آخر الأخبار


الجمعة 30 مايو 2025
واجه الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين حرباً واسعة مع إيران استمرت قريباً من 10 سنوات سُمّيت بحرب الخليج الأولى.
وفي عام 1990 إثر تورطه باجتياح دولة الكويت، نشأ لمواجهته حلف إقليمي ودولي واسع لغرض تحرير الكويت، وقد كانت الكويت وحلفاء تحريرها قبل هذا الاجتياح كلهم حلفاء أو داعمين للعراق في حربه مع المعسكر الخميني التي كانت بالفعل حرباً وجودية تستهدف العراق والمنطقة.
فور نشوب الحرب الجوية - حرب الخليج الثانية - قرر صدام حسين تهريب حوالي 140 طائرة عسكرية وأكثر من 10 طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية العراقية ونقلها طياروها إلى مطارات وقواعد عسكرية إيرانية مجاورة رغم العداء الوجودي بين صدام ونظام إيران، لكنه فعل ذلك لاعتقاده أنه سيسهم في حمايتها من الخطر والاستهداف.
الكويت هي أيضاً قبل ذلك كانت قد تمكنت فور الغزو العراقي من تهريب ما قدرت عليه من طيرانها إلى البحرين والسعودية وآلت لاحقاً إلى الدولة.
الدولتان ذاتهما، الكويت فور الاجتياح، والعراق فور نشوب حرب التحالف الدولي - كلٌّ على حدة - وجهتا طائرات خطوطهما التي لا تزال خارج البلاد بالبقاء في مواقعها حتى تنتهي الحرب ويزول الخطر.
لبنان أيضاً في حربها الأهلية نقلت حوالي 10 طائرات مدنية نحو قبرص وباريس وبقيت هناك حتى انتهاء الحرب.
كل السلطات المحترمة - وحتى العصابات التي تعتقد أنها ستظل حاكمة ولها مستقبل - تفعل ذلك وتتخذ هذه الخطوات اللازمة والمسؤولة لحماية أرواح مواطنيها وممتلكات ومقدرات شعوبها.
فعلتها أيضاً بولندا عام 1939م وفرنسا 1940 وليبيا في 2011 وأفغانستان في 2021م.
إلا العصابة الهاشمية القذرة التي تحكم صنعاء، لعشر سنوات تقامر بكل مصلحة وطنية وتعرضها لكل أنواع الخراب والضياع، تقصف ما ليس بيدها وتدمر وتقتل وتحرق كلما عجزت عن الوصول إليه، وتجتهد بكل قبح ورعونة في تعريض ما تحت سطوتها لكل الأخطار والتهديدات، إما باستغلالها في غير أغراضها ونهب مقدراتها ومخصصات صيانتها، أو بتعريضها لخطر عسكري مباشر واستخدامها دروعاً بشرية.
قبل عام وعلى نهاية موسم الحج اختطفت بطريقة احتيال سوقية أربعاً من طائرات الخطوط الجوية اليمنية التي كانت تنقل الحجاج وأبقتها معطلة في مطار صنعاء الخاضع لها، وفي حين تضررت حركة الطيران بشكل فادح في كل المطارات الأخرى، فإن عصابة صنعاء لم تكن تحتاج لطائرة واحدة للرحلات المسموح بها من المطار نحو الأردن، ومع ذلك لم يهمها أمر اليمنيين إطلاقاً.
مؤخراً تعرض مطار صنعاء لضربات صاروخية، تدمرت بشكل فادح وكارثي ثلاثاً من طائرات الخطوط الجوية اليمنية كأكبر خسارة فادحة في تاريخ الشركة دون أن يرف للعصابة السلالية جفن.
ثلاث طائرات من أصل أربع تحطمت، ونجت الرابعة صدفة لأنها كانت في مطار عمّان الدولي، ومع وقوع الحادثة المؤسفة ظهرت أصوات كثيرة تنادي بالحفاظ على الطائرة المتبقية وإعادتها ضمن أسطولها في العاصمة عدن، وبادرت قيادة الشركة في عدن لواجبها في نقل الركاب العالقين في رحلات بديلة إلى عدن وغيرها.
وبدلًا من العودة لوضع قانوني وتأميني، شرعت هذه العصابة في اليوم التالي للقصف في أعمال سفلتة سخيفة ووقحة لأرض المطار زاعمة أنها أعادت جاهزيته لاستقبال الرحلات ولتشرعن إصرارها السافر على عدم عودة الطائرة إلى أسطولها الطبيعي.
استمر ابتزازها ومتاجرتها بكل ما لا يجوز المتاجرة به، وكان الحج ذاته هو مبررها لمعاودة الابتزاز واستغلال الخصم والمحايد، فعلاً أعلنت عن بدء تسيير رحلات نحو مطار الملكة علياء في الأردن ثم رحلات الحجاج نحو مطار جدة.
واليوم كما المتوقع وقعت الكارثة وتعرضت الطائرة الأخيرة للتدمير.
بل بعد ساعات من الكارثة يظهر ناطق العصابة الإرهابية المشاط مهدداً مطارات إسرائيل من داخل المطار المقصوف بسفاهة لا تحقق إلا منح إسرائيل مشروعية أعمالها الحربية وفقاً لمنطق التعامل بالمثل!
هذه جرائم إرهاب وعبث تؤكد أننا أمام أحط جماعة إرهابية تقامر بمصالح شعب تزعم أنها جزء منه وتبتز بهم العالم.
لن يكون مفيداً إعادة الحديث عن مسؤولية هذه العصابة الإجرامية عن تبعات إجرامها، لكن المطلوب اليوم هو الموقف والتدخل من الأطراف ذات الصلة لتقوم بدورها ومسؤوليتها الكاملة لوقف ومنع هذه الكوارث، فضلاً عن تحميلها مسؤولية أي تقصير أو غض للطرف يقع منها تجاه طلبات وممارسة هذه العصابة الرعناء.
يجب على الجميع تحديد موقفه وتحمل مسؤوليته أمام كل هذه الكوارث وخصوصاً:
- مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية في عدن وقيادتها.
- الحكومة اليمنية كمالك للشركة والشريك السعودي فيها.
- الحكومة اليمنية كمسؤولة عن الشعب ومصالحه ومعنية بنقل وسحب كافة مهام الشركة وهيئة الطيران المدني من سطوة العصابة نحو عدن.
- التحالف العربي وتحديداً الشقيقة السعودية.
المطارات والدول التي لا تزال تسمح باستقبال وتسيير رحلات.
- الاتحاد الدولي للطيران والاتحادات المعنية بالطيران المدني وجهات الرقابة على سلامة المطارات.
- المنظمات الدولية التي لا تزال تستخدم مطار صنعاء وبعثة الأمم المتحدة التي تصمت أمام استمرار هذا العبث.
أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً: يجب فوراً إعلان كل مناطق سيطرة السلالة العنصرية منطقة حظر جوي وبحري شاملة لما هناك من أخطار محققة ومثبتة ومكررة تعرض مصالح وأرواح اليمنيين للهلاك والتدمير.
هذا هو الحال في كل حالات الحروب والانقلابات والاضطرابات، حتى مع سلطات محترمة، فضلاً عن الجماعات الإرهابية، فلماذا تكون بلادنا استثناء وأرواح شعبنا أرخص من حمايتها؟
علماً أنه في الحالة اليمنية، كل مطارات وموانئ البلاد التي خارج مناطق الانقلاب آمنة وتقوم بدورها الكامل منذ بداية الحرب في استقبال وتسيير مصالح كل اليمنيين في مختلف المناطق، بما فيها أبناء شعبنا في مناطق الانقلاب، الذين تمر ما نسبته تتجاوز 95٪ من سفر الأفراد وبضائعهم عبر مناطق الحكومة الشرعية ومنافذها.
بينما في البلدان الأخرى كانت تتعطل كل المطارات وتتعقد مصالح الناس.
لا بد من تحركات جادة وظهور أصوات مسموعة ومبادرات فردية وجماعية، فضلاً عن جهات الاختصاص والعلاقة، ليقوم كل طرف وفرد بواجبه ومهمته ودوره في وقف المقامرة بأرواح اليمنيين ومصالحهم تدليلاً لعصابة نازية مريضة.
يجب إعادة توصيف الحالة اليمنية في سياقها الصحيح وفق القواعد والتشريعات والمصالح التي تعارف عليها الناس.
*المصدر أونلاين
محطة مفصلية
من يفجر مخازن الأسلحة؟
عودة اليمن إلى واجهة الاهتمام الدولي