آخر الأخبار


الأحد 6 يوليو 2025
عندما ينحني على عُودِهِ،
ويعزفُ " عليك سَمّوني " فإنهُ لا يعزفُ بأصابعهِ فحسب ، بل بأصابعِ فِرقةٍ كاملة. فِرقةٍ تُسمَعُ ولا تُرى! يعزفُ الحارثي هنا بحسمِ قائدٍ وسرعةِ فاتح ، وأريحيّةِ ملِك. لا أحد يجاريهِ أو يباريه ، وبينما تفتح فاك منذهلاً بنشوةِ الطرب فإنك بالكاد ترى قدْحَ نارِ خيلهِ وغبارَ انعراجهِ ومثارَ مِعراجه.
في " عليك سَمّوني " شِعابٌ تُغنّي معهُ ، وجبالٌ ترقصُ على نبضِ إيقاعه. تطرب وتنتهي وكأنّ المكان يرقصُ بك والدنيا تحتفلُ معك.
عليك سمّوني وسمسموني بهجة مستهل المقيل وانتشاء الساعة الثالثة بامتياز!
في " السّنا لاح " طارَ الحارثي وطارتِ الشّعابُ معهُ .. وطِرنا نحنُ أيضاً! .. ربما لأنها ليست مجرّد أغنية بل تسبيحةٌ خالصةٌ ، وتهويمةٌ هانئةٌ في آفاقٍ قريبةٍ حَدّ قلبِك ، بعيدةٍ حَدّ حُلمِك.
" السّنا لاح " ضوءُ كلامٍ وعذاباتُ صوت وعذوبةُ نغم. في هذه الأغنية تحديداً يصعدُ الحارثي بعُودِهِ جبالاً من طربٍ سماويٍ نادر متأمّلاً معاتِباً متسائلاً عائماً غائماً راجياً مُسَبّحاً متودّداً هائماً ولا يلبث حتى يتماوج بأجنحتهِ منثنياً ويُقفِل عائداً سابحاً منسكباً صوبَ تلالهِ ورُباهُ وشعابهِ على الأرض. الحارثي هنا يحرُثُ بعودهِ سماءً ويمخَرُ بريشتهِ آفاقاً ويذيبُها نغماً غامراً وشلّالاً هادراً يغسلُكَ من نفسك .. ووقتِك! .. يالها من رحلة!
الحارثي في السنا لاح لا يعزفُ بأصابعهِ بل بأهداب قلبه الطائر الخافق .. كأنّ إيقاعَهُ تصفيقُ أجنحةٍ ورقصةُ أُفُق في تهويمةٍ صوفيّةٍ تنداح جلالاً وشجناً وفلسفةً
في رحلة السنا لاح ما هو أبعد من الطرب وأعمق من النشوة:
أن تعود مغسولاً نقياً مثل نبي وُلِد لتوّه الآن في الساعة الخامسة!
السنا لاح أغنية خيوط شفق الشمس الغاربة المتناسلة المنسلّة من دوائر الساعة السليمانية اللامتناهية!
السنا لاح أغنية الساعة الخامسة بامتياز!
الحارثي في ذكرى رحيله
حارس المزرعة الصغير.. حين كانت الماعز كنز الطفولة المفقود
لا خلافة ولا ولاية… ولا أوهام تعبد بعد الآن!
لماذا تبغض آل البيت؟
من عجائب الشيعة (الاثنا عشرية) في عاشوراء !