آخر الأخبار


الاثنين 12 مايو 2025
أنباءُ الصواريخ «الحوثية» الموجهة صوب تل أبيب، والثمن الذي يتكبده اليمنيون الأبرياء وحدهم، أعادتنا إلى أوراق الرئيس جمال عبد الناصر والمتداول من تسجيل لقائه مع العقيد معمر القذافي (3 أغسطس «آب» 1970م)، وقوله إن الاستنزاف يُصيب الجميع، وينصح بتجنب «محاربة الدنيا كلها» من أجل فلسطين.
مع انتشار التسجيلات «الناصرية» الأخيرة، اتضح استمرار مزايدات المزايدين؛ ثمة من عَدّ نشر التسجيل تسريباً، واجتزاءه غريبًا، وتوقيته مريباً.
نظرية المؤامرة لما تلبث طويلاً؛ أدرك المُنَظِّرون عدم تآمر أسرة ناصر عليه، وعدم التواطؤ على مس صورته في ذهن الناس أيًا كان موقفُهم تجاهه. بانت مسؤولية الأسرة وتفاعلها مع «قناة ناصر» على «اليوتيوب»، بقبول نشر تسجيلات مجتزأة لا تخفض قيمة الوثيقة أو تغض قدر صاحبها وحقيقته.
لكن؛ سيبقى لكلٍ قناعته وتبريره الخاص لحالات ومواقف ناصر، مخطئاً كان أم مصيباً، حالما عاش أو واقعياً مات.
لا نستغربُ استغرابَ أحدٍ مما سمع، ولا نستنكر إنكارَه لما سمع؛ لأن «من يعرفَ شيئاً، تغيب عنه أشياءُ»، ويكتفي بصورٍ رسمتها أصداءُ دعاياتٍ تتسابقُ «في أذنيه» وتُفضي إلى تقديس وتدنيس، تصديق وتكذيب، ثم محاكمة الأمس بمعايير هذه الأيام.
نتيجة الدعايات تلك الأيام قبل نكسة أو هزيمة 1967م، خرج الجمهور - بعد النكسة - في مصر «يملأ الجو هتافاً» بشكلٍ فاق تصور الرئيس القائل «كنت متصور الناس حتطلع تدينا بالجَزْمة، عملت العكس!»، (محاضر اجتماعات مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي يومي 2 و3 أغسطس 1967م)؛ لكن ناصر تبين عواقب «مناه» واستدرك «هداه» معترفاً بأخطاء التجربة.
محاضر ومصادر أخرى سجلت كيف عَقلَ الموقف... ثم مات؛ هل من لا يعقِله يطول أجلُه؟ يعلم الله!
مع الثوريين الجدد، وتحديداً «الأخ معمر» المتحمس «لمحاربة الدنيا كلها»، وياسر عرفات الذي انتظر «ظروف وقوع حرب عالمية ثالثة» تنشأ معها احتمالات «وحدة عربية كبرى»! استعرض ناصر واقع العرب وفقر استعداداتهم أمام «شطارة اليهود» و«تفوق إسرائيل»، بل أوصى الفلسطينيين بـ«الأخذ بتجربة الإسرائيليين»؛ شدد أيضاً على عدم واقعية وحدة العرب «تريدون وحدة عربية، وأنتم غير قادرين على توحيد فصائلكم...»، قال ذلك تعليقًا على «الأخ ياسر» أمام «أبو إياد» (محضر، 25 أغسطس 1970م)!
عرّفهم «الرئيس ناصر» على نتيجة مغامرته اليمنية. كذلك ما اعترى علاقاته بدول شقيقة أسرعت إلى نجدته بعد هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967م، وحالت دون «التسليم، والاستسلام»، وعدّها «دولاً عربية كبرى لأنها هي التي تقدم الدعم» وفق حديثه للقذافي.
تجربة ناصر في اليمن، مع الشمال بتناقضاته المُعجِزة قبل النكسة ومع الجنوب بمزايداته المُزعِجة بعد النكسة - حسب التسجيل - جعلته يتجنب قضاياه مجدداً.
لم يقنعه الناصحون اليمنيون شعراً ونثراً، لكنه عاد يستعير شعرَ المَعريّ ليصف الواقع بأن «حارت البرية فيه»... فهل سيبقى الناس جميعاً بأفعالهم وقناعاتهم وتحولاتهم هكذا مُحيّرين؟!
تحذير قائم حتى إشعار آخر
رسالة عاجلة الى سفير السعودية في القاهرة !
صرخة من قلب وطن يذبح
حرائق الشرق ومياه الماضي
ختم القبيلة… وسوط النسب