أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، زيارة إلى إثيوبيا في الخامس من مايو الجاري، في إطار تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، حيث ناقش الطرفان التعاون في مجالات عدة، منها مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي. وتعد هذه الزيارة جزءاً من مساعي إسرائيل لتمتين روابطها الأمنية مع الدول الواقعة في منطقة القرن الأفريقي.

وعلى الرغم من أن الجانب الاقتصادي كان محور الزيارة، إلا أن العديد من المؤشرات تشير إلى مناقشات حول قضايا أمنية متعلقة بالحرب على الإرهاب، خاصة في ظل التهديدات التي تشكلها جماعة الحوثيين في اليمن وحركة الشباب في الصومال.

وقد أشار ساعر في تصريحاته إلى أن كل من إثيوبيا وإسرائيل تواجهان تهديدات إرهابية مشتركة، بما في ذلك الجماعات المسلحة في المنطقة، مما يفتح الباب لاحتمالية دعم إثيوبيا في جهود إسرائيل ضد الحوثيين.

في هذا السياق، أظهرت التقارير الأخيرة أن إثيوبيا قد تتعاون مع إسرائيل لمكافحة هذه التهديدات في البحر الأحمر، الذي يعد محورًا استراتيجيًا للنقل التجاري والأمني. ورغم غياب تصريحات رسمية تؤكد مشاركة إثيوبيا العسكرية في هذا النزاع، فإن هناك إشارات غير رسمية على استعداد أديس أبابا للتعاون مع إسرائيل في هذا المجال، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد في البحر الأحمر وأفريقيا.

ومع ذلك، تبقى المشاركة الإثيوبية في هذا الصراع مسألة معقدة بسبب التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك العلاقات الإثيوبية مع إيران، التي تعد حليفًا رئيسيًا في بعض القضايا الإقليمية. كما أن إثيوبيا تواجه تحديات داخلية كبيرة تتطلب تركيزًا على استقرارها الداخلي أكثر من الانخراط في صراعات خارجية.

وفي خضم هذه التطورات، يبقى مستقبل التعاون الإثيوبي الإسرائيلي في مواجهة الحوثيين غير واضح، حيث يعكس سلوك أديس أبابا الحذر في التعامل مع العروض العسكرية الإسرائيلية، مع الإبقاء على خيارات دبلوماسية واسعة في ظل الأزمات الإقليمية المتصاعدة.