آخر الأخبار


الخميس 22 مايو 2025
في كل عام ومع حلول الثاني والعشرين من مايو يستعيد اليمنيون لحظة من أنبل لحظات التاريخ الوطني الحديث ، والتي فيها توجت أحلام ثوار سبتمبر وأكتوبر باعادة تحقيق الوحدة بين شطرين عانيا كثيراً من أوجاع الفرقة والصراع الذي ماكان ينبغي أن يكون ، فجاءت لحظة إعلان الوحدة صباح 22 مايو 1990م تجسيداً لإرادة شعبية تتوق للعيش في ظل دولة واحدة تقوم على الشراكة والمساواة .
ونحن نعيش الذكرى لا ينبغي النظر إلى الوحدة كحدث تاريخي فقط بل كفكرة حية وحقيقة ظلت ملازمة لليمنيين في كل المنعطفات التي مرو بها ، معتقدين أنها فريضة وطنية لا ينبغي تجاوزها أو التفريط بها ، تدعمها كثير من الحقائق الثابتة وفي مقدمتها وحدة النسيج الاجتماعي ، وواحدية الأرض والتاريخ والثقافة والخصائص الإنسانية والسكانية ، والتي تشكل مجتمعة صورة الوطن الجامع ، وهو نموذج مثالي حاول الاستعمار البريطاني في الجنوب والاستبداد الكهنوتي في الشمال الحيلولة دون حدوثه ، ففشلوا وسقطوا ، وتحقق الحلم وقامت الوحدة المباركة .
تعود ذكرى تحقيق الوحدة واليمن بجهاتها الأربع تواجه أخطر مشروع يهدد اليمن في التاريخ الحديث والمتمثل بجماعة الحوثي الإرهابية التي لا تستهدف فقط شرعية الدولة ، بل تقوّض فكرة الوطن الواحد ، وتنسف من الأساس مرتكزات الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية والمواطنة المتساوية ، وهي منجزات ترى هذه الجماعة المارقة أنها تشكل حجر عثرة أمام مشروعها السلالي الطائفي ، وتشكل نقيضاً جذرياً له ، فسعت ولازالت إلى زرع الفرقة والتشظي في محاولة لإعادة استزراع الإمامة البغيضة التي رمى بها الثوار في مزبلة التاريخ وهم يناضلون في عدن وصنعاء وتعز والضالع لاستعادة الوطن وتحقيق وحدته .
إن استكمال التحرير وإنهاء الإنقلاب الحوثي واستعادة مقومات الدولة الواحدة يمثل اليوم الطريق الأنسب لحلحلة القضايا الفرعية بطرق سلمية وعادلة ، كما يمثل هذا التوجه ممراً أمناً لإنهاء المظلوميات التي أفرزتها الممارسات السياسية والإدارية غير الرشيدة ، والتي ليس من العدل تحميلها الوحدة ، وليس الطريق إلى معالجة أثار هذه الممارسات الذهاب لمشاريع تشطيرية تعيد انتاج حالة التشظي التي أرهقت حياة اليمنيين منذ الأزل ، وعملوا جاهدين على تجاوزها حتى تحقق حلمهم في 22مايو .
لتكن ذكرى الوحدة هذا العام منبراً لتوحيد الصفوف ، وبوصلة تدفع كل القوى الوطنية إلى المزيد من التفاهم والتنسيق والعمل المشترك ، فالمرحلة تتطلب خطاباً وطنياً جامعاً وموحداً، ومعركة شاملة لاستعادة الدولة المختطفة ، والمضي في بناء الوطن الكبير الخالي من أوهام السلالية البغيضة والمشاريع العارضة الصغيرة .
دمتم سالمين .
وداعا أيها الجمهوري النبيل: الشيخ ناجي جمعان الجدري
الوحدة اليمنية أحلام أجيال
يمنٌ واحدٌ ضد الحوثي
اليوم المجيد
لماذا نحتفل ب 22 مايو؟
وحّدتْنا المعاناة