آخر الأخبار


السبت 5 يوليو 2025
بعض السلالة في اليمن لا تزال مشغولة بشجرة العائلة أكثر من شجرة الزيتون، وتحرث الماضي بحثا عن ولاية لم تُعقد إلا في عقول اعتادت عبادة الدم الأزرق.
بمعنى أدق نحن أمام ظاهرة تستحق التأمل لا بالرثاء بل بالضحك الأسود: "تنظيمات سلالية" تخوض غمار السياسة وكأنها بطولة عائلية، يتناوب فيها أبناء العم من آل المتوكل، إلى آل المنصور ، فآل الحوثي، والمداني والكبسي والوزير مروراً بـ"حراس الاحتياط" من آل الكحلاني والعماد والمؤيد ووو.
وكأن الوطن مسرح لتدريب الأحفاد القادمين من قريش على خطب الإمامة، بينما يُحشر الشعب في مقاعد المتفرجين ليصفق أو يذبح!
والشاهد أن السلالة الهاشمية في اليمن، أو كما يسمون أنفسهم دون خجل "البيت الرفيع"، لم يعد يكفيها أن تكون مواطنا صالحا، بل تصر على أن تكون مواطنا مميزا بالنسب،تحديدا من نسل علي وفاطمة ، حتى لو كانت الصواريخ تنهمر على رأسه والقمح في مخازن الغير.
سلالة مزعومة وموهومة لا تزال تعتقد أن العدالة لا تكون إلا إذا كانت ابنة عم الإمام، وأن الحكم لا يُستحق إلا إذا سجل في سجل العائلة مع ختم النسب النبوي، وكأن النبوّة تفويض سياسي قابل للتوريث!
لكن دعونا نضحك قليلا فهذه السلالة "المظلومة" حين تضرب، تتحدث عن القداسة، وحين تُضرب، تصرخ بالاضطهاد. تتقلب بين لعب دور الضحية والجلاد ببراعة لا تجدها إلا في التراجيديا اليمنية، وتتعامل مع اليمن وكأنه بيت جدتهم الذي تأخر الورثة في تسليمه.
هكذا نحن اليماينيون وهم منذ قرابة قرون وأكثر..
لكن أليس من العجائب أن يُمنع في القانون إنشاء تكوينات عرقية أو مذهبية، بينما السلالة تنسج خلاياها العائلية تحت عباءة الدين؟
أليس من التناقض أن نحارب الطائفية في الشعار، ونشرعن السلالية في الواقع؟
أين الدولة؟ وأين الدستور؟ أم أن هذه المصطلحات لا تصلح إلا على الورق، بينما في الميدان يُفرض علينا أن نختار بين "ابن العم" و"ابن العم الآخر"؟
ولقد رأينا في اليمن قبائل تحتوي على كل الأعراق والأنساب، اختلطت فيها الدماء كما اختلطت الأحزان، فلماذا الإصرار على تخصيص "قبيلة هاشمية" وكأنها لا تشبه البشر؟ هل سنؤسس لاحقا قبيلة "الأتراك" و"الفرس" و"الاحباش"، و"الهنود "ونوزع اليمن بناء على تقرير الـDNA؟
طبعا من المؤسف أن نعيش في بلد يحارب العنصرية في أمريكا، ويمارسها في صنعاء!
والأدهى من ذلك، أن الهاشميين – رغم دخولهم اليمن منذ أكثر من ألف عام – يرفضون الاندماج الكامل في الهوية اليمنية، ويصرون على العيش كضيوف يمتلكون البيت!
فهل نلوم اليمني الذي يرى فيهم احتلالا ناعما ممتدا؟
أي هل نلوم الأجيال التي توارثت الغضب كما توارث "أبناء العم" التكبر؟
فيا أيها السادة السلاليون، لديكم خياران لا ثالث لهما: إما أن تصبحوا يمنيين كاملي المواطنة، بلا هالة النسب، بلا قداسة مصطنعة، بلا حفلات تمجيد للسلالة... أو استمروا في جلد هذا الشعب وسيأتي يوم لا يكفي فيه النسب ليحميكم من الحساب.!!!
وصدقوني إن الحل الحقيقي لا يكمن في تصفية حسابات الماضي، بل في تأسيس دولة وطنية قوية تذيب الألقاب، وتكسر الأصنام الوراثية، وتكتب دستورا لا يسأل المواطن عن نسبه، بل عن التزامه بالقانون. دولة تجعل من "المواطنية" شرفا، لا من "النسب" حجابا!
أي فلنضع حدا لهذا التمييز الكهنوتي، ولنكتب في الدستور مادةً صريحة: "الهاشمي مواطن مثل غيره، لا يزيده نسبه شرفا، ولا ينقصه تبنيه للوطن ولاءً."
وكفى عبثا بعقول الناس، فكفى!
ثم كفى
قال" هاشميون جمهوريون"
على غيرنا
السلالة المقدسة.. وبدعة النسب التي أحرقت اليمن
البطش المحمول بسيقان مرتعشة!
جراد الإمام (1-2)!
الثغرة الاستراتيجية
رسالة إلى السعودية والإمارات بكل ضمير
اسم علي منحوت على الصواريخ