الجمعة 9 مايو 2025
عن قديس المستشفى ومدعي النبوة
الساعة 05:14 مساءً
محمد مصطفى العمراني محمد مصطفى العمراني

في زمن السلطان العثماني محمود الثاني ( (20 يوليو 1785م – 1 يوليو 1839م) أدعى أحد الشباب من العاطلين النبوة، وذهب إلى قصر السلطان، فدفعه الجند بعيدا. ثم ظل يعيد محاولته لمقابلة السلطان ويثير الضجيج والجلبة في بوابة القصر حتى سمح له السلطان بمقابلته، ولما مثل بين يديه سأله: 
ـ هل أنت نبي ؟
قال بثقة: 
ـ نعم.  
فرآه السلطان رث الثياب حافي القدمين، وفي حالة تستدر الرثاء وتستثير الإشفاق فأمر بأن ينقل إلى منزل فاخر، وأن يؤتى إليه بثياب فاخرة وبطعام شهي، وبخدم يقفون لخدمته ليعيش في رفاهية، وبعد مرور 40 يوما طلبه السلطان فجاء إليه وقد تغير حاله وظهرت عليه النعمة فسأله السلطان: 
ـ هل مازلت تدعي النبوة ؟
ـ أنا نبي فعلا. 
ـ هل يأتيك الوحي ؟
ـ نعم وبالأمس جاءني جبريل عليه السلام. 
ـ وماذا قال لك ؟
ـ قال أنت في المكان المناسب الذي أرسلك الله إليه فلا تغادره أبداً.

ويروي الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمة الله تغشاه ـ في مذكراته أنه أثناء إجراءه عملية جراحية في مستشفى الراهبات بدمشق أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين وجد أحد المرضى ممن أجريت لهم عملية جراحية، فلما قرب خروجه وجاؤوه بقائمة الحساب وجد أن المبلغ أكبر مما تخيل، وكان في المستشفى تمثال زعموا أنه صورة للقديس الذي يحمي المستشفى، وكانوا يضعون حوله باقات الورد.
فكان هذا المريض يقوم بالليل ويأتي بها سرا فيضعها إلى جنب سريره، فإذا أجتمع الطبيب والراهبة والممرضة في الصباح قال لهم على مرأى ومسمع من المرضى:
_ إن القديس جاءني في المنام وبشرني في الشفاء ووضع هذا الورد إلى جنب سريري.
فأعجبهم ذلك منه أولاً لأنهم حسبوا فيه شهادة لهم وتأييداً لدعوتهم، فلما كررها أحبوا التخلص منه وإخراجه، فطلع عليهم بحجة جديدة فقال إن القديس جاءه البارحة وقال له:  
ـ أخبر أتباعي أنني آمرهم بأن لا يأخذوا منك شيئا. 
وكانوا يعرفون الحقيقة ولكنهم إن جهروا بها كذبوا أنفسهم، فسكتوا عنه وأخرجوه من غير أن يدفع لهم أي تكاليف.

محمد مصطفى العمراني


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار