آخر الأخبار


الجمعة 9 مايو 2025
من معركة الخندق إلى معركة الطوفان:(ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
غربال التطبيع ليس بمقدوره أن يحجب الشمس، و كتابات الزيف المتزلفة ، و المتملقة، و المنبطحة ؛ ليس بمقدورها أن تطمس حقائق التاريخ.
منذ كانت راية الهداية و التغيير ترسل أشعة النــــور مطلع فجرها بمكة المكرمة، برسـالة الرســـول الكريم صلى الله عليه و سلم ، و تغالب عنت قريش و فجور خصومتها، شدّ وفد من قريش رِحاله إلى يثرب حيث كان قد لجأ إليها اليهود هربا بعد تشريدهم من كل مكان حلوا فيه؛ لخســـة طبـاعهم و ســــوء سلوكهم في أي مكان يفرون نحوه، أو يلجؤون إليه.
راح وفد قريش البائس يسأل يهود؛ و قد ضاقوا ذرعا بنور هدي محـمـد ـ شأن البوم و خفافيش الظلام ـ فسأل وفدهم اليهود أديننا خير أم دين محمد؟ فرد عليهم اليهود ـ الذين يؤمنون بالجبت و الطاغوت ـ بل دينكم خير من دين محمد.
لم تكن عداوة اليهود للرسول عليه السلام،و للإسلام من بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، و إنما كانت مبكرة و الإسلام مايزال يضع نور لبناته الأُوَل.
بَرِمَ يهود بهجرة الرسول و المسلمين إلى المدينة، و راحوا يكيدون ويمكرون ، و كانت المعركة الأولى مع بني قينقاع بسبب خيانتهم للعهد الذي كان أبرمه الرسول كدستور لكل مجتمع المدينة بمختلف طوائفهم و معتقداتهم ، ثم لحق تلك المعركة معركة المسلمين مع بني قريظة لغدرهم و خيانتهم أيضا.
جمع حيي بن أخطب اليهودي كيده، و مكره، و حقده، و هو يُطرد من المدينة؛ ليبدأ بنسج خيوط كيده و حبال مكره من خيبر التي فرّ إليها. و وجد في مشركي قريش ضالته و هم الذين أتوا يهود من قريب يشكون دين محمد. و اليوم يأتيهم حيي بن أخطب و معه نفر من يهود يكيدون للرســــول عليه السلام، و المسلمين، و يحرضون قريشا عليهم، و يعدونهم أن يكونوا معهم ، و يؤكـدون لهم أنهم قد حشــدوا معهم قبيلة غطفان، و قبائل مشركة أخرى، و يُمَنّون قريشا أنه قد آن أوان استئصال الإسلام و المسلمين.
تبـًّا لها غَطَفان، و هي تتخلى عن عروبتها ، و تبـا لها قريش ، و قد أعماها الحقد، و غرقت في وحل منافعها، و الخوف على فقدان مصالحها ، فلم تبالِ منها أن تتنكر لأرومتها ، و حسبها و نسبها التي تدعي الفخر فيه، و الزهو به.
أثمر حقد يهــود أن جمع تحالفـا ليستأصل به المســـلمـين ، و إبادتهم بزعم مخططهم، و على يد تحالفهم !
تفاجأ تحـــالف يهود حين وصـل مشارف المدينة أن وجدوا أمامـهم خنـدقا طويـلا ، يحول بينهم و بين اقتحــام المدينة، و طيلة مدة حصارهم لم يستطع تحالفهم أن ينال من المدينة أو يجد ثغرة ينفذ منها.
أيعود يهود خائبين و قد جمعوا تحالف الاستئصال؟ و أنّى لهم إن عادوا خائبين أن يجتمع لهم هذا التحــالف من جديد؟ و من يضمن لهم أنّ النخوة العربية لا تستيقظ؟ و من يأمن أن الحمية العربيـــة لا تثوب إلى رشـدها ؛ فتأبَى أن يكيد العربي للعربي، أو أن يقتل العربي العربي؟
و نبش حيي بن أخطب كل ما بداخله من كيد و حقد و مكر؛ ليهديه شيطـــانه إلى أن يمضي إلى آخـر قبيلة يهودية في المدينة لاتزال على عهدها مع محمد ، هي بني النضير ، طالبا منها أن تغدر بعهدها، و تنقض الميثاق، لتمثل منفذا لتحالفهم ينفذون منه ؛ فتمنّع في البداية زعيمها مُقـرا بأنه لم يَرَ من محمد إلا كل صدق و بر و وفاء ؛ غير أن شيطان يهود الأول ـ ابن أخطب ـ ظل يأتيه من كل ناحية و جانب، حتى أيقظ كل خسة في زعيم بني النضير، و أعاده إلى حقيقة يهوديته التي لا ترقب إلًّا ، و لا ذمة، و لا عهدا ، فأعلن غــــــدر بني النضير ، و نقض الميثاق، و هي حقيقتهم منذ ما قبل السامري، و بعده، و حتى نتنياهو و من يخلفه.
حينها ـ في معركة الخندق ـ لم يكن المسلمون، يأملون في نخوة عربية تتحرك، أو حَمِيّة عربية تثور.
عــــروبة غطفان يومها لم تأنف أن تنقاد لحـلف يهود ، و لا استهجنت أن تجد نفسها ذيلا لهم ؛ و لكنها حين عرض عليها الرسول ثلث ثمار المدينة على أن تنسحب من ذلك التحالف المشين، رضيت، و وافقت.
ويحه ذلك الفخر و التفاخر بالنسب ، و الحسب ، و المحتد، و الأرومة الذي تموت نخوته، و تغيب حميته عند المبـــــــادئ و القيم ، و يمحو كل ذلك لُعـــــاب الطــــمع و مزاعم المنفعة ، و أوهام المصالح، فيخور، و يسقط في أوحالها.
و اكتمل بغدر بني النضير الحصار، و أُحْكِم التطويق، و قال قائل النفاق : ( إن بيوتنا عورة ) فيما قـال من على شاكلته : ( فلنجاهد بالسنن )، و مهما تعددت الأصفـار ، فهي مجرد غثا، و تبقى المبـــادئ ، و المُثُل العليـــا، هي من تقود إلى الكـرامة و العُـلا.
و انتصر المســلمون في معركة الخندق ؛ بثباتهم على المبدأ، و صمودهم في وجه الطغــاة و الطغيـان: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).
فكيف تحقق النصر؟ إنه بيد الله، و بالكيفية التي يريد، يمنحه الصادقين المخلصين.
و من الخنـــــدق إلى الطوفــــــان ، زمن كله عبر ، و عظات، و دروس؛ لمن ألقى السمع و هو شهيد.
إعادة 15 مليون ريال سعودي للحجاج اليمنيين بقرار رسمي
إعادة 15 مليون ريال سعودي للحجاج اليمنيين بقرار رسمي
دولة في حقيبة سفر... وصنعاء في قبضة الطغاة
يرتجف الحوثيون من فنان
حمير التهريب وحمير الخراب