في تصعيد جديد للهيمنة على الحياة الدينية، أقدمت جماعة الحوثي على منع إقامة صلاة وخطبة عيد الأضحى في عشرات المساجد بالعاصمة صنعاء، فارضةً على السكان أداء الصلاة في ساحات عامة تشرف عليها مباشرة.

وبحسب مصادر محلية وشهادات تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت الجماعة تعميماً واسع النطاق لأئمة المساجد يقضي بعدم إقامة صلاة العيد داخل الجوامع، في محاولة منها لفرض خطاب ديني موحد تحت إشرافها الكامل، وإقصاء أي صوت مخالف لتوجهاتها العقائدية والسياسية.

المحامي عبدالمجيد صبرة كشف في منشور له على فيسبوك أن إمام جامع "الأنصار" في حي دار سلم أبلغ المصلين بعد فجر يوم الوقفة بتلقيه أوامر من الحوثيين تقضي بإلغاء صلاة العيد في الجامع، وتوجيه الناس للصلاة في ملعب دار سلم، في إجراء شمل عددًا من المساجد المجاورة أيضًا.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل امتداداً لسياسة القمع الديني التي تنتهجها الجماعة منذ سنوات، والتي تهدف إلى السيطرة على المنابر الدينية وتحويلها إلى أدوات تعبئة طائفية، وسط تزايد السخط الشعبي واتهامات بانتهاك الحريات الدينية المكفولة للمواطنين.

هذه الإجراءات، التي تأتي في واحد من أعظم مواسم التعبد لدى المسلمين، أثارت موجة غضب واسعة بين سكان صنعاء، الذين عبّروا عن استيائهم من تسييس الشعائر الدينية وتوظيفها لخدمة مشروع الجماعة.