آخر الأخبار


الثلاثاء 24 يونيو 2025
تعيش اليمن واحدة من أكثر مراحلها تعقيداً وتشظياً، حيث تتداخل الأزمات الاقتصادية بالخدمية، وتتقاطع التحديات الأمنية مع حركة المشهد السياسي، وسط حالة إنهاك شعبي وضعف مؤسسي آخذ في التفاقم. في هذا المشهد المضطرب، تغيب الحلول المتماسكة، وتزداد الحاجة إلى قيادة مسؤولة، تتحرك برؤية وطنية موحدة، تستشعر خطورة اللحظة، وتترجم ذلك إلى فعل سياسي وإداري ملموس.
فالمواطن اليمني لم يعد ينتظر الوعود، ولا يراهن على الخطابات، وما يبحث عنه اليوم حلول حقيقية تمس واقعه: راتب يُصرف، كهرباء لا تنقطع، اقتصاد يتنفس، ومؤسسات تمارس دورها لا تتوارى خلف العجز.
وانطلاقاً من هذه الحاجة الملحة، جاء لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي مع هيئة التشاور والمصالحة وممثلي الأحزاب السياسية، ليشكل محاولة جادة لكسر جمود المشهد السياسي، ولتقديم إجابات أولية عن أسئلة الناس المؤجلة.
لم يكن تركيز اللقاء على قضايا كصرف الرواتب، وتدفق السلع، وتحسين الخدمات، واستعادة مؤسسات الدولة مجرد سرد إنشائي، بل تعبير عن إدراك عميق بأن معالجة هذه الملفات هو المدخل الحقيقي لتعزيز ثقة الشارع بالحكومة، واستعادة زمام المبادرة من قبضة المليشيات الحوثية، التي ما فتئت توظف معاناة الناس لإطالة عمر انقلابها وتوسيع نفوذها.
ومع كل هذا التحرك الايجابي ماتزال الأمال مرهونة بما ستثبته الأيام القادمة، هل ستكون بداية مسار تنفيذي يترجم الأقوال إلى أفعال؟ أم سيظل هذا التحرك محصوراً في إطار النوايا الحسنة؟
ما يحتاجه اليمن اليوم ليس فقط خططاً مكتوبة، بل إحساساً صادقاً بالمسؤولية الوطنية، وإعادة ترتيب للأولويات، ورؤية جامعة تتقدم فيها المصلحة الوطنية على اي مشاريع اخرى، وهذا ما يُحسب لفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الذي يُظهر وعياً عالياً بتركيبة المشهد وأولوياته، ويسعى جدياً إلى إدارة الأزمة بمنطق الدولة، لا رد الفعل.
لكن من الإنصاف القول إن هذا الجهد لا يمكن أن يُحمّل للرئيس وحده. فالمعركة مصيرية، والرهانات كبيرة، ولن يُكتب لأي هدف النجاح ما لم يكن هناك دور فاعل وتكاتف مسؤول من أعضاء مجلس القيادة، والحكومة، وكذلك المكونات السياسية المختلفة التي تشكل توافقاً ظاهرياً لكنها في حقيقتها مازالت حتى اليوم لم تتجاوز اختلافات الماضي، فحضورهم الصُوري، واكتفاءهم بالتنظير بالعبارات الوطنية المنمقه، لم يعد مقبولاً، ولا مقنعاً في بلد ينزف يوماً بعد يوم.
اليمن في سباق مع الزمن، ولحظة الحسم تقترب. فإما أن نتحرك بجدية نحو الحل، أو نستسلم لمزيد من الانهيار والتشظي، وربما تكون هذه اللحظة بداية لصياغة مسار جديد، تتقدم فيه الدولة خطوة على الفوضى، وتلتقي فيه الإرادات الوطنية عند نقطة الإنقاذ، لا التنازع. فحين تخلص النوايا، وتتكامل الجهود، لا يكون استعادة اليمن حلماً بعيداً، بل طريق ممهد نحو سلام دائم، وعدالة شاملة، ودولة تُبنى بإرادة الجميع.
مفاعل إيران الحوثي!
مناورة إيران النووية!
هل نقف ضد إيران؟!