آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
باجل حرق بهذه الكلمة كان الآباء ينبهون أطفالهم في المناطق الجبلية المتاخمة لتهامة، إذا انكشفت ثيابهم وظهرت شيء من عوراتهم فيفز الطفل يقظا بفطرة السوي، ويشد ثيابه، فيستتر.
والقصة أن حريقا شب في سوق باجل ذات يوم، ففر الناس مذعورين، رافعين "مقاطبهم" حتى بدت عوراتهم، فكان من يقابلهم في الطريق يستنكر حالهم، فيجيبون: باجل حرق.
أما البارحة، فلم تعد العبارة مجازًا، بل غدت واقعًا يصرخ: باجل تحترق، واليمن كلها وقد انكشفت سوءة الحوثي أكثر، وهي المكشوفة منذ أشعل نار الفتنة في صعدة قبل أكثر من عشرين عامًا.
احترقت باجل، والحديدة، والميناء، واليوم صنعاء، وسقطت الأقنعة والشعارات، وذابت رطانة الادعاءات، لتتعرى الجماعة على حقيقتها أكثر وأكثر أمام العالم: مليشيا لا تعبأ بمصالح الناس، ولا بأمنهم، وسلامهم.
لقد هتك الحوثي ستر البلاد، ومزّق كل خيط بقي يستر جسد الوطن فتكشفت العورات تباعا من الجغرافيا إلى السيادة، حتى غدت البلاد مشاعًا لكل وضيعٍ يطمع، ولكل مجرمٍ يتكئ على فوضى الميليشيا.
والحق أن اليمن تحترق منذ عام 2004، حين أوقد الحوثي نار الفتنة في صعدة، لتستعر في كل الربوع مع اجتاح صنعاء، وهاهي اليوم تتلظى، عرضة لسفلة الأرض، ومطمعًا للمتربصين فيما الجماعة تبتهج لكل قنبلةٍ تسقط على رؤوس الأبرياء، كما عبّر بذلك صراحة أحد ناطقيها.
إن باجل اليوم تختزل الوطن كله: عاريًا، محترقًا، يُكابد لأجل ستره وقيامه، في وجه من أوقد فيه النار، متخفيًا بستار من شعاراتٍ كاذبة، وزيفٍ مفضوح.
أما ما يجب قوله بوضوح أن لا علاقة لغزة بهذا الشر الذي جلبه الحوثي، بل هو مرآةٌ عاكسة لفشل المسار التفاوضي الإيراني الأمريكي، الذي بلغ طريقًا مسدودًا، فأشعلت الجماعة الأرض اليمنية نيرانًا لعلّها تفتح طريقًا لعراقجي أو تُحسّن ورقةً في طاولة ليس لليمن أو غزة فيها حظا.
"باجل حَرِق" لم تعد صيحة أبٍ يُنبّه بها طفله، بل باتت نذيرًا وصرخةً مدوّية عن العورة التي كشفها الحوثي، والستر الذي مزّقة، والجسد الذي أباحه وافترسته أيادي البطش القادمة من وراء البحار والمحيطات، بلا وازع من ضمير، ولا رادع من إنسانية.
الحوثيون واستهداف ما تبقى من السيادة الجوية
قالوا : رجاءً توقفوا !
رسالة متأخرة إلى علي عبد الله صالح
عن سالم بن بريك رئيس الحكومة
لعبة مطاردة الساحرات witch hunt
بين بركة الشيخ وسحر القدر