آخر الأخبار


الثلاثاء 24 يونيو 2025
في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، أثار تصريح دونالد ترمب بقوله: “الطائرات الإسرائيلية متجهة لإيران لأداء تحية ودية، ولن يتضرر أحد” جدلًا واسعًا حول حدود الخطاب السياسي في مناطق النزاع، ومدى تأثير التصريحات غير الرسمية على المشهد الإقليمي المتأزم.
رغم الطابع التهكمي الظاهر في العبارة، إلا أن صدورها من شخصية لها تأثير واسع في الداخل الأميركي والرأي العام العالمي، يُضفي عليها بعدًا يتجاوز المزاح السياسي. فالسياق لا يسمح بتناول التحركات العسكرية بهذه الخفة، خاصة عندما يتعلق الأمر بملف شائك مثل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، بما له من انعكاسات مباشرة على أمن المنطقة واستقرارها.
من الزاوية القانونية، تُعد أي عملية تحليق عسكري موجهة أو محتملة تجاه دولة ذات سيادة، دون تنسيق أو إذن صريح، خرقًا للقانون الدولي، تحديدًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية. والنية أو التوصيف الإعلامي لا يُلغي هذا الخرق إن تحقق فعليًا على الأرض.
أما على المستوى الإعلامي والسياسي، فمثل هذه التصريحات، حتى وإن لم تصدر عن جهة رسمية، تُعد رسائل ضمنية ذات طابع رمزي أو تعبوي، وقد تُفسّر من بعض الأطراف كتشجيع أو غض طرف عن تحرك محتمل. وهو ما يزيد احتمالات التصعيد، ويُربك الحسابات الإقليمية في منطقة لا تتحمل المزيد من التوترات.
من هذا المنطلق، تبدو الحاجة ملحّة إلى ترشيد الخطاب الإعلامي والسياسي، وخصوصًا في الفترات الحساسة، حيث الكلمة قد تُترجم إلى موقف، والمزاح قد يُقرأ كتصريح استراتيجي. والمسؤولية الأخلاقية والسياسية تقتضي أن تُراعى هذه الأبعاد عند إطلاق أي تعليق يتعلق بأمن الدول وسيادتها.
وفي ظل الظروف الراهنة، فإن التهدئة عبر احترام السيادة وضبط الرسائل الإعلامية يظل الخيار الأجدر بالمصداقية والاحترام، حمايةً لاستقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
الأحواز.. إمارة عربية فتحها اليمنيون وأهملها العرب!
التصريحات السياسية في مناطق التوتر: حين تتداخل الرسالة مع التصعيد
فضل مراد: العاقل الذي مشى فوق الحبال المشتعلة!
صنعاء.. برزخ رمادي لا يشبه الحياة ولا الموت
سلامات أهلنا في قطر!