وفيق صالح

ماذا يحتاج أي اقتصاد في العالم للوقوف على قدميه، خصوصا إذا كان يعاني من تزايد الاختلالات وتراجع حجم الموارد وعدم الإستفادة من الإيرادات المتاحة 

المنطق يقول إن أي اقتصاد لابد أن يتضمن موارد ذاتيه مستدامة، مع إدارة فعالة لتلك الموارد بما يضمن تعزيز الايراد ونموها وتقليل حجم نفقات التشغيل والالتزامات 

بالنظر إلى واقعنا الاقتصادي، واستمرار تدهور الوضع المعيشي، وغياب مبادرات الإصلاح والمعالجات 

ما الذي نحتاج إليه في مثل هذه الظروف لاستعادة زمام المبادرة وانقاذ الأوضاع؟ دعم مالي دولي ورفد خزينة الدولة أو التوجه نحو حلول مستدامة، تتمثل بتفعيل كافة الموارد المعطلة، وتطبيق سياسات إصلاح صارمة تعمل على تعزيز الإنتاجية وتمنع تسرب الموارد وتنهي البيروقراطية والفساد؟ 

في الحقيقة تبدو الأزمة الراهنة، معقدة وتحتاج إلى تدخلات عديدة، منها الدعم  المالي الخارجي، شريطة أن يكون هناك متابعة وتقييم مستمر لالية صرف الدعم المالي ومدى تأثيره على الوصول إلى الأهداف المطلوبة، وأن يتم إعادة انعاش الاقتصاد الوطني، عبر برامج إصلاح مكثفة ومتداخلة، وعبر مراحل زمنية مختلفة، ويتم البناء على أي إجراءات سابقة لبناء الاقتصاد وإصلاح المؤسسات ومكافحة الفساد والفشل

أما عدا ذلك، ودون رؤية واضحة ومحددة، فإن أي دعم مالي، لن يكون سوى منفذ إضافي للعبث والاستنزاف، دون تحقيق أي نتائج إيجابية على الواقع