آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
الأستاذ سالم صالح بن بريك البريكي تعرفت عليه في العام 1996م تقريباً منذ البدايات الأولى لاستقراري في مدينة المكلا وبدايات نشاطي العملي الاجتماعي هناك، فقد كان استقباله لي في مكتبه المتواضع في جمارك المكلا فرأيت ذلك الشاب الأنيق الذي يقابلك بابتسامة نابعة من قلبٍ مفعمٍ بالحياة ناتجة من تربية وقيمٍ تلقّاها على يدي معلم وأي معلم إذا كان المعلم هو والدك والمدرسة هي اسرتك بمجموعها فقطعاً ستكون النتيجة لبنةً صالحةً في المجتمع سواء كان ولداً أو فتاةً،
ولهذا لم أستغرب على الاطلاق ارتقائه في عمله والمناصب التي أوكلت اليه بعد جمارك المكلا كتعيينه مديراً لجمارك حرض ثم مدير عام جمارك الحديده وبعد ذلك مدير عام جمارك المنطقة الحرة في عدن ثم رئاسة مصلحة الجمارك فنائباً لوزير المالية حتى تم تعيينه وزيراً للمالية في حكومة تعصف بها العواصف العاتية من كل مكان، إضافةً إلى عدم الرضاء عليها من معظم المواطنين،
لكن تكاد أن تسمع اجماعاً منقطع النظير من معظم مجاميع الشعب عندما يتم ذكر اسم الوزير سالم صالح بن بريك لا تسمع عنه إلا كل خير، وبمعنى أخص أنه يشكل استمراراً للسيرة الحسنة لعدد من النماذج الحضرمية التي سبق لها أن تقلّدت مناصب وزارية في فترات زمنية وحكومات متعددة،
وبالتالي حتى يحافظ الأستاذ سالم بن بريك على السمعة الحسنة التي رسمها كثير من المواطنين عنه في أذهانهم والتي لم تأت قطعاً من فراغ فعليه أن يدرك مكامن الخلل التي وقعت فيها الحكومتين الماضيتين حكومتي معين وبن مبارك واللتين انهارت في عهدهما قيمة العملة اليمنية انهياراً غير مسبوق حتى وصلنا الى مشارف السبعمائة ريال يمني لكل ريال سعودي بشكل لا يمكن تصديقه،
وتسببت هذه المعضلة بالانهيار الاقتصادي للفرد والمجتمع فلم تعد رواتب الموظفين تكفي لاحتياجات الأسرة الضرورية لمدة عشرة أيام ناهيك عن الاحتياجات الأخرى،
كذلك الانهيار شبه الكلي للخدمات الرئيسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم،
وأما الاختلالات الأمنية وبالذات في المحافظات التي يُطلَق عليها بأنها محررة فحدث عنها ولا حرج فقد أصبحت العبارة التي كنا نسمعها أيام مسلسلات (غوار الطوشه) (حارة كل من إيدُه إلُه) ماثلة أمام الأعين، ولله الأمر من قبل ومن بعد،
كل هذه الإشكاليات التي تعيشها البلاد وأصبح المواطن يكتوي بنارها صباحاً ومساءً، وبالتالي أصبحت ثقته في الحكومات المتعاقبة وفي شخصيات وزرائها ضعيفة جداً لما يشاهده من ضعف أداء البعض وغياب الشفافية ومبدأ الرقابة والمحاسبة،
ولهذا فالمهمة شاقة أمام الأستاذ سالم على الرغم من الأهمية الوطنية فقد كان يفترض عليه قبل القبول بهذه المهمة أن يشترط اختيار وزرائه بنفسه وفق معيار الكفاءة وليس معيار المحاصصة الحزبية،
هذا اولاً لأن اختياره للرجل المناسب في المكان المناسب هي أولى خطوات النجاح،
وبعد اختيار الوزراء يجب اختيار محافظي المحافظات فمن خلال اختيار الأفضل فالأفضل ووفق معايير الكفاءة وليس فرقزة العيون، فمن خلال ذلك ستتعزز فرص النجاح لحكومته،
وبعد ذلك وهذا من صلب تخصصه ألا وهو الحفاظ على الإيرادات وتنميتها وبعبارة أدق الحفاظ على الموجود والبحث عن المفقود، ثم ترشيد الانفاق بتطبيق المثل الشعبي الحفاظ على القرش الأبيض لليوم الأسود وما أكثر الأيام السوداء التي تعيشها البلاد بشكل عام وخاصة أن القروش البيضاء قد لهفها حمران العيون،
ثم وضع خطة مرحلية لإصلاح الخدمات وتأتي الكهرباء في مقدمتها وإيجاد الحلول السريعة وإلغاء كل عقود الطاقة المشتراة وإذا أمكن فتح الملفات القديمة وإعادة نبشها واسترجاع ما يمكن استرجاعه مما تم أخذه من مقدرات الشعب بغير وجه حق،
وكذلك استعادة ما تم صرفه من أراضي وعقارات الدولة من كبار الناهبين،
اصلاح منظومة القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية وإنهاء مظاهر الملشنة بكل اشكالها وأصنافها وقياداتها،
اصلاح المؤسسات التعليمية للتعليم العام والجامعي
وكثير من الأمور هو أدرى وأعلم بها ولديه من المستشارين ممن سيدله على ما هو أصلح وأنفع للبلاد والعباد،
وخلاصة المقال أتمنى من أعماق قلبي للأستاذ سالم التوفيق والسداد ولا مجال أمامه سوى النجاح،
وعلى مجلس القيادة بكافة أعضائه أن يعينوه في هذه المهمة الصعبة والشاقة فنجاحه نجاحٌ لهم جميعاً دون استثناء.
قالوا : رجاءً توقفوا !
عن سالم بن بريك رئيس الحكومة
لعبة مطاردة الساحرات witch hunt
بين بركة الشيخ وسحر القدر
باجل حرق..!