الجمعة 30 مايو 2025
أنا مفجوع من أزمة المياه اللي نعيشها في تعز
الساعة 08:02 صباحاً
سلمان الحميدي سلمان الحميدي

أنا مفجوع من أزمة المياه اللي نعيشها في تعز.. لا يوجد ماء للشرب في البقالات.. ولا يوجد مياه مالحة للمطبخ.. أزمة كارثية الآن وتنذر بمخاطر كبيرة على الأمد المتوسط والبعيد. تخيلوا بأن دراسات أجراها البريطاني جيمس فايربرس، سنة 2013، أشارت بأن احتياج تعز للمياه سيرتفع تدريجياً حتى يصل في عام 2030 إلى أربعة أضعاف الاحتياج في 2013، حينها كانت المصادر الرئيسية التي تمد تعز بالمياه، تعمل، قبل أن يستولي عليها الحوثيون لأنها تقع في الحيمة ومناطق شمال شرق المدينة.

شعرت بالخطر وأنا أعود من بقالات الحي "بدباب" فارغة، بدا لي أن الأزمة غير طبيعية وإلا لن أنتبه لهذا الموضوع الخطير الذي كنت أظن أن "مطرةً" ستحله وتجعلنا ننسى. ذهبت إلى المسجد لأضرب عصفورين باغتسال مبارك: أبرد جسمي بالماء، وأبرد روحي بصلاة الجماعة. للأسف، حتى المسجد جاف ولا يوجد في خزانه قطرة.

أنا أشرب الكثير من الماء، ولهذا خفت. كنت أبحث عن أي طريقة لتنقية أي مياه ملوثة يمكن الحصول عليها، نزيف الآبار ونضوبها بهذا الشكل يهددني شخصياً، قبل أن أكتشف بأنه يهدد حياة تعز بأكملها، وعلى سبيل المثال، هذا ما تكشفه المصادر المفتوحة من محاولات لمعالجة مشكلة المياه في المحافظة، من قبل 25 سنة:

• سنة 2001 زار رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، سد العامرة بمحافظة تعز، وكان في استقباله أحمد عبدالله الحجري، وخلال الزيارة أكد صالح على أهمية ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على الثروة المائية وصيانتها من العبث خاصة في المناطق التي تعاني من شحة المياه وفي مقدمتها تعز. المصدر:

المركز الوطني للمعلومات أكتوبر 2001

• لم تنفع نصيحة صالح حول ترشيد المياه، سنة 2003، زار صالح، محافظة تعز، ودشن ضخ المياه من سبعة آبار بتكلفة إجمالية مائه وعشرة ملايين ريال، لتوفير مياه الشرب للمواطنين.

المصدر: موقع الرئيس علي عبدالله صالح

• لا السبعة الآبار ولا الترشيد، عالج المشكلة سنة2005، كشف وكيل وزارة المياه عن دراسة تعدها الوزارة لإنشاء محطة تحلية لمياه تعز، وذلك لإنهاء أزمة المياه الكبيرة التي تعاني منها المحافظة، بحسب موقع المؤتمر نت الذي نقل عن حسين الجنيد إن الوزارة تعد دراسة لعمل محطة تحلية لمياه تعز مؤكداً بأن مسألة تكاليف مياه التحلية هبطت في أسعارها إلى الحد الأدنى، فبدلاً من حوالي دولار ونصف للتر المكعب، أصبح يكلف الآن حوالي 40 سنتاً فقط.

المصدر: المؤتمر نت سبتمبر 2005

• بشارة جيدة من وزارة المياه في حكومة المؤتمر، خاصة وقد تضمنت انخفاض التكلفة من دولار ونصف إلى 40 سنتاً فقط، وبما أن الناس لا يتابعون تصريحات المسؤولين الحكوميين ولا يثقون بها، أكد علي عبدالله صالح المشروع، في المهرجان الانتخابي في محافظة تعز سنة 2006، قال: إن شاء الله مع كل الشرفاء والمخلصين من أبناء المحافظة ومن كل اليمن سوف نعمل في المستقبل على حل مشكلة مياه مدينة تعز بالتحلية من البحر وكذا تطوير العمل في ميناء المخا والآن العمل جار على قدم وساق في مطار تعز الدولي.

المصدر: موقع الرئيس صالح 11 سبتمبر، 2006

• فاز علي صالح في الانتخابات، وسنة 2007 تم تغيير محافظ تعز أحمد الحجري، بمحافظ جديد، باشت، هو الأمين العام لحزب المؤتمر ـ حالياً، صادق أبو رأس، كان هذا التغيير، برجل حنك ومحنك من أجل «التقيد بتنفيذ برنامج الرئيس» حسب قوله، وأضاف: «إن تحقيق الأمن والأمان للمواطنين وإعطاء مزيد من الصلاحيات للمجالس المحلية بالمديريات وفقاً لقانون السلطة المحلية والحفاظ على المكتسبات الوطنية والديمقراطية ستكون من أولويات عملنا في المحافظة إلى جانب الاستمرار في أعمال التنمية والإسراع في معالجة أوضاع مياه تعز». ركزوا: أمن وأمان وديمقراطية إلى جانب الإسراع في معالجة أوضاع المياه.

المصدر: صحيفة الجمهورية، سبتمبر – 2007

• في أكتوبر 2007، زار الرئيس صالح محافظة تعز، وكان في استقباله صادق أمين ابو راس، وقد تفقد الرئيس «وهو في طريقه الى تعز السيول التي تدفقت بغزارة شديدة نتيجة هطول الامطار الغزيرة التي من الله بها على بلادنا وارتوت بها الاراضي الزراعية» بحسب وكالة سبأ، كما وجه فخامة الرئيس: «باستكمال المشاريع التنموية وإنشاء عدد من الأحواض المائية التي تكفل الحفاظ على المياه في محافظة تعز».

المصدر: موقع الرئيس صالح، أكتوبر 2007

• لم يستكمل أبو راس المشاريع، فقد غادر المحافظة سنة 2008، وحل محله محافظ جديد هو حمود خالد الصوفي، ويبدو أن مرحلة محطة التحلية قد حانت بشكل جدي، فقد كشف الصوفي بأن الرئيس صالح وجه بتخصيص نحو350 مليون دولار لمشروع تحلية مياه تعز، موضحاً أنه تم إعداد دراسة شاملة لمتطلبات تنفيذ مشروع التحلية، جاء ذلك أثناء زيارة الصوفي لماليزيا وإعلانه بأنه اتفق مع الحكومة الماليزية على تمويل عدد من الدراسات لتنفيذ مشروعات في مجال البنية التحتية الأساسية بمحافظة تعز منها: تمويل دراسات تنفيذ مشروع الصرف الصحي للمنطقة الغربية لمدينة تعز، وكذا تمويل دراسة مشروع تحلية مياه البحر، وبما يمكن من البدء الفعلي بتنفيذ مشروع التحلية.

المصدر صحيفة الجمهورية، نوفمبر 2008

• سنة 2009، تم الإعلان عن حصول شركة اكوا السعودية المتخصصة في مجال تحلية مياه البحر، على عقد تنفيذ محطة تحلية من مياه البحر الأحمر لمدينة تعز اليمنية، بتكلفة 300 مليون دولار ـ لا أحد يعرف أين ذهب وسيذهب بقية المبلغ الذي خصصه صالح والمقدر بـ 50 مليون دولار.

ليست مشكلة، الأهم المشروع الاستراتيجي، علماً بأن شركة اكوا، أنشأت وتنشي محطات تحلية عملاقة، من بينها أكبر محطة تحلية في العالم في أبو ظبي، تنتج في اليوم الواحد، ما يقارب من مليون لتر مكعب من المياه يومياً، حينها قال الدكتور عبدالرحمن فضل الإرياني وزير المياه والبيئة، إن المشروع سيمد مدينة تعز بنحو 100 ألف متر مكعب من المياه يضخ يوميا حتى عام 2020، بينما نقلت صحيفة الاقتصادية السعودية تأكيدات «عبدالرب منصور هادي، نائب الرئيس اليمني، للشركة السعودية بأن الرئيس اليمني يولي المشروع اهتماما بالغا، حيث سيساعد على توفير المياه للمدينة التي تعاني شحاً منذ سنوات».

المصدر: صحيفة الاقتصادية السعودية 1 مايو 2009.

• قدمت مجموعة هائل سعيد أنعم وعبر شركة ميكون ومقرها دبي، قامت بعمل دراسة جدوى المناقصة لتنفيذ أنبوب نقل المياه المحلاة من منطقة المخا إلى مدينة تعز بتكلفة تقديرية 150 مليون دولار، سلمت وثائق الدراسة إلى وزارة المياه والبيئة للاطلاع وتقديم الملاحظات عليها والبحث عن تمويلات لتنفيذها في إطار المشاورات بين السلطتين المحليتين لتعز وإب، تم ضم مدينة إب إلى المشروع وقامت شركة هائل سعيد بدراسة تكميلية للجزء المتعلق بنقل المياه إلى مدينة إب.

• يفترض الآن، أن العمل بدأ بالمحطة الاستراتيجية بدأ، فالرئيس خصص قرابة 350 مليون دولار لإنشاء المحطة، كما وعدت المملكة العربية السعودية سنة 2010، بتقديم منحة مالية قدرها 220 مليون دولار تكاليف مشروع الأنبوب الناقل للمياه من المخا إلى كل من تعز وإب..

• في فبراير 2011 قام البنك الدولي بإدراج اليمن في مشروع المنظور المائي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وطلب موافاة الشركة الاستشارية التابعة للبنك الدولي بجميع المعلومات المرتبطة بقضايا تحلية مياه البحر في المخا.

• خلال الفترة من سبتمبر 2011 وحتى مارس 2012، قامت وزارة المياه ووزارة الكهرباء بجمع كل ما أتيح من معلومات وبيانات وخرائط وتقارير ودراسات/ وإرسالها إلى البنك الدولي لتحقيق التقييم المنطقي للمشروع المتمثل في تحلية مياه البحر والاستفادة من مشاريع الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية المزمع بنائها في منطقة المخا.

• بالطبع، في هذه المرحلة، كان على رأس وزارة المياه، وزير جديد غير عبدالرحمن الإرياني الذي وقع مع شركة اكوا السعودية، الوزير الجديد هو المهندس عبدالسلام رزاز، وهو مصدر معلومات الفقرات الثلاث السابقة. سنة 2012، قال رزاز بأن وزارة المياه أعدت مخطط الموازنة للعام 2012، وتضمن المخطط اقتراح مبلغ (500) مليون دولار لمشروع تحلية مياه تعز وإب ضمن البرنامج المرحلي العاجل الذي أقرته حكومة الوفاق الوطني.

المصدر: صحيفة الثورة، إبريل 2012

• سنة 2013 زار الوزير رزاز، مدينة تعز، وفي جلسة نقاش بحضور المحافظ شوقي هائل حينها، قال الوزير:" ان مدينة تعز تعتبر مدينة منكوبة مائيا وانها أول المدن في العالم التي تعاني من شحة المياه" وذكر معلومات صادمة منها: أن ما تنتجه 64 بئرا في تعزـ والمقدرة بتسعة آلاف متر مكعب ـ لا يساوي ما تنتجه 3 آبار في أي مكان آخر، مشيراً بأن الحل الأساسي لمياه المدينة تكمن في تحلية مياه البحر, وأن الوزارة تسعى لتوفير 180 مليون دولار كقروض ومساعدة لإنشاء محطة المحطة.

المصدر: وكالة سبأ، أغسطس 2013

• في مارس 2014، أعلن محافظ تعز شوقي أحمد هائل أن الحكومة السعودية والصندوق السعودي للتنمية قَبِل تمويل إنشاء محطة التحلية بالمخا والخط الناقل للمياه تعز ـ إب, بالإضافة الى تكفل الصندوق بتمويل مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي بالمنطقة الغربية لمدينة تعز وإنشاء محطة معالجة خاصة بذلك.

المصدر: صحيفة الميثاق. مارس 2014

والتكملة من صحيفة اليوم: وأتى إعلان المحافظ عقب زيارة أجراها الأسبوع الماضي للمملكة العربية السعودية استغرقت عدة أيام بهدف التباحث حول عدد من المشاريع التي كان الصندوق السعودي للتنمية قد وعد بتمويلها وفي مقدمتها مشروع تحلية المياه والذي كان لايزال بحاجة إلى أربعين مليون دولار.

وبينما كانت الدراسات قد وضعت على أساس تنفيذ مشروع التحلية بالشراكة مع القطاع الخاص الذي سيتولى الجانب المتعلق بإنشاء محطة التحلية وبيعها للمؤسسة المحلية للمياه، ستعمل المنحة السعودية على جعل الحكومة المسؤول الوحيد عن المشروع.

وهذه بشارة جيدة وإنجاز عظيم، بأن الدولة مسؤولة عن المحطة.

وللعلم، فإن دولة مثل مصر والمغرب، بدأت تتجه للاعتماد على محطات التحلية في أمنها المائي، بشراكة القطاع الخاص مع القطاع العام، وتعد الإمارات ذات دور ريادي في هذا المجال.

بعد ذلك، اندلعت الحرب. وسيطرت مليشيا الحوثي على الآبار التي تمد المدينة بشيء من المياه. فلا آبار ولا محطة تحلية، ولسان حال المدينة تغني: مكانني ظمآن.. شق الظما روحي!.

نقلا عن موقع يمن شباب


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار