آخر الأخبار


الخميس 22 مايو 2025
على ضوء التطورات الأخيرة، لا نعتقد باحتمال عودة حرب اليمن، ولكننا سوف نبحث الموضوع فقط للتعامل مع مكونات الشرعية التي مازالت لا تدرك فداحة أوضاعنا.
ثم سنتأمل في سيناريوهات السعودية لتحقيق كلام ولي العهد بتشجيع الجهود للتوصل لحل سلمي شامل.
الشرعية
ولن نتوقف عند الشرعية لأننا لن ندري من نسأل.
ولأننا نقول لهم كل شيئ كل يوم.
أولا: حرب اليمن، لن تعود
قد جمد الرئيس بايدن حرب اليمن قبل ثلاثة أعوام، وخلق وضعا سياسيا جديدا بوجود مجلس رئاسي مفكك وإضعاف لرئاسة الشرعية مع بقاء الحوثي في حالة قوة متزايدة.
أمريكا والسعودية، جمدتا حرب اليمن ولكنهن سمحتا أولا للحوثي بإثخان الشرعية بالجراح بحظر تصدير النفط والغاز
ثم وافقتا على التسليم بانتصار الحوثي، والإذعان له، وتسليم غنائم الحرب التي يُطلق عليها تاريخيا إسم "فرض الجزية"
منع تصدير النفط والغاز
هذا وحده كان سببا كافيا لاندلاع الحرب التي كانت قد تجمدت.
الجرح المميت للشرعية الذي لم ينتبه له أحد ولم يحاولوا أن يضمدوه أو ينظفوه كان ضرب الحوثي لموانئ تصدير النفط في شبوة وحضرموت وتهديده بتفجير أنابيب تصدير غاز مارب.
.ولم تستطع الشرعية التصدي لإملاءات وإهانات وعقوبات الحوثي عليها.
ولم تنقذها السعودية ولا أمريكا.
فرض الجزية في خارطة الطريق
وبعدها الحوثي قد حقق انتصارا ساحقا على السعودية، بإنجاز إتفاق خارطة الطريق الذي يعتبر نموذجا فريدا لمزيج من الاستسلام والمراضاة وفرض الجزية.
واستسلمت الشرعية.
وكانت أمريكا جاهزة لحضور حفل توقيع إتفاقية خارطة الطريق، ولكن الرئيس بايدن غير رأيه وألغى حفل فرض الجزية بسبب قصف الحوثي للسفن في البحر الأحمر.
ثم جاء ترامب واختفى
ترامب يعجبه أن يتفاخر بأنه أفضل وأشطر وأقوى من بايدن.
أشعل الرئيس ترامب حرب الخمسين يوما ضد الحوثي وأطفأها في الشهرين الماضيين.
ترامب يقول أنه انتصر.
الحوثي يقول أنه انتصر
ما يهم اليمنيين العاديين
ما يهمنا نحن اليمنيون هو أنه عندما تخرج حركة ميليشيا في اليمن من معركة مع القوة الأعظم في العالم وهي مازالت تقدر على تهديد باقي اليمنيين، فإن الميليشيا يمكن أن تقول لليمنيين أن عليهم أن يخافوا منها.
ما يهمنا نحن اليمنيون، هو أن السعوديين يرغبون بالعودة للتعامل مع الحوثيين أكثر مما يرغبون بالاستمرار بالتعاون معنا أي الشرعية.
ما يهمنا نحن اليمنيون، هو أننا اكتأبنا عندما لم نشاهد لم أي محاولة من جيوش الشرعية لانتهاز فرصة ضربات ترامب ويحققوا شعاراتهم: "قادمون يا صنعاء" أو "سندخل صنعاء سلما أو حربا".
إذن الإحتمال الأرجح هو أن الحرب لن تعود.
ثانيا: الكرة في ملعب السعودية
ولي العهد السعودي، هو القائل بأنه يشجع الجهود للتوصل لحل سلمي شامل لمشكلة اليمن.
ولكن لا توجد أي جهود حاليا.
ولي العهد وضع الكرة في ملعبه بنفسه ليبدأ هذه الجهود الغير موجودة.
الحوثي يلعق جراحه وينتظر هدية سعودية
الحوثي، يمكن "نظريا" أن يعود للحرب حتى بعد ضربات الرئيس الأمريكي ترامب لكنه موعود بأشياء لطيفة من السعودية ولا يحتاج للحرب.
السعودية، قد وافقت على العودة لمراضاة الحوثي.
ومكونات الشرعية، لن تشن حربا بدون أمر من السعودية.
في الأوساط الحوثية ، هناك حالة لعق جراح وجبر العظام المكسورة من ضربات ترامب الجوية.
ولكن الحوثي يبتسم أيضا منتشيا بمؤشرات السعودية بتشجيع الحل السلمي التي يفهمها هو على أنها العودة إلى خارطة الطريق.
لكن من الذي سوف يبدأ الخطوة الأولى: السعودية؟ الحوثي؟ جروندبرج؟ سلطنة عمان؟
الوسيط جروندبرج يريد من يتوسط له
السعودية قد تلجأ لجروندبرج لحلحلة الوضع.
مبعوث الأمم المتحدة جروندبرج، قد صرح بأنه يريد الذهاب إلى صنعاء وإلى الرياض لبحث كيفية العودة لتنفيذ خارطة الطريق، ولكنه يريد أولا من الحوثي أن يفرج عن موظفي الأمم المتحدة المخطوفين المخفيين قسريا.
بحسب العادة، فإنه قد يذهب إلى سلطنة عمان ليطلب منهم أن يتوسطوا له عند الحوثي.
الوسيط الأممي يريد وسيط عماني.
تكتيك جيد لإذلال الوسيط الأممي وإعلاء شأن الوسيط المفضل العماني.
السعودية، قد تلجأ لوساطة عمان لبحث كيفية حلحلة الوضع من جديد.
أو قد تبدأ السعودية بالتواصل مباشرة مع الناطق بإسم الحوثي المقيم في سلطنة عمان والذي تتكرر زياراته للرياض بإعلان وبدون إعلان.
أو قد تتبارد السعودية مع الحوثيين وتنتظر منهم الخطوة الأولى.
الجزء الأول من خارطة الطريق يحتاج السعودية فقط
لا توجد حاجة للشرعية ولا للأمم المتحدة لتنفيذ الجزء الأول من خارطة الطريق لأنه مجرد دفع فلوس سعودية للحوثيين.
دفع مئات ملايين دولارات من السعودية للحوثي مباشرة ليدفع معاشات الموظفين بالريال اليمني.
دفع مليارات دولارات من السعودية للحوثي مباشرة مقابل إعادة إعمار ما خربته الحرب وستذهب هذه الأموال لجيب الزعيم القائد الحوثي وللمجهود الحربي الحوثي وللمقاولين الحوثيين.
الجزء الثاني من خارطة الطريق يحتاج حكومة الشرعية
بعد ستة أشهر من "نغنغة" الحوثيين وضخ أموال السعودية إلى جيوبه، ستبدأ عملية ضخ أموال من دخل النفط والغاز الموجود في مناطق الشرعية إلى الحركة الحوثية.
الحوثي، يطلب 80% من دخل النفط والغاز بالدولار وبدون أن يكون عليه أي التزام بمشاركة دخل الضرائب أو الجمارك ولا أي التزام بتقديم الخدمات العامة أو أي إنفاق حكومي.
رئاسة وحكومة الشرعية، لا يمكن أن توافق على هذه الأوضاع.
الحوثي، يتوقع من الأشقاء والأصدقاء أن يقوموا بالضغط على الشرعية لتسلم بالأمر الواقع.
الذين كانوا "أشقاؤنا" و "أصدقاؤنا" صاروا "أشقاءهم" و "أصدقاءهم".
الجزء الثالث من خارطة الطريق: هواء مطلي
يقول "أشقاؤنا" السعوديون أنه بعد ثلاث سنوات يبدأ الحوثيون وأعضاء مجلس الرئاسة الثمانية مفاوضات بحث نظام الحكم في اليمن.
معنا أشقاء "رائعون" يتوقعون أن يظل الثمانية الرئاسيون "الرائعون" مازالوا موجودون في الشأن اليمني بعد ثلاث سنوات من خارطة الطريق هذه "الرائعة".
لا يمكن طلي الهواء بالأصباغ والألوان.
اليمنيون، معهم التعبير الدارج لوصف ما لا يمكن تحقيقه:
"هواء مطلي" (!)
بقاء الشرعية بعد ثلاث سنين من رجزها ووخزها وتشعيطها بخارطة الطريق:
"هواء مطلي" (!)
خاتمة
١- كلمة أولى للسعودية: السلام بأي ثمن ليس سلام.
٢- كلمة ثانية للسعودية: مراضاة الحوثي على حساب اليمن لا تجوز.
٣- كلمة ثالثة للسعودية: خارطة الطريق (أو ما شابهها)، هي كارثة لنا.
سبتمبر أهم؟!
انتهازيون بيافطات مختلفة
السعودية: السلام بأي ثمن..الحوثي: انتظار المراضاة..الشرعية: … !!!
المجلس الرئاسي اليمني... تحدّيات السيادة والمصالح
وداعا أيها الجمهوري النبيل: الشيخ ناجي جمعان الجدري
الوحدة اليمنية أحلام أجيال