آخر الأخبار


الجمعة 9 مايو 2025
طبعا في كل مرة تهب فيها رياح التوتر بين الهند وباكستان، ترتجف قلوب الجغرافيا، ويحتبس العالم أنفاسه. ليست المسألة مجرد نزاع حدودي تقليدي، بل تذكير دائم بأن الأرض ما زالت تمشي على حافة بركان نووي نائم. فالهند وباكستان، وهما دولتان نوويتان، لا تعيشان فقط إرث العداء القديم منذ تقسيم الهند في 1947، بل تحملان في جوهرهما اشتباكا حضاريا مشحونا بالدين، والتاريخ، والسيادة.
من كشمير إلى كارتarpور، ومن الهجمات الإرهابية إلى المناوشات الحدودية، تتعدد جبهات التوتر وتتقاطع. لكن ما يثير القلق العالمي اليوم ليس مجرد اشتعال حرب تقليدية، بل انزلاقها إلى استخدام السلاح النووي—ولو كان على نطاق محدود.
ذلك إنها المخاطرة الأخطر على كوكب يحتضر من الاحتباس، ويزداد احتقانا من النزاعات.
والشاهد إن العالم الذي ينشغل بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، أو التوتر في بحر الصين الجنوبي، ينسى أحيانازأن جنوب آسيا تحمل بذور كارثة وجودية.
بمعنى أدق فإن أي استخدام نووي—حتى محدود—سيؤدي إلى موت مئات الآلاف فوراً، وإلى كارثة بيئية لا تعترف بالحدود. كما ستتأثر دول جنوب آسيا أولاً، ثم ستلفح تداعياتها وجوه البشر في كل مكان. فيما ستحجب السحب السوداء الشمس، وينخفض الإنتاج الزراعي، وقد تبدأ العالم "شتاء نووي" مصغر يهدد الأمن الغذائي العالمي.
لكن الأخطر من ذلك هو ما تحمله هذه الحرب من شحنة رمزية ، فهي ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل صراع هويات.بل إنها تذكير بأن التوتر الطائفي، والتوظيف السياسي للمقدس، يمكن أن يتحولا إلى وقود لحروب فناء، لا حروب كرامة.
ورغم كل ذلك، لا تزال هناك مساحات للسلام. فشعوب البلدين تتوق إلى الاستقرار، وهناك أصوات عاقلة تحذر من الجنون. الأدب، والفن، والرياضة، وحتى الموسيقى، كانت جسوراً في لحظات صمت البنادق. لكن هل تكفي هذه الجسور في ظل تصاعد الشعبوية القومية، وانتشار الكراهية الإلكترونية، وانهيار الوساطات الإقليمية؟
والحق يقال إن الحرب الهندية الباكستانية ليست شأناً إقليمياً فحسب، بل اختبار للعالم: هل يمكن للإنسانية أن تتجاوز غرائزها الانتحارية؟ أم أننا على موعد مع رماد مقدس، لا يترك وراءه سوى الخيبة والأسى؟
لنخلص إلى أن ما نحتاجه اليوم ليس فقط دبلوماسية نشطة، بل خيالاً إنسانياً أوسع، يعيد تعريف القوة لا باعتبارها القدرة على الإبادة، بل على خلق مستقبل مشترك.
فالهند وباكستان، كأمة واحدة حين تحتضنان الحضارة بدل السلاح، يمكن أن تكونا منارة العالمين لا مقبرة.!
فهلوة المستميت الذي لا يستحي
عن قديس المستشفى ومدعي النبوة
إعادة 15 مليون ريال سعودي للحجاج اليمنيين بقرار رسمي
دولة في حقيبة سفر... وصنعاء في قبضة الطغاة
لماذا يرتجف الحوثي من فنان؟