محمد عبدالله الكميم
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم،
في كل قرية ومدينة، في كل جبل وسهل، في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب،
نحن شعب واحد يجمعنا دين واحد وعقيدة واحدة، وهوية واحدة، وتاريخ واحد.. وعدو مشترك لا يفرق بيننا.
الميليشيات الحوثية الإيرانية لم تعتبر يوماً أن خصومها فقط من حزب معين أو منطقة معينة، بل تعاملت مع كل يمني حر خارج مشروعها الطائفي على أنه عدو مباح الدم والعرض والمال.
هذه العصابة الإجرامية ما كانت لتتمدد أو تبقى، لولا خلافاتنا، تشرذمنا، ونزاعاتنا التي تسللت من بينها لتغرس خنجرها في قلب اليمن.
ومع أننا الأقوى في العُدة والعَدد والجغرافيا والشرعية والهوية الوطنية، إلا أن تفرقنا هو الذي أطال عمر هذا الورم الخبيث.
فكل طرف مننا يتمنى زوال طرف آخر يخدم الحوثيراني دون أن يشعر.
كل خطاب كراهية بين المناوئين للحوثيراني هو رصاصة في صدر الوطن والقوات المسلحة.
كل فتنة نسمح لها أن تكبر، هي فرصة تمنح للعدو كي يبطش بالجميع.
اليوم، المطلوب منا جميعاً أن نتوحد، أن نضع اليد بيد، أن نكون قلباً واحداً في خندق واحد لمواجهة مشروع لا يعرف الحوار، ولا يعترف بالسلام، ولا يريد شراكة.. بل يريد عبيداً لا مواطنين.
الميليشيا الحوثية ليست مشروع دولة، بل مشروع سُلالي طائفي خبيث، يصدر الموت ويستورد الخراب، ويُغرق اليمن في صراعات لا تنتهي خدمة لأجندة خارجية لا تمثلنا.
كل خلاف بيننا كقوى وطنية يمكن حله بالحوار، إلا خلافنا مع هذه الميليشيا، فهو خلاف وجود، وحرب بقاء.
فلنتفق على الحد الأدنى: أن نترك خلافاتنا السياسية جانباً حتى نهزم الحوثي.
ثم نعود بعدها لنختلف كما نشاء، في إطار الدولة، والقانون، والصندوق، والحوار.
لأجل اليمن...
لأجل كرامتنا...
لأجل مستقبل أطفالنا...
فلنتوحد الآن.. أو سنندم جميعاً لاحقاً.
