آخر الأخبار


السبت 26 ابريل 2025
من القصص التي عشتها ولا أنساها ما حييت أنني قبل أكثر من عشرين عاما ذهبت مع أحد الشباب إلى بيت عمه " والد خطيبته " ذهبت وأحد المشايخ لنتوسط له عند عمه ليخفض له تكاليف الزواج.
ذهبنا إلى عمه فحدث منا ما لم يخطر له ببال.!
أستقبلنا عمه بحفاوة كبيرة أحرجتنا، تحدثنا عن مختلف القضايا والمستجدات الدولية والعالمية وحللناها وأبدينا آراءنا فيها.
ولما بدأنا نتحدث عن تكاليف الزواج وأن على الآباء تيسير المهور ومساعدة الشباب وووالخ.
قال والد العروسة:
_ اعتبروا البنت بنتكم وأحكموا حكمكم. يعني لها سنوات طويلة تحلم ليل نهار بفرحة العرس ولما تتزوج لا يشتي يجيب لها فستان جديد، يشتينا نستعيره ونرجعه، ويشتينا نعمل لها حفلة بسيطة بالبيت من غير قاعة وزفة وفرحة. يرضيكم نكسر بخاطرها قلدكم الله؟!
ثم نظر إلي قائلا:
_ يرضيك هكذا على بنتك؟
_ أنا عادنا عزب.
ثم وجه كلامه إلى الشيخ:
_ ترضى هذا لبنتك حبيبتك فلذة كبدك اللي ما معك في الدنيا غيرها؟!
تأثر الشيخ بكلامه وتخيل ابنته الوحيدة في يوم عرسها باكية حزينة وعندها غلبته الرقة وكاد يجهش بالبكاء فقال:
_ بصراحة لا. لازم يجيب لها فستان جديد ويعمل لها حفلة كبيرة بقاعة كبيرة..
قاطعته دون وعي:
_ بالقاعة الملكية بحدة.
قال الشيخ:
_ على العريس أن يستأجر لها القاعة اللي قال عليها العمراني.
أسود وجه العريس كأنه فحمة، وتململ في مجلسه حين بدأ يقطف أول ثمار وساطتنا.
قال الأب:
_ والغداء للأهل والأقارب. يعني يرضيكم ما نعمل وليمة وندعوا الأهل والأقارب؟! الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " أولم ولو بشاة". ؟
قال الشيخ مستنكرا:
_ إيش من شاة ؟! وإيش من طلي ؟! عشر رؤوس غنم يجيبها العريس.
_ في ناس من أقاربنا ما يحبوا الا اللحم البقري. هكذا مزاج يا شيخنا؟
قال الشيخ:
_ ويجيب عجل سمين مع الغنم ؟!
قال العريس:
_ من أين هذا كله أنا لي منعك يا شيخ؟!
صاح الشيخ:
_ أنت فلااااان كيف ما تبيض وجه أنسابك؟! لا عيب. سأزعل منك.
قال عمه:
_ إحنا نشتري رجال فلاااان ما نشتي الا شوية ذهب للبنت تفرح، وتكاليف العرس والكسوة والقاعة والذبائح اللي حكمتم بهن والباقي علينا.
ثم أضاف:
_ هل الشيخ فلان ( يقصد العريس) با يقدر عليهن ؟!
صاح الشيخ مستغربا:
_ بببب كيف ما يقدر عليهن ؟! أبوك يا الولد. الله المستعان. الشيخ فلاااان جبل.
ثم أضاف:
_ مليون ريال كسوة ومليون تكاليف العرس، والقاعة والذبائح عليه.
فلما سمع العريس بحكم الشيخ صاح:
_ من أين أجيب هذا كله ؟! يا سعم إننا هايل سعيد أنعم ؟!
ثم ألتفت إلى عمه ورمى شاله بين يديه:
_ يا عم أنا داعي لك بداعي القبيلة يكون الخبر بيني وبينك، أنا با أعترف لك بسر أنا ما أعرفهمش هؤلاء، أنا لقيتهم بالطريق وطلعتهم معي قلت: أفعل فيهم ثواب، فعلوا لي ورطة مدخنة.
قال عمه مستنكرا:
_ قدك تتبرأ من أصحابك ذلحين؟! علشان حملوك قليل بيس وسخ من وسخ الدنيا ؟! الله المستعان.
وأضاف:
_ أنا مشيت بعد كلام الرجال ورضيت بحكمهم. خلاص تمينا.
وحينها ألتفت إلينا العريس:
_ بيض الله وجيهكم. أجيبكم تتوسطوا لي تقوموا تحملوني الثقيل، أشتي تكحلوها عميتوها للطرف ؟!
صلينا المغرب ثم مضينا وما إن مشينا قليلا بالسيارة حتى أوقفها قائلا:
_ هيا أنزلوا من سيارتي لا أزيد أشوف وجوهكم بعد اليوم.
قال الشيخ:
_ ذلحين من صدق ننزل ؟!
أجابه ساخرا:
_ بببب.
نزلنا وعدنا مشيا على الأقدام.
وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى أحد التجار وروينا له القصة فضحك حتى نزلت دموعه. ثم تحمل كافة المبالغ فأخذنا الفلوس إلى عمه الذي بادر بالاتصال به وما إن قاله:
_ أصحابك..حتى قاطعه:
_ ما أعرفهمش والله ما أعرفهم، لا تخلنا ذلحين ألعنهم إلى سابع جد، ثم أمطرنا بوابل من الشتائم.
فقاطعه عمه:
_ أصحابك جاءوا ودفعوا كل الفلوس اللي عليك.
فقال:
_ أعرفهم والله إننا أعرفهم. كيف وهم مشايخنا وتاج رؤوسنا؟!
فقال عمه ضاحكا:
_ ذلحين تعرفهم ؟
_ بببب. كيف ما أعرفهم؟!
وفي يوم عرسه جاء إلينا بنفسه قبل الظهر لنذهب نتغدى معه، ونذهب إلى القاعة، فقال الشيخ مستغربا:
_ العريس جاء لنا بنفسه؟
فرد ضاحكا:
_ بببب.
بعدها كلما جاء إلي أحد الشباب وطلب وساطتي عند عمه رويت له القصة، ونبهته:
_ بس التاجر اللي كنا نعرفه قد مات.
ومن يومها كلما أذهب إلى عرس أتذكر ما حدث وأضحك من أعماق قلبي.
عموما اذا في شاب يريد مني أنا وذلك الشيخ أن نتوسط له عند عمه فنحن على أتم الاستعداد وذنبه على جنبه.!
شعب وجلاد
الأمن القومي السعودي … وكيف نتصور اليمن داخله
أغرب وساطة لعريس
تطبيع الجريمة الإسرائيلية في غزة
سحابة ضوضاء أميركية في اليمن