الثلاثاء 20 مايو 2025
السعودية بين شراكة البناء في سوريا وعرقلة المليشيا الحوثية في اليمن
الساعة 07:53 مساءً
هزاع البيل هزاع البيل

تبرز المملكة العربية السعودية اليوم كقوة داعمة للسلام والاستقرار في العالم العربي، مستندة إلى نهج ثابت في دعم الشعوب والدول وتقديم المبادرات التنموية والسياسية دون تمييز، غير أن نتائج هذا الدعم تتباين بوضوح بين سوريا واليمن، بفعل طبيعة الأطراف المحلية ومواقفها من جهود المملكة.

‎في سوريا قدمت السعودية دعمًا مسؤولًا ساهم في إطلاق مسار تعافٍ حقيقي، شهدت دمشق من خلاله انفتاحًا دبلوماسيًا وعودة تدريجية للحياة السياسية، وفتحت الأبواب أمام شراكات عربية جديدة، وقد تحقق هذا التقدم لأن القيادة السورية تعاملت مع المملكة بتفاعل إيجابي ورغبة في استعادة الدور العربي، فكان للدعم السعودي أثر ملموس.

فعندما طلب السوريون دعم المملكة، تم رفع العقوبات عنهم، وبدأت سوريا في استعادة مكانتها على الصعيدين العربي والدولي حيث دعمت إعادة بناء الاقتصاد السوري وعودة العلاقات مع الدول العربية، ما مهد الطريق لاستقرار البلاد.

‎أما في اليمن فكان المشهد مختلفًا، المملكة إلى جانب الحكومة الشرعية بقيادة الدكتور رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي، قدّمت كل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لإنقاذ البلاد من الانهيار، لكن تلك الجهود قوبلت بتخريب ممنهج من قبل المليشيا الحوثية التي لا ترى في السلام سوى تهديد لسلطتها غير الشرعية، ولا في اليمن إلا ساحة لتنفيذ أجندة إيرانية.

‎هذه المليشيا، التي ترفض كل حل سياسي تستهدف المساعدات وتنهب الموارد وتُفشل كل مبادرة حوار، لم تتعامل يومًا مع جهود المملكة كفرصة إنقاذ، بل كتهديد لمشروعها القائم على العنف والفوضى والمحصلة أن الشعب اليمني يدفع يوميًا ثمن هذا التعطيل المتعمد.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار