحمي الذي يسجلونه يوماً بعد آخر بكل شجاعة واقتدار وثبات، وأنه يحق لنا الفخر والاعتزاز بهم، ونحن على ثقة بأن النصر حليفهم لا محالة، ولن ينسى التاريخ أمجادهم أو يتجاهل بطولاتهم، وأود أن أنوه الى أن الالتفاف حول قيادتنا السياسية والعسكرية واجب وطني وشرط عسكري تفرضه تطورات المعركة والأهداف الوطنية العظيمة التي نناضل من أجلها، وهي مهام ألزمنا بها الدستور والقانون الذي أقسمنا أن نحترمه.
– هل لديكم كلمة أخيرة؟
** في الختام أوجه أحر التهاني والتبريكات للقيادة السياسية وللشعب اليمني بمناسبة هذه الذكرى الخالدة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وكذلك كل التحية للأبطال في مختلف ميادين الشرف والبطولة والدفاع عن الجمهورية وأخص بالشكر صحيفة «26 سبتمبر» الموقرة وجميع طاقمها.
مجزرة مقبنة.. جريمة حرب لا تغتفر
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"
نافذة مهمة في رؤية 2030 السعودية