آخر الأخبار


الأحد 4 مايو 2025
اتخذ الحوثيون قرارًا بحظر تصدير النفط الخام الأمريكي، متوعدين باستهداف الشركات المنخرطة في نقله وتداوله.
فماذا يعني هذا القرار؟
اولاً، أصبحت الولايات المتحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، حيث باتت تستورد وتُصدر النفط في آن واحد.
نحو 60٪ من صادرات النفط الأمريكي تتجه إلى أوروبا وكندا والمكسيك، بينما تُصدّر قرابة 40٪ إلى آسيا، خصوصًا إلى الصين بكميات ضئيلة والهند وسنغافورة ودول أخرى.
بعض هذه الصادرات القادمة من السواحل الشرقية الأمريكية تسلك طريق قناة بنما ثم المحيط الهادئ. وبعضها القادم من الشواطي الغربية الأمريكية يتجه مباشرة إلى المحيط الهادىء في طريقها نحو آسيا، وبالتالي لا تمر عبر ممرات يمكن تهديدها من قبل الحوثيين.
أما الجزء الآخر، فيمر عبر المحيط الأطلسي ورأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، متجهًا كذلك نحو الأسواق الآسيوية. تبدو ناقلات هذا النفط في مأمن. وكانت تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية في السابق تستهدف الاقتصاد الأوروبي من ناحية عملية كون البحر الأحمر هو شريان تبادل تجاري بين آسيا وأوروبا.
حتى الآن، يهدد الحوثيون الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. لكن ما يلفت الانتباه في هذا القرار الأخير، أنه لا يقتصر على هذه المناطق فقط، بل يتوعد أيضًا بالتعرض لحركة الملاحة في البحر العربي والمحيط الهندي.
ثانياً، ما يثير الانتباه أيضًا هو أن الجهة التي تصدرت الحديث في هذا السياق ليست المؤسسات العسكرية المعروفة داخل الجماعة، يمثلها المتحدث العسكري يحيى سريع، ولا حتى ما يُعرف "الخارجية الحوثية"، بل "لجنة تنسيق الشؤون الإنسانية"، ما يعكس تحولًا لافتًا في الجهة التي تدير التفاعل الخارجي، وربما يشير إلى إعادة هيكلة داخلية لها دلالة سياسية وتنظيمية.
ثالثًا، نعود إلى مضمون التهديد نفسه: رغم أن القرار يبدو فانتازيًا للوهلة الأولى، إلا أن تحركات الحوثيين يجب أن تؤخذ على محمل الجد. لم يعد التهديد مقتصرًا على السفن الإسرائيلية أو الأمريكية فحسب، بل توسّع ليشمل كل جهة تتعامل مع النفط الأمريكي. وهذا يعني توسيع دائرة الاستهداف، ما قد يُدخل أطرافًا جديدة في دائرة الصراع، ويزيد من تعقيد المشهد، خاصة في ظل البُعد الاقتصادي للتهديد الحوثي المتنامي.
رابعًا، إدراج المحيط الهندي ضمن دائرة التهديد يعني – ضمنيًا – أن الحوثيين باتوا يمتلكون أسلحة أو تقنيات ذات مدى بعيد، فما مصدرها؟ ومتى بدأوا بامتلاكها؟
او انهم بتهديدهم استهداف المحيط الهندي لن ينطلقوا من اراضي اليمن إنما من مناطق أخرى أقرب إلى المحيط الهندي . فهل أصبح حضورهم في القرن الافريقي أو نفوذهم وصلاتهم بجماعات هناك يتيح لهم الاضطلاع بمهمة خطيرة كهذه؟
خامسًا، هذا التهديد الجديد قد يصطدم مباشرة مع المصالح الاقتصادية لدول كبرى في المنطقة، وعلى رأسها الهند واليابان وفرنسا، ما يعني أن الحوثيين باتوا يتحركون في فضاء يتجاوز الصراع الإقليمي التقليدي، ويقتربون من إقلاق مصالح قوى عالمية.
في عزاء عمر سالم
الطبيبة النمساوية والشيخ الذي ذهب ولم يعد!
قرار الحوثي منع تصدير النفط الأمريكي..قراءة أولية
إعادة ترتيب أوراق اليمن … كل هذا الغموض لا يفيد
عزاء في وجه الضربة: حين تبكي القذيفة قاتلها