الأحد 4 مايو 2025
وطنٌ لا يموت .. وذاكرةٌ لا تُسجن
الساعة 07:43 مساءً

في سجون الميليشيا الحوثية، يقبع من لم يشهر سلاحًا ولم يُلقِ خطابًا ولم يُشارك في مظاهرة، وجريمته الوحيدة هي معزوفة للنشيد الوطني اليمني على أوتار عوده، إنه الفنان خليل فرحان الذي أصبح اسمًا جديدًا في قائمة المعتقلين الذين تحاكمهم الميليشيا الحوثية بلا تهمة ولا جرم واضح.

أدى الفنان خليل فرحان أغنية وطنية في أحد الأعراس الشعبية بمحافظة ذمار شمالي اليمن، وكان ذلك كافيًا لإثارة فزع سلطة إمرٍ واقع لا تحتمل أي صوت يذكّر الناس بأنهم لا يزالون أبناء جمهورية لا ولاية، لتتحرك عناصرها وتلقي القبض عليه.

هذه ليست أول مرة تُظهر فيها الميليشيا الحوثية عداءها العميق للفن، ولا سيما الفن الذي يرتبط بالجمهورية والهوية اليمنية، لكن قضية خليل فرحان كشفت لنا ما هو أعمق من ذلك، ألا وهو خوف الميليشيا الحوثية من الأغنية التي تزرع في النفوس الشوق لدولة حقيقية لتجعلهم يدركون ما يعيشونه ويكابدونه، ففي ظل مشروع قائم على "الولاية" يصبح النشيد الجمهوري تهديداً، وتتحول الأوتار إلى سلاح، ويُعامل الفنانون كخصوم سياسيين.

إن اعتقال خليل فرحان هو اعتقال لذاكرة وطنية كاملة تمتد من صعدة إلى سقطرى ومن تعز إلى حجة، ذاكرة جمهورية ملونة بألوان العلم الوطني وصوتها النشيد الذي أراد خليل أن يُعيده إلى مسامعنا دون أسلحة وخطابات ولا شعارات، ولذلك فإن اعتقاله لن يكون الأخير ما دامت صنعاء رهينة مشروع طائفي يرى في كل صوت حر تهديدًا له.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار