الجمعة 30 مايو 2025
رسالة قبلية تتحدى الكهنوت الحوثي
الساعة 02:33 مساءً
هزاع البيل هزاع البيل

في العاصمة المختطفة صنعاء، وفي زمن القمع والخوف المفروض من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية، لم يكن تشييع الشيخ ناجي جمعان الجدري، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وشيخ مشايخ بني الحارث، مجرد مراسم وداع لرجل رحل عن الحياة، بل كان حدثا استثنائيا حمل دلالات وطنية وسياسية بالغة الأهمية، ورسائل واضحة لا يمكن تجاهلها.

توافدت الحشود من مختلف القبائل والوجهاء والشخصيات الاجتماعية، متحدين سلطة الميليشيا الإيرانية التي انقلبت على الحكومة الشرعية، لم تحتاج القبيلة اليمنية إلى شعارات أو بيانات حزبية، بل قالتها بالفعل، في الحضور، وفي الوفاء، وفي الاصطفاف خلف رمز من رموز الحكمة والوطنية والاتزان، لم يكن الحشد القبلي رسالة داخلية فحسب، بل كان أيضًا رسالة للعالم، بأن اليمن لم يستسلم والقبيلة لم تنكسر، رغم سنوات الحرب والتجويع والإرهاب الحوثي.

 تشييع جمعان، بما حمله من رمزية، أكد أن المشروع الحوثي يواجه مقاومة اجتماعية صلبة، قد تكون صامتة الآن، لكنها قابلة للانفجار في أي لحظة، وما جرى في صنعاء ليس مجرد جنازة، بل تظاهرة سياسية صامتة كشفت مدى عزلة الميليشيا اجتماعيا، فالقبيلة التي حاولت تشويهها، أثبتت أنها لا تزال العمود الفقري للمجتمع اليمني، وأنها حامية القيم، والولاء الوطني والكرامة.

رحل الشيخ ناجي جمعان، لكن حضوره في يوم تشييعه كان أقوى من أي وقت مضى، إذ تحوّل وداعه إلى نقطة تحوّل رمزية في مشهد الوعي اليمني المقاوم، وأعاد رسم خط فاصل بين الولاء للوطن والخضوع للمليشيا الحوثية الإرهابية.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار