الاثنين 30 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - مقتل ظل سليماني في سوريا... اعتراف إيراني بمصرع أحد أبرز عقول فيلق القدس الاستخبارية
مقتل ظل سليماني في سوريا... اعتراف إيراني بمصرع أحد أبرز عقول فيلق القدس الاستخبارية
الساعة 07:29 صباحاً (بوابتي )

 

في ضربة جديدة استهدفت عمق الجهاز الاستخباراتي الإيراني، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، مقتل القيادي البارز في استخبارات «فيلق القدس»، أبو الفضل نيكويي، المعروف باسمه الحركي «الحاج يونس»، في غارة جوية إسرائيلية نُفذت قبل 11 يوماً.



ووفقاً لما أوردته قناة «صابرين نيوز» المرتبطة بأجهزة الإعلام التابعة لـ«فيلق القدس»، فإن نيكويي سقط في سوريا، حيث كان يدير مهاماً استخباراتية وعسكرية معقدة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن موقع العملية أو ظروفها الميدانية.

وأكدت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية، والتابعة للحرس الثوري، أن «الحاج يونس» لعب دوراً محورياً في تنسيق عمليات «فيلق القدس» داخل سوريا، مشيرة إلى حضوره الاستراتيجي في مختلف مفاصل الصراع هناك على مدار ثماني سنوات، ووصفته بأنه كان «يعرف سوريا كما يعرف راحة يده»، من تضاريسها القاسية إلى تعقيداتها الطائفية والسياسية.

وكشفت الوكالة للمرة الأولى عن أن نيكويي كان هو الشخص الذي أوقف قاسم سليماني في أحد مقاطع الفيديو الشهيرة أثناء تقدمه نحو الخطوط الأمامية في سوريا، حين ناداه قائلاً: «السيد أصغر، خجلاً... أتخيفني من الرصاص؟ أعرف أن يونس اتصل بك وطلب منك ألا تدعني أتقدم أكثر». هذا "يونس" لم يكن إلا نيكويي نفسه – "رفيق الظل" لسليماني.

مصادر إيرانية وصفت مقتله بالخسارة الكبيرة، خاصة أنه لم يكن مجرد قائد ميداني، بل صاحب رؤية استخبارية شاملة ساهمت في ترسيخ النفوذ الإيراني في الجغرافيا السورية، من خلال التنسيق مع الفصائل المسلحة ونسج علاقات مع القيادات السياسية والعسكرية المحلية.

ويأتي مقتل نيكويي في سياق سلسلة من الضربات النوعية التي استهدفت الصف القيادي الأول في جهاز «فيلق القدس»، حيث قُتل خلال الأيام الماضية كل من محمد سعيد إيزدي (المسؤول عن ملف فلسطين)، وبهنام شهرياري (مهندس عمليات التسليح للحلفاء الإقليميين)، والعميد محمد رضا نصير باغبان (نائب رئيس استخبارات الفيلق وممثل المرشد داخل الجهاز).

هذه الخسائر المتلاحقة تؤشر إلى تصاعد الحملة الاستخباراتية الإسرائيلية ضد العمق الإيراني في سوريا، والتي يبدو أنها باتت تطال المستويات الأكثر حساسية في البنية التحتية لـ«الحرس الثوري»، في ظل صمت رسمي لافت من طهران، وعجز ظاهر عن احتواء الاختراقات المتكررة.

وتعكس عملية مقتل نيكويي عمق تورط إيران في الصراع السوري، ليس فقط عبر الدعم العسكري، بل من خلال هندسة حضور استخباري معقد قادته شخصيات مثل "الحاج يونس"، الذي تحول إلى أحد أبرز العقول الإيرانية في المنطقة، قبل أن تسقطه صواريخ لا هوادة فيها على أرض الشام.


آخر الأخبار