آخر الأخبار


الاثنين 5 مايو 2025
من ألعاب الأقدار الكبرى، هي أننا ننضرب فوق رؤوسنا ونلف وندور ثم نعود لنتكلم مع مجلس "الثمانية".
هناك من يقول أن مجلس الثمانية، شيئ سيئ للغاية.
وهناك من يدلنا على ضرورة إنشاء:
"مجلس حكماء اليمن" أو "مجلس قبائل اليمن" أو "مجلس القوة الثالثة" أو "مجلس مثقفي اليمن" أو "مجلس مقاومة اليمن" أو "مجلس الحراك الشعبي" ، أو.. أو..
لكن لا فكاك من الثمانية.
مجلس الثمانية، هو خازوق أصلي بتشكيلات عسكرية وسلطات الحل والعقد على الأرض وبتمويل من السعودية والإمارات.
كل واحد من الثمانية قابض بشدة على ما تحت قدميه وعلى ما هو في متناول ذراعيه.
أي تخيل للفكاك من قبضة "الثمانية" بدون رغبة من السعودية والإمارات، هو أمر صعب المنال.
ونحن لا يمكن من شدة ضيقنا من الثمانية أن نذهب للحوثيين.
ونحن نحاول أن ننسى وأن نتوقف عن التفكير بأمور اليمن، ولكننا لا نستطيع ولا نطيق … ونعود.
نلف وندور ونعود لقبض الريح
*
نلف وندور ونعود إلى مجلس "الثمانية".
نتغصص احترامهم بقدر ما نستطيع، ثم يضيق بنا الكيل من رقودهم، فنقوم بصب ما يتيسر عليهم مما يستحقون
… ثم نعود مرة أخرى لمحاولة إيقاظهم.
… وهذا هو ما نعنيه بألعاب الأقدار التي يتسلى بها علينا،
…وقبض الريح الذي نحاول أن نمسكه في الهواء ولكن لا يوجد ما نقبض عليه أو نمسك،
… وعلى رمالهم المتحركة التي نهمس فوقها ونغوص.
الدافع للعودة إلى "قبض الريح"، هو مقالة صنداي تايمز يوم أمس تحت عنوان:
The Houthis have the upper hand
This is why
"الحوثيون، هم أصحاب اليد العليا"
"هذا هو السبب"
لن نترجمه حرفيا، ولكنه بصفة عامة يركز على ارتفاع التكاليف، وعلى تحمل الحوثيين للضرب، وعلى ضرورة الحملة البرية، وعلى تفكك خصوم الحوثيين.
ونحن بصفة عامة نوافق على محتويات المقال، وسوف نكتفي هنا بما قالته الصحيفة ويبدأ كلامنا.
إذا وصل الأمريكيون لقناعة بعدم جدوى الضربات، فسوف يحدث لمجلس "الثمانية" ما لا يعجبهم وهذا يفتح لنا المجال لأن يسمعوا كلامنا قبل الوصول إلى تلك النقطة.
ولا نتهيب من خوض مثل هذا الموضوع خشية رفع معنويات الحوثيين.
أولا؛ لأن معنا ما نقوله من ضرورة الاستمرار بالمواجهة بطرق أحرى،
ومن ضرورة فهم العدو بعيون الآخرين،
ومن ضرورة أن يفهم الناس ما نفهمه نحن،
ومن ضرورة أن يفهم الناس ما لهم وما عليهم وما ينتظرهم وما ننتظره منهم.
وثانيا؛ لأنه من الواجب علينا أن ننبه مجلس "قبض الريح".
نعم، حكم علينا القدر أن نستمر بتنبيه مجلس "الثمانية".
**
أولا: الوضع اليوم
**
هذا هو الوضع في اليوم الواحد والخمسين للحملة الحربية الجوية الأمريكية ضد الحوثيين:
١- أمريكا: تراجع الحسابات
*
الأمريكيون، قد يدخلون قريبا في نوع من مراجعة الحسابات.
بحسب جريدة صانداي تايمز اللندنية، يوم أمس فقد تجاوزت تكاليف قصف الحثيين ٧ مليار دولار خلال ال ١٥ شهرا الماضية (القصف أيام بايدن وأيام ترامب).
وحتى إذا دبرت أمريكا تكاليف القصف فإن هناك عجز في توفير الكميات المناسبة من الذخائر والقنابل الضخمة والصواريخ والمسيرات.
يتزايد يقين الأمريكيين بضرورة شن الحملة البرية للتخلص من الحوثيين.
ولكن من المستحيل أن تقوم أمريكا بإرسال جنودها لمحاربة الحوثيين.
٢- السعودية والإمارات: لا حرب برية
*
الرياض وأبو ظبي، قد سبق وأن انغمستا بعمق في محاربة الحوثيين، وقد اقتنعتا بعد مضي أعوام الخروج من حرب اليمن ولا أحد يتوقع أن تعودا للمشاركة في الأعمال العسكرية.
وبسبب سياسات جديدة للبلدين تجاه التعامل مع إيران فإن البلدين لن تدعما حربا برية يشنها المجلس الرئاسي القيادي اليمني.
٣- قوات أعضاء مجلس الرئاسة الثمانية
*
الثمانية، هم حكام اليمن، وكلهم معهم قوات عسكرية.
قوات وزارة الدفاع والتشكيلات العسكرية في المخاء وصعدة وعدن والضالع وشبوة والعمالقة السلفية، الخ… كلها تحت أوامر مجلس الثمانية.
لكي تتمكن قوات الثمانية من خوض حرب برية، يجب أولا أن يتفق الأعضاء الثمانية.
الأعضاء الثمانية، يدخلون الآن السنة الرابعة من استلامهم لحكم اليمن، ولم نشاهد أي علامات إتفاق من قبل.
إذا كانوا لا يتفقون على أشياء بسيطة وبديهية، فلا بمكن أن يتفقوا على أمور شن حرب برية معقدة ومكلفة وتحتاج لانضباط وتراتبية هرمية وتنظيم وإدارة وحشد ولوجستيات تحت سيطرة غرفة عمليات واحدة.
الاستنتاج: قوات الأعضاء الثمانية، لا يمكن أن تخوض حرب برية.
٤- أوهام عملية سياسية جديدة
*
المبعوث الأممي جروندبرج، يدعو لعودة العملية السياسية بغرض مشاركة الحوثيين في الحكم.
جروندبرج، أمره غريب ولا أحد يشاركه الرأي باحتمال عودة العملية السياسية.
وإذا عادت العملية السياسية، سوف يتشرخ المجلس الرئاسي فوق ما هو مشروخ ومشقوق.
أي اتفاق ناتج عن عملية سياسية سواء خارطة الطريق المذمومة أو أي تلفيقات جروندبرجية، سوف ينتج عنها القضاء الكامل على كل خصوم الحوثيين وعلى رأسهم أعضاء المجلس الثمانية.
٥- الحوثي قط شرس ويقامر
*
الحوثيون، لا يوجد معهم أي خيار سوى الاستمرار بالحرب وتحمل الضربات الأمريكية مهما كانت الخسائر.
وبكل أسف فإننا عند مراقبة الحوثيين في الحشد والتعبئة والتجهيز نجدهم أكثر نشاطا من أوساط الشرعية.
لكن يبقى المهم وهو أن الحوثي مقامر مغامر.
الحوثي، يرى ارتباك وتفكك "الثمانية" ويتشجع بالمقامرة.
الحوثي يقامر بالحصول على كل شيئ أو فقدان كل شيئ.
٦- انتقام اسرائيل
*
اسرائيل، قد دخلت الآن في حالة ثأر وانتقام من الحوثيين.
طريقة اسرائيل معروفة وهي تشبه طريقة الحوثيين: الاغتيال- الترويع- قطع شرايين الاقتصاد.
سوف تبحث اسرائيل عن مصدر موارد يزود الحوثيين بالفلوس والدخل اليومي وتقوم بضربه.
مرة أخرى، نعيد التأكيد على أن الموارد والاقتصاد هي نقطة ضعف الحوثيين المهلكة بجانب الحرب البرية التي ينصح بها الجميع.
٧- إيران والمنطقة الرمادية
*
إيران، هي خصم عنيد.
وهي أيضا قد حصرها ترامب إلى ركن زاوية في غرفة مغلقة.
سوف تقبل بتقديم تنازلات مقابل الحفاظ على ماء الوجه.
لكن إيران سوف تعمل المستحيل لتجنب أي حرب طويلة داخل أراضيها.
والسعودية والإمارات وأمريكا، لا يريدون كلهم حربا بين أمريكا وإيران لأنها سوف تستمر لسنين.
حكام السعودية والإمارات، أغنياء وأثرياء ولا يمكن أن يقامروا بالاستقرار.
وهذه هي مقامرة اللعب في "المنطقة الرمادية" أي أنها يمكن أن تعطي الأمريكيين تنازلا صغيرا وأن تضايقهم قليلا بحيث لا ينتقمون منها.
ولكن هذه مقامرة.
وقد تقرر أمريكا واسرائيل بالانتقام من إيران بدلا من الانتقام من الحوثيين.
وقد تحدث الحرب الطويلة أو لا تحدث.
وإذا نشبت الحرب الطويلة فسوف تتدمر إيران وتخسر السعودية والإمارات الكثير.
هذه ألعاب قمار إيرانية في المنطقة الرمادية.
**
ثانيا: إلحاق الضرر بالحوثي
**
١- قطع شرايين الحوثي
*
هذا ما قد قامت به أمريكا فعلا.
الضربة الأشد إيلاما للحوثيين، هي وقف المساعدات الدولية وهذا قد حدث فعلا
ووقف وصول السلاح والوقود من إيران للحوثيين، وهذا هو ما يحدث الآن.
٢- عقوبات أمريكية
*
وهذا هو ما قد قامت به أمريكا فعلا بمعاقبة البنوك الموالية للحوثي.
وهناك مساحات باقية من حرمانهم من نظام سويفت البنكي ومن قطع تحويلات المغتربين.
٣- العودة لحصار الحوثيين
*
بحيث تكون كل الإمدادات الحيوية والغذائية للناس في المناطق الحوثية تأتي عن طريق مارب ومينائي المخاء وعدن.
هذا قد يؤدي لشن حرب برية بالمعكوس، أي أن يقوم الحوثي بشن حرب برية على مناطق الشرعية.
خاتمة
*
أولا وأخيرا موضوع اليوم، هو تنبيه المجلس الرئاسي اليمني، بألا يركنوا كثيرا إلى أن الضربات الجوية الأمريكية هي التي سوف تخلص اليمن.
ونحن لا ندري بأنهم سوف يفعلون ما يجب.
ولكننا نحن قد قمنا بواجبنا.
مشروع صالح الوطني
تساؤلات
الى نائب وزير الخارجية: لماذا استدعاء القاعدة وداعش؟
الوصول إلى المطلوبين في كهوفهم
إلى مصطفى النعمان...ما هذا التصريح؟
دروز سوريا… تاريخ لا يمكن تجاوزه