آخر الأخبار


الثلاثاء 1 يوليو 2025
في البدء كانت الكلمة، و الشـــأن العــام يحتاج إلى الكلمة ، و التربية، و السلم و الحرب، و الثورة و البناء.. و غير ذلك يحتاج إلى الكلمة. و قدضرب الله لنا مثل الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء، و هي الكلمة التي يمضي أثرها في الحياة تعطي أكلها كل حين بأذن ربها.
كان سلاح الراحل الكريم فؤاد الحميري؛ الكلمة. و الحق أنه امتلك ناصية الكلمة، و وظفها التوظيف الجميل شعرا، و نثرا.
سلك طريق حياة الأدب باتصاله بأهله، متعلما منهم، و أخذا عنهم، و لازم أهل العلم متفقها على حلقاتهم، و متتلمذا عليهم، فتعززت ملكته الشعرية من هذين النبعين الثريين مامكنه من أن يرتقي منابر الكلمة بنصيب وافر من فقه متأدب، فكان ذلك الخطيب المفوه الذي تعطي كلمته أثرها، و تأثيرها كل حين بإذن ربها، و تبوّأ منصة الشعر بحظ واسع من الأدب المتفقه، فجاء شعره بتلك الرصانة، و الجزالة، التي راحت قريحته تعبر عن هموم الأمة، بصدق الفقيه التقي، و أحاسيس الشاعر المرهف.
فهل جرّته السياسة للشعر ، أم هو من جرّ الشعر للسياسة؟ بمثل هذا يقول بعضهم.
لكن من يعيش هموم أمته، تجره هذه الهموم إليها، و ما من شاعر إلا و تجره هذه الهموم، و يتجاوب معها ؛ غير أن هناك من تأخذه قضاياها إلى مساحة تكاد تستولي عليه ، و هناك من يعطيها مساحة، و لضروب أخرى أنصبة متفاوته.
فواد الحميري كأنما ورث عن الشهيد محمد محمود الزبيري طريقته، التي محضها لهموم، وطنه،و أمته، حيث وجه قذائف قصائده للأسرة المتوكلية الحاكمة، حتى زلزل أركانها، و عبر عن ذلك ببيت لخصت كل ذلك، حيث يقول:
قوّضـت بالقلـــم الجبار مملكة
كانت بأطنابها مشدودة الطُّنب
و حقا، جن جنون بيت حميد الدين من شعر الزبيري الذي أخذ ينتشر في أرجاء اليمن، مفندا لحكمها، معريا، لزيفها، كاشفا لمساوئها، فكان شعره الزاد، و الوقود للثوار و الثورة. بله إن أثر ذلك الشعر لايزال يطارد بيت بدر الدين التي أتت نسخة لبيت حميد الدين، و زادت أنها ارتهنت لإيران.
و لذلك لا عجب أن ترى الحوثية تسعى جاهدة لطمس تاريخ الزبيري و نضاله، و أنى لها ذلك، فها هي تتبّع اشعاره، و خطبه، و ما يكـتب عنه لطمسـها من المنــاهج التربوية ، و التعليمية، و الثورية ، بكل صور الخسة و الخساسة.
و كما برمت بيت حميد الدين، و بيت بدر الدين بأبي الأحرار الزبيري، فقد ضاقت مليشيا بدر الدين الحوثي ، و من على شاكلتها بالشاعر الثائر فواد الحميري، الذي دبّج قصائده ضد الظلم، والظالمين، و الطغيان، و الاستبداد، متبنيا قضايا الشعب حتى ليكاد شعره ينحصر في قضايا أمته فحسب.
و لا غرابة في ذلك، فإن الشاعر ترجمان أمين لواقعه، و لسان صادق لشعبه و أمته.
كما حاولت، و تحاول الإمامة إسدال ستار قاتم على التاريخ النضالي لأبي الأحرار الزبيري، فكذلك تحاول الإمامة الحوثية، و من على شاكلتها ان تنبش بالتناول السيئ مقام، و مكانة الشاعر الثائر فؤاد الحميري، و أنى لنافخ القمر الزاهي أن يطفئه، أو لوعل أن يهد بقرنين كسيرين الجبل.
تضليل الخصم في المعركة
الهلال يهزم السيتي.. حين تحدثت السماء بلغة الزُرق
فؤاد الحميري الشاعر الثائر
مشهور يمني يتعرض للاهانة والتجريح بسبب عشرة ريال سعودي
شماتة إيرانيّة بلبنان!
عن الشماتة بالأموات