الخميس 5 يونيو 2025
إعلام جلد الذات.. كيف نخدم الحوثيراني دون أن ندري؟
الساعة 10:27 مساءً
محمد عبدالله الكميم محمد عبدالله الكميم

واحدة من أخطر الثغرات التي تعاني منها المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثيراني الإرهابية وهي تغرة جلد الذات الإعلامي داخل صف الشرعية!

في الوقت الذي يعتمد فيه الحوثيراني على الكذب والتضليل، ويعلم القاصي والداني أنه كاذب، لكنه يصرّ على تقديم نفسه كمنتصر وقائد ومخلّص، تجد إعلامه ينشط بقوة، يلمّع قادته، يجمّل الهزائم، ويحوّل كل صفعة إلى نصر وهمي.

بينما في إعلام الشرعية، نجد للأسف نغمةً سائدةً من الإحباط والتقليل والتشكيك..
إعلام ينقد دون توازن، ويجلد الذات أكثر مما يكشف أخطاء العدو، ويُحبط أكثر مما يبني الثقة!

نعم، نحن نؤمن بحرية الرأي، والنقد البناء، ونحترم كل صوت صادق،
لكن هناك فرق شاسع بين من ينقد لإصلاح الاعوجاج، وبين من يُسوّق دون أن يشعر لفكرة أن:

* كل القيادة خائنة،
* وكل المعارك خاسرة،
* ولا أمل في الدولة!

هذا النوع من الخطاب أخطر على معنويات المقاتلين والشعب من قذائف العدو نفسه!

الحوثي يُتقن المعركة النفسية.
يشغّل آلاف الحسابات الوهمية.
يخترق الجبهات عبر الإعلام أكثر من السلاح.
 ويُتقن استغلال أي شقّ في ثقة الناس بشرعيتهم.

والمؤسف؟ أن بعضنا يُعيد نفس خطاب الحوثي، دون أن يدري !
* الشرعية فاشلة.
* لا أحد يقاتل،.
* كلهم فاسدون.
* الوضع ميؤوس منه.

من يروّج لهذا دون وعي، فهو يخدم العدو من حيث لا يشعر.

أيها الإعلامي، أيها الناشط، أيها اليمني الحر :
* لا تكن بوقًا لليأس
* لا تُحبط المقاتلين الذين يدافعون عن ترابك
* لا تزرع الهزيمة النفسية في صدور أبناء شعبك

المرحلة حساسة، والدولة مشروع جماعي، فقد نختلف مع بعض القيادات، لكن لا يجب أن نحرق السفينة التي نحاول النجاة بها جميعًا.

نريد إعلامًا شجاعًا، صادقًا، يواجه التقصير بوعي،
ويُحيي الأمل، ويرفع المعنويات، ويدعم الصفوف، لا إعلامًا يُدمن جلد الذات، ويُبجّل الحرية على حساب المسؤولية!
* الكلمة مسؤولية
* والصوت أمانة
* والتغريدة قد تُسقِط معنويات أو ترفع جبهة

قف مع دولتك، مع وطنك، مع جيشك،
ولا تمنح الحوثيراني انتصارًا مجانيًا في معركة الوعي.

نقدّر الغضب، نفهم الألم، نسمع الاحتجاج،
لكننا نرفض الهدم الكامل الذي يخدم العدو أولًا وأخيرًا.

إن أردت التغيير، فابدأ ببناء الوعي، لا بهدم الثقة.
وإن أردت النصر، فاعلم أن المعركة تبدأ في عقولنا قبل مياديننا.

والله المستعان،


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار