آخر الأخبار


الجمعة 6 يونيو 2025
في اليمن، الطرف القادر على الوصول إلى كفاءة في استخدام وتركيب وتصنيع المسيرات الخفيفة منخفضة الكلفة سيكون الأقدر على حسم الصراع، رغم كل المحاولات لثنيه.
الملاسنات، الصراخ، المناكفات الحزبية والجهوية، الحملات الساخرة الممنهجة، ودور الشتات في تعزيز هذا المناخ الخطابي الموتور، كل ذلك لن يفضي إلى نتيجة، ولن يغيّر من الحقيقة التقنية القادرة وحدها على تغيير دفة الأحداث وترجيح كفة الحل السياسي-العسكري. ولن يبعد عن الجميع شبح انتصار الحوثي لانه يفعل ما بوسعه ليقضي على الجميع.
كل طرف محلي — سواء الحوثيون أو خصومهم في المخا أو مأرب أو عدن أو تعز — يمتلك قطاعًا جغرافيًا، وموارد رمادية، وخبرة قتالية، وداعمين إقليميين. وهذه عناصر كافية للوصول إلى قدر من الاكتفاء يمكّن من حسم الموقف.
النموذج الأوكراني ماثل أمام الجميع، رغم الدعم المشوب بضغوطات قاتلة، ورغم رهانات السياسات الكبرى التي تحكمه، ورغم خصم لا يُستهان به.
أصبحت أوكرانيا رائدة في صناعة المسيرات الصغيرة، بعد أن حوّلت البلاد إلى ورش تصنيع تمزج بين الطائرات المسيّرة والمدفعية.
الفرق أن أوكرانيا تمتلك بنية تحتية صناعية، لكن ظروف الحرب دفعتها إلى أساليب تصنيع مصغّرة. وقد وصلت قدرتها في تصنيع مدفعية (ماسورة وقذايف ) إلى مستوى يماثل قدرات روسيا، أما في مجال المسيرات فقد تجاوزت معظم الدول الأوروبية، بل وروسيا نفسها.
رهان أوكرانيا هو الخروج بأقل الخسائر الجيوسياسية في بيئة تفاوضية ترسم ملامحها إدارة ترامب القادمة.
لننظر إلى اليمن. الأحزاب المجتهدة في بالتنسيق داخل خنادق الجبهات والمعنية بالتصنيف الأيديولوجي والفرز المجتمعي على أساس عقيدتها، أو تلك التي تنظم فعاليات نقش الحناء، أو تسعى للفوز بنقاط في أكثر المعارك اليومية تفاهة، فليست مؤهلة لتحقيق النصر بأي حال.
الجماعات السياسية التي لم تغادر ماضيها القريب، ولا تزال متقوقعة في لحظة 2011، وتلعق جراحها، ومستعدة لحرق الأخضر واليابس انتقامًا، ليست مؤهلة لحمل مشروع وطني.
أما الذين لم يخرجوا من أجواء ساحات التغيير، فيقذفون بأنفسهم خارج الفعالية السياسية، مكتفين بدور ممسكي مكبرات الصوت ومنتجي أهازيج لا تعيش أكثر من عمر ذبابة.
والقوى السياسية التي تعتقد أن مصدر وجودها هو علاقاتها الخارجية، فهي غير صالحة لممارسة السياسة في لحظات وجودية حاسمة.
الحوثية بعيون سعودية: فراشة ليلية؟ أم كباش جبلية؟ … وتعليقات بعيون يمنية
براقع الكترونية
رسالة إلى الدكتور العليمي وإلى العميد طارق
فتاة في التلفزيون
محمد في مكة
الوحدة اليمنية ووعي الذاكرة (الحلقة الثالثة)