آخر الأخبار


السبت 28 يونيو 2025
في كلّ حرب، هناك من يصرخون، وهناك من يُقاتلون.
في اليمن، تهامة لا تصرخ.
تهامة تُقاتل.
لم تتأخر يومًا عن المعركة.
لم تسأل: لِمَن هذا الميدان؟ ولا: مَن يربح؟
ولا: مَن يحكم إذا انتهى هذا كله.
دخلت النار، وخرجت منها، ثم دخلتها مرة أخرى… دون أن تطلب شيئًا.
لم تكن تسأل متى تنتهي الحرب، بل كانت تسأل: أين الجبهة؟
تهامة لا تُحسن الظهور، ولا تعرف طريق الكاميرا، ولا تُجيد الوقوف على أبواب المسؤولين.
وحين رفعت صوتها، لم تطلب معجزة؛ قالت فقط: نريد أن نُحسب على هذا الوطن، لا أن نُستثنى منه.
سألوا عن تمثيلهم، عن حصّتهم من الدولة، من القرار، من الخريطة.
لكنّ الجواب كان صمتًا… أطول من انتظارهم.
اليوم، حين تبحث عن تهامة في خارطة القوى، لا تجدها في الحكومات، ولا في الوفود، ولا في عناوين البيانات.
وجودها الوحيد… في الميدان، من خلال المقاومة الوطنية.
لكن حتى هذه المقاومة، بكل ما قدّمت، لا تُقرأ في أوراق الشرعية، ولا تُترجم في حساباتها السياسة.
كأنك تقول لرجلٍ جائع: طعامك محفوظ… في بيتٍ لا يملك مفاتيحه.
التهاميون لا يطلبون مناصب.
لا يريدون وزارات، ولا حتى مقاعد في الصفوف الأمامية.
يريدون فقط أن تُقال الحقيقة:
أنهم كانوا هناك… في أوّل الطابور، وفي قلب الخطر،
وفي قائمة الشهداء.
تهامة لا تحتاج إلى مَن يُكرِّمها، يكفيها أن يُعترَف بها، أن تُرى كما رآها الذين قاتلوا بجانبها… وسقطوا قبل أن يسألوا عن المغانم.
تهامة لم تتأخر،
لكنّ الجميع… تأخر عنها.
خطاب المرشد: الدوغما، حينما تسحب السياسة الى فوهتها
المحسوبية… آفة العمل المؤسسي
منسيّون
كابوس الرياضيات: قصة طالب ذكي يعانق الفشل قبل أن ينتصر
الشماتة كجريمة وجودية: حين يختنق الضمير وتنتحر الإنسانية
لا تتشفّوا بالموت ولا بالمرض