آخر الأخبار


الجمعة 20 يونيو 2025
عانينا من نظام إيران كثيراً، ويكفي أن يكون حليفهم في اليمن؛ الحوثي، الذي تسبب في نكبة تاريخيّة ومأساة إنسانية يمنية غير مسبوقة.
وإذا كنا نحترم شعب إيران، فلا أحد ممن اكتوى بنار النظام الحاكم هناك، وحلفائه، يكن لذلك النظام مودةً أو تعاطفاً.
لكن بالنظر إلى ما آلت إليه أوضاع الكثير من الدول العربية من ضعف وتدهور وانكفاء، وخاصة تلك التي كان لها تأثير ودور أكبر في الصراع العربي الإسرائيلي، فإنه في حالة انتصار إسرائيل في حربها مع إيران، فسوف تستفرد إسرائيل النووية وحدها بالمنطقة وتهيمن عليها وتعربد فيها، وتستغلها وتذلها، بطريقة مهينة ومجحفة، أكثر مما يحدث الآن.
وكان يجب أن لا تحوز السلاح النووي لا إسرائيل ولا إيران، ولا غيرهما، في المنطقة، لكن إسرائيل وحدها تملك السلاح النووي في منطقتنا.
دولة مثل مصر، على الرغم من اتفاقية السلام، فهي في حالة صراع دائم مع إسرائيل بحكم الجغرافيا وبحكم طبيعة إسرائيل المتنمرة العنيفة، وسبق وواجهت مصر إسرائيل في أكثر من حرب، وتمعن الآن إسرائيل في استغلال ظروف مصر الاقتصادية، لتكريس أجندتها وهيمنتها، وإجرامها، مثلما يحدث في غزة جارة مصر الأقرب.
والمفارقة أن النجدة تأتي لإسرائيل من بعيد وباستمرار، أما فلسطين فلم يعد يساعدها حتى القريبين والأقربين، ولا يرجع ذلك لضعف الأحساس وتبلد الشعور أو قلة التعاطف والشفقة، ولكنه عجز العرب وضعفهم غير المسبوق.
ما تزال السعودية بعافيتها نسبياً، وهي دولة رئيسية مهمة في المنطقة وحسابات الصراع، لكنها لا تملك من القوة والقدرات العسكرية والدعم، ما تملكه إسرائيل، ولنا أن نتصور لو اضطرت السعودية مستقبلاً، أن تقف في وجه إسرائيل وطموحها وأطماعها وعربدتها وتجبرها.
وقد صرح نتنياهو، رداً على ما قال ولي العهد السعودي بأهمية قيام دولة فلسطينية، شرطاً للعلاقة مع اسرائيل، بأن على السعودية، أن تتيح للدولة الفلسطينية مكاناً في أرضها!
ويردد نتنياهو كثيراً : إننا نعيد تشكيل الشرق الأوسط، ويقصد لصالح هيمنة إسرائيل. وعلق على الرئيس أردوغان، بأن الإمبراطورية العثمانية لن تعود! وكأنه يقول : حان الآن وقت إمبراطورية إسرائيل!
وفي حالة انتصار إسرائيل على إيران، سيكون على السعودية، باعتبارها الدولة العربية الكبيرة، الأكثر تعافياً، إما مواجهة إسرائيل، ربما بمفردها، أو قبول إسرائيل مهيمنة ومسيطرة وطاغية وتحمُّل وتقبُّل ما لا يمكن تصوره وتحمله وتقبله.
ونلاحظ الآن كيف تتصرف إسرائيل مع سوريا الجديدة المنهكة.
ستعمل إسرائيل على سحق أي قوة عسكرية سعودية أو غير سعودية في المنطقة تحدث توازناً، أو تفوقاً، ولعل الموقف السعودي من حرب إسرائيل على إيران، ليس تكتيكياً، وإنما موقف استراتيجي بوعي وإدراك وحسابات واقعية.
أما أصحاب المشروع الإبراهيمي، فسيكونون إلى جانب إسرائيل، وتابعين لها باندفاع وخضوع وحماس وابتذال، وخاصة "البعض" منهم، وقد يتعاظم خطر ذلك البعض بالتحالف مع إسرائيل ضد أي جار أو "شقيق".
الغاضبون من نظام إيران محقون تماماً، ولا يُلامون؛ ويكفي أنها كانت نموذجاً يحتذى لمتطرفين طائفيين، ومخربين وداعم لأمثال جماعة الحوثي، لكن انتصار إسرائيل حتى على الشيطان نفسه، لا يطمئِن!
وأمثال نتنياهو لا يريدون سلاماً عادلاً للجميع، وقد رفض كل مبادرات السلام التي تبناها العرب، ولم يتقدم من جانبه بأي مبادرة للسلام، وهو يريد السيطرة والهيمنة فقط، وتشكيل منطقة الشرق الأوسط على هواه، كما يصرح بذلك علناً.
ويُستبعَد انتصار إيران في هذه الحرب، ولا يأسف كثيرون على ذهاب نظامها الثيوقراطي، لكن تداعيات انهيار دولة بحجم إيران، سيكون مروعاً وخطيراً.
وما تزال تداعيات سقوط العراق في 2003 ماثلة، ولم ينتظر الحوثي، بعد سقوط بغداد، في 2003 إلا فترة قصيرة، حتى أطل برأسه الشيطاني في 2004، ونعرف تداعيات ذلك منذ 21 عاماً.ونعرف سعادة إسرائيل بسقوط بغداد.
سقوط إيران إلى جانب العراق، سيترك فراغاً مهولاً في جغرافيا حيوية وتاريخيّة مهمة وواسعة، قد تملأه فوضى عارمة، تذكر بغزو المغول وتداعياته.
وقد تستغرق تداعيات ذلك عقوداً، وما تزال تداعيات سايكس بيكو ووعد بلفور، تتناسل مآسياً وحروباً ونكبات متفاقمة وجروحاً دامية تنزف بغزارة وألم منذ أكثر من قرن.
ماذا يعني سقوط إيران؟
قوة من ورق.. هكذا سقطت الأسطورة الإيرانية
خامنئي قد يصطاد اسرائيل بشباك الوطنية الإيرانية … انفعال ترامب والعرب
بين مطرقة إيران وسندان إسرائيل: متى يسترد العرب قرارهم؟