سمير رشاد اليوسفي

لا تكذبوا على أنفسكم…
أنتم لا تحكمون اليمن، ولا تمثلونه، ولا تشبهونه حتى.
أنتم لا تقودون دولة، أنتم تقودون جنازة.
والمقابر التي امتلأت، ليست كافية لتُشبع شهوتكم للسلطة.

أنتم لا تحكمون وطنًا، أنتم تحكمون الخراب.
تتقاتلون على أنقاض بلدٍ لم يَعُد يُعرَف إلا في الأناشيد، تتقاسمون ما تبقّى من الرماد، تُزيّفون الولاء، وتُصنّعون الأعداء، وتُقسمون البلاد كما تُقسم الغنائم.

والشعب؟
يُدفن حيًّا كلّ يوم:
تحت الجوع،
تحت القصف،
تحت الظلم،
وتحت صمتكم الذي صار أقسى من الخيانة، وأثقل من الرصاص.

والوطن؟
لم يَعُد يسألكم شيئًا، لأنه عرفكم.
لم يَعُد ينتظر من القصور حكمة، ولا من الكهوف نجاة.
لأنّ الكهف صار عرشًا، والعرش صار كهفًا، والوجع واحد، والخذلان أوسع من الجغرافيا.

أنتم لستم رجال دولة، أنتم حرّاس خراب، وكتّاب شهادة وفاة، كُتب فيها بخطٍّ موجوع:

هُنا كان وطن.
هُنا كان اليمن.