آخر الأخبار


الأحد 8 يونيو 2025
في حديث لافت، قدّم السفير البريطاني السابق لدى اليمن ومبعوث المملكة المتحدة السابق إلى الأمم المتحدة بشأن داعش والقاعدة، "إدموند فيتون-براون"، تحليلاً عميقًا لجذور الأزمة اليمنية، كاشفًا عن سلسلة من الإخفاقات المحلية والدولية التي مهّدت الطريق لصعود مليشيا الحوثي وتحويل اليمن إلى منصة إيرانية متقدمة في الجزيرة العربية.
المقابلة التي بثّها بودكاست مركز الاتصالات والمعلومات البريطاني الإسرائيلي (BICOM)، أعادت تسليط الضوء على واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في الشرق الأوسط، وسط تجاهل غربي متصاعد، رغم التهديدات العابرة للحدود التي يشكلها الحوثيون في البحر الأحمر وما وراءه.
يرى فيتون-براون أن الحوثيين، الذين انطلقوا من حركة محلية في محافظة صعدة شمالي اليمن، تحولوا إلى أداة إيرانية بفعل الدعم العسكري والمالي والإعلامي الذي قدمته طهران، خصوصًا عبر الحرس الثوري وحزب الله اللبناني.
ويقول: "في البداية، لم يكن الحوثيون عملاء لإيران، لكن مع مرور الوقت وبتأثير الحرب والدعم الإيراني المتزايد، باتوا أقرب إلى نموذج حزب الله اللبناني... جماعة تخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة تحت غطاء محلي".
وأوضح أن الحوثيين تبنّوا لاحقًا شعارات إيرانية مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، كما اعتمدوا تكتيكات مشابهة من حيث البنية العسكرية والعقائدية، وهو ما جعلهم أكثر خطورة من مجرد ميليشيا محلية.
يشير فيتون-براون إلى أن "الفراغ السياسي والأمني بعد الربيع العربي"، وخاصة بعد استقالة الرئيس علي عبد الله صالح في 2012، أوجد فرصة للحوثيين لفرض أنفسهم بقوة السلاح. ويضيف: "الانتقال السياسي الذي رعته الأمم المتحدة كان هشًا جدًا، ولم يأخذ بالحسبان القوى غير النظامية مثل الحوثيين".
ويحمّل جزءًا من المسؤولية للمجتمع الدولي الذي، بحسبه، لم يتعامل بجدية مع مؤشرات التدهور، قائلاً: "التركيز المفرط على الحوار الوطني أهمل التحولات العسكرية في الشمال... الحوثيون كانوا يتوسّعون فيما كانت الأمم المتحدة ترعى اجتماعات بلا تأثير عملي".
السفير البريطاني السابق لم يُخفِ امتعاضه من التراخي الدولي إزاء الدور الإيراني. وأوضح أن طهران استغلت الأزمة اليمنية لصناعة تهديد دائم لجيرانها ولقوى الملاحة الدولية، معتمدًا في ذلك على تسليح الحوثيين وتدريبهم وتمويلهم، بل وحتى توجيههم استخباراتيًا.
"إيران لا تحتاج إلى إرسال جيوشها إلى الخليج، يكفي أن تُطلق يد الحوثيين في اليمن"، يقول فيتون-براون، مضيفًا أن "الهجمات على السفن في البحر الأحمر تظهر إلى أي مدى باتت الجماعة تنفّذ عمليات تخدم المصالح الإيرانية حتى عندما لا تكون لليمنيين أنفسهم فيها مصلحة".
ويأسف السفير البريطاني لأن "النهج المتسامح للمجتمع الدولي مع الحوثيين في مراحل مبكرة سهّل لهم ترسيخ سلطتهم واكتساب الشرعية الواقعية بقوة السلاح".
أما عن الحكومة الشرعية، فيصفها بـ"الضعيفة والمنقسمة"، ويقول: "لم تنجح في تقديم بديل جذاب للمواطنين في مناطق الصراع... وهذا عزّز خطاب الحوثيين الذين استثمروا في حالة الفوضى لتقديم أنفسهم كقوة منظمة".
يحذر فيتون-براون من أن الحوثيين باتوا يشكلون تهديدًا غير مباشر لإسرائيل، رغم عدم وجود حدود مباشرة. ويشير إلى أن استهدافهم المتكرر لسفن الشحن في البحر الأحمر، "يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمواجهة الإيرانية مع إسرائيل والغرب".
ويرى أن "إسرائيل لا تستطيع تجاهل الحوثيين، فهم ذراع من أذرع إيران، ويمكن أن يكونوا عنصرًا فاعلًا في أي تصعيد إقليمي واسع".
صفعة ماكرون... وفضيحة العدالة العربية!
الفرق بين المقاومة الحقيقية والاستعراضية
عيدكم مبارك، وثوان قليلة يأخذ فيها شهيقًا!!!!
في هذا الوقت سيصبح الحوثي مجرد ذكرى سيئة في تاريخ بائد.!
سرطان يهدد أزمنة اليمن
الحوثية بعيون سعودية: فراشة ليلية؟ أم كباش جبلية؟ … وتعليقات بعيون يمنية