الثلاثاء 8 يوليو 2025
العزيمة عبادة..
الساعة 10:15 مساءً
عبد الباسط البحر عبد الباسط البحر

العزيمة عبادة.. بين انتظار الفرج والنصر والعمل الجاد المتواصل في معركتنا مع مليشيا الحوثي الارهابية. 
إن من أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل أن يظلّ الفرد صابرا مترقبا للفرج والنصر ولو تأخر، مهما طال الأمد، ومهما تراكمت المحن، بشرط أن لا يكون هذا الانتظار انتظار العاجز القاعد، بل انتظار المجاهد العامل، الذي يأخذ بكل الوسائل المادية والمعنوية الممكنة، ويستنفد كل الأسباب المتاحة، ويُعدّ العدّة، ويشحذ العزائم، ويُعلي راية الجهاد والجهد والبذل في كل ميدان.
فالانتظار الإيجابي ليس ركودا ولا اتكالية ولاسلبية، بل هو إيمان حيّ وعمل دؤوب، وقد قال تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص:5].
فمن ينتظر الفرج والنصر، عليه أن يكون في خندق الرباط، وساحة الإعداد، وميادين المواجهة بكل صورها، لا سيّما في معركتنا الكبرى كيمنيين ضد مليشيات تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية.
هذه المليشيا لا تمثل خصما عاديا، أو آخر سياسيا، بل مشروعا استئصاليا مدعوما خارجيا، يتغذى على خرافة السلالة ووصية الإمامة، ويتسلح بالإرهاب الطائفي السلالي، ويعمل على تقويض الهوية الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي، ويمارس جرائم حرب وارهاب ضد المختلف معه وآخرهم قتله للشيخ/ صالح حنتوس صاحب ريمة واسرته وتفجير منزله ودار التحفيظ للقرآن الكريم التابع له، وهذا يجعل معركتنا معها معركة وجود ومصير، لا خيار فيها إلا النصر أو الفناء.
إنه لا يكفي أن نلعن الظلام أو نبكي على الوطن المغدور؛ بل الواجب أن نُشعل شمعة الجهاد والعمل، وأن نُعدّ أنفسنا ووعينا وأجيالنا، أن نكون جنودا في ساحات القتال، وجنودا في جبهات الكلمة، وجنودا في ميادين التوعية والتعبئة والحشد والمساندة.
معركة التحرير لا تحسمها الرغبات والأمنيات وحدها، بل تحسمها الإرادات الراسخة، والعقول المخططة، والصفوف الموحدة المتماسكة، والتجهيزات النوعية، والتكامل بين الجبهات العسكرية والأمنية والإعلامية والسياسية والمجتمعية.
نحن نُدرك أن المعركة طويلة، وأن كلفة النصر باهظة، لكن انتظار الفرج مع السكون عجز، أما انتظاره مع العمل، فهو عبادة وجهاد وتوكّل صادق، وأخذ بالاسباب. 
ولنا في الأنبياء والرسل والقادة الفاتحين أسوة، وعلى رأسهم سيد المجاهدين الرسول القائد محمد ﷺ، الذي مكث في مكة ثلاث عشرة سنة ينتظر الفرج، لكنه لم يكن منتظرا سلبيا أو ساكنا، بل كان عاملا مجاهدا مربيا منظّما، يخطط للمرحلة القادمة، ويبني الأفراد والنواة الصلبة، ويعدّ العدة والبيئة المناسبة، حتى جاء يوم بدر ويوم الفتح ويوم النصر والتمكين.
وها نحن كيمنيين، إن أحسنا العمل والإعداد، وصدقنا النية، ووحدنا الصف والهدف والعقيدة القتالية والقيادة السياسية والعسكرية، وارتقينا بالوعي والتنظيم، فالنصر آتٍ لا محالة، وإن تأخر.
ختاما: فرج اليمن قادم بإذن الله، لا برغبات الحالمين، بل بعزائم المقاتلين، وتخطيط الواعين، وبذل الشرفاء، وصبر المؤمنين، ووعي الجماهير.
وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار