أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن حصيلة القصف الصاروخي العنيف الذي استهدف تل أبيب الكبرى مساء السبت، أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 53 آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم هو الأعنف منذ بداية التصعيد العسكري مع إيران ووكلائها في المنطقة.

وأشارت مصادر طبية إلى أن من بين المصابين حالات خطيرة ومتوسطة، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث ورفع الأنقاض في عدة مواقع، بعد تضرر مبانٍ سكنية ومرافق مدنية بشكل كبير نتيجة الصواريخ التي سقطت في مناطق مكتظة بالسكان.

وتسبب الهجوم في اندلاع حرائق وانفجارات فرعية داخل بعض المباني، ما دفع السلطات لإخلاء عدد من الأبراج السكنية وسط حالة من الذعر بين السكان الذين لجأوا إلى الملاجئ في اللحظات الأخيرة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم تم بصواريخ بعيدة المدى، يُعتقد أنها أُطلقت من خارج الأراضي الفلسطينية، وسط ترجيحات بأن المليشيات المدعومة من إيران، وتحديدًا الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، قد تكون وراءه، في إطار الرد على الغارات التي طالت منشآت إيرانية مؤخرًا.

بدأت ملامح المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران تتبلور منذ أبريل 2024، حين نفذت إسرائيل ضربة عسكرية دقيقة استهدفت منشأة نووية ومقار عسكرية حساسة داخل العمق الإيراني، في أعقاب اتهام طهران بالتخطيط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

ردّت إيران في أبريل بهجوم غير مسبوق عبر إطلاق أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ باليستي على إسرائيل، تم اعتراض معظمها، لكن بعضها أصاب مواقع عسكرية واقتصادية، في تطور شكل أول اشتباك مباشر بين الدولتين منذ عقود، وتجاوز الحرب بالوكالة.

منذ ذلك الحين، دخلت جماعات إيرانية موالية، كحزب الله والحوثيين وفصائل في العراق وسوريا، في خط المواجهة، حيث شنت هجمات منسقة على أهداف إسرائيلية ومصالح غربية، خصوصًا في البحر الأحمر.

وتؤكد تقارير استخباراتية غربية أن إيران تسعى من خلال هذه الهجمات المتصاعدة إلى تعزيز نفوذها الإقليمي والضغط على المجتمع الدولي لإعادة فتح ملفها النووي بشروطها، بعد انهيار المفاوضات في فيينا وفرض عقوبات إضافية عليها.

في المقابل، هددت إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها في حال استمرار التصعيد، مشيرة إلى أنها تملك بنك أهداف واسع داخل إيران وسائر مناطق نفوذها في الشرق الأوسط، وهو ما ينذر بانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق إذا لم يتم احتواء الموقف عبر قنوات دبلوماسية.

ويرى مراقبون أن استمرار تبادل الضربات بين إسرائيل ومحور إيران قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في معادلات القوة في المنطقة، خاصة إذا تدخلت قوى كبرى بشكل مباشر، أو تصاعدت الهجمات على البنى التحتية الحساسة.