آخر الأخبار


الاثنين 26 مايو 2025
لا عدن بدون تعز، ولا ثورة بدون أبناء تعز
إنها لحظة مريرة عندما تشعر أن ما ورثته من تضحيات ونضال يتعرض للسخرية من قبل من لا يعرفون قيمة التاريخ، ولا يدركون معنى الثورة. يراسلني على الخاص ويسخر عندما تحدثت عن أجدادي، الذين ضحوا بالمال والسلاح لدعم ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وجدت نفسي في مواجهة تجاهل وجهل مؤلم.
كيف يمكن لأحدهم أن يجهل أن هذا الإرث العظيم هو ما جعل عدن ما هي عليه اليوم؟
كان جدي، المناضل أحمد عبده ناشر العريقي، واحدا من الرجال الذين لم يعرفوا الكلل أو الملل- كان مليونيراـ وكان في دعم حركة الاحرار اليمنيين عام ١٩٤٨ وكذا ثورة سبتمبر ١٩٦٢.
فضلا عن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مضرب مثل بين أبناء جيله. لم يكن مجرد شخص يراقب من بعيد، بل تكفّل بجزء من مؤونة عشرات الآلاف ممن كانوا في قلب المعركة. كان دعما من أجل الحرية، من أجل الكرامة، من أجل استقلال اليمن الجنوبي. لقد كانت عدن في قلب هذه المعركة، ولكنها كانت تستند على أكتاف أبناء تعز.
ومن العار أن يسخر أحدهم من هذا التاريخ..
أن ينكر أو يتجاهل أن أول معهد صحي في عدن حمل اسم الدكتور أمين ناشر، وقبل الوحدة..
معهد الدكتور أمين أحمد عبده ناشر العريقي.حفيد العائلة النضالية.
معهد الدكتور أمين ناشر لم يكن مجرد اسم على لافتة، بل رمز للتضحيات، رمز للعلم الذي كان يسير جنبا إلى جنب مع الثورة والنضال.
والشاهد أن عدن، تلك المصهر الوطني الذي جمع شمال اليمن بجنوبه، لم تكن لتكون ما هي عليه اليوم لولا دماء أبناء تعز التي سالت في سبيل الحرية. كيف يمكن للثورة الأكتوبرية أو الثورة السبتمبرية أن تقوما لولا الدعم الذي قدمه أبناء تعز؟ هؤلاء الذين لم يترددوا يوما في مد يد العون، سواء بالمال أو السلاح أو حتى الأرواح.
نعم: عدن ليست مجرد مدينة، إنها وطن مصغّر، يا أزلام السلاطين الذين تؤججون النعرات المناطقية في وهم أن اكتوبر دمر عروشكم الضائعة تلك العروش التي كنتم تستلمون بها خمسة آلاف ريال فرنص و٢٠ بندقية نهاية كل شهر من بريطانيا فرضيتم الذل و الهوان لأبناء جنوب اليمن المحتل. إن عدن ستظل رغم انوفكم المتأمرة الحاقدة هي ذاتها عدن كرمز للوحدة الوطنية، وأبناء تعز كانوا في مقدمة من ساهموا في هذا البناء الوطني. فهل يعقل أن يتم تجاهل هذا الدور؟ هل يعقل أن يتم إنكار ما قدمته تعز لعدن، ولليمن ككل؟
على إن كل من يقلل من قيمة أبناء تعز في صنع تاريخ اليمن، سواء في الشمال أو الجنوب، يرتكب خطأً جسيما.
بل إن هؤلاء الذين يجهلون الحقيقة لا يدركون أن التعزيين لم يكونوا مجرد مشاهدين للثورة، بل كانوا صانعيها.
الثورة الأكتوبرية وكذا الثورة السبتمبرية ماكان لهما أن تكونا لولا دعم أبناء تعز.
و لقد أوجعني هذا الجهل. بل أغضبني هذا الإنكار.
لكن الغضب لا يكفي، يجب أن ندرك أن التاريخ لا يمكن أن يُنسى، ولا يمكن لأي شخص، مهما كان جاهلا أو حاقدا، أن يمحو الحقيقة. إن ما قدمه أجدادي وأبناء تعز لعدن واليمن هو جزء من نسيج هذا الوطن، وسيظل محفورا في ذاكرة كل يمني حر.
خلاصة الخلاصة أن عدن وتعز، شمالا وجنوبا، لا يمكن فصلهما.
بمعنى أدق فإن الوحدة اليمنية ليست مجرد شعار، بل حقيقة تجسدت في تضحيات الآلاف من أبناء هذا الوطن. واليوم، علينا أن نتذكر أن كل ما نحن عليه الآن هو بفضل تلك التضحيات، وبفضل تلك الأيادي التي امتدت عبر التاريخ لبناء مستقبل أفضل لليمن.
أمي غنيمة
عن الدكتور عبدالعزيز المقالح
فضيحة "دكان القاسمي"، تجاوزات تقوض الثقة المصرفية
الهيمنة الحوثية إلى أين؟
مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة
في ركاكة التدليس الفلسفي لإدانة الحضارة الإسلامية