آخر الأخبار


الاثنين 7 يوليو 2025
في لحظة فارقة من عمر الدولة اليمنية، عاد الدكتور شائع محسن الزنداني إلى الواجهة من بوابة وزارة الخارجية، حاملاً إرثًا دبلوماسيًا تجاوز الخمسة عقود. لم يعد مجرد دبلوماسي مخضرم، بل تجسيدٌ لرجل الدولة الذي تتقاطع في شخصيته روح الوطنية العميقة مع الحكمة الأكاديمية وصرامة الممارسة.
عرفه اليمنيون منذ بداياته في السلك الخارجي كأحد أكثر الوجوه إخلاصًا للقضية الوطنية. لم يتلوّن، لم يتبدّل، بل ظل طيلة خمسين عامًا ثابتًا على خط الدولة، مدافعًا عن سيادتها وكرامتها في أروقة السياسة العالمية، وسط تقلبات عاتية وتحولات سياسية جذرية. لقد صنع لنفسه مكانة راسخة لا تُشترى ولا تُصطنع، بل بُنيت على سيرة وطنية ناصعة جعلته محل إجماع نادر.
سجلّه حافل بمحطات دبلوماسية بارزة، تقلّد خلالها مناصب قيادية في عدد من السفارات والمؤسسات الدولية، حيث كان صوت اليمن الحاضر بندّية واقتدار. بمرور السنين، لم تبهت علاقاته، بل ازدادت رسوخًا واتساعًا، حتى أصبح اسمه مرادفًا للثقة والرصانة والاحتراف في أروقة الدبلوماسية العربية والدولية. واليوم، حين تتحدث الخارجية اليمنية، تعود لها الهيبة لأن من يقف خلفها يدرك كيف تُخاض المعارك السياسية بلغة الدبلوماسية لا بلغة الانفعال.
يمتلك الدكتور الزنداني أيضًا خلفية أكاديمية نادرة في الوسط الدبلوماسي، إذ درّس العلاقات الدولية وأشرف على أبحاث وتحليلات معمّقة، جامعًا بين النظرية والتطبيق، وبين الرؤية العلمية والبصيرة الواقعية. هذه الخلفية الأكاديمية مكّنته من قراءة التوازنات الدولية بفطنة، وفهم معادلات النفوذ والتحالفات بوعي عميق، فكان صوته مسموعًا، وطرحه محترمًا حتى لدى خصوم اليمن.
تولّيه حقيبة الخارجية لم يكن مجرد تعيين تقليدي، بل استجابة حتمية لمرحلة حرجة اتّسمت بانهيار المؤسسة الدبلوماسية وتشتتها. كل الطرق قادت إليه من مختلف المكونات، بحثًا عن منقذ يحمل مشرط الجراح لا لترقيع السطح، بل لإجراء عملية جراحية عميقة تُعيد هيكلة الجهاز الدبلوماسي. ومنذ تسلمه مهامه، بدأ العمل بهدوء وصرامة، أعاد ترتيب البيت الداخلي، أوقف نزيف الاختلالات، وبدأت نتائج تحركاته تظهر تدريجيًا على صورة اليمن خارجيًا، عبر تعزيز الحضور السياسي وتفعيل العلاقات على أسس وطنية ومؤسسية.
اليوم، لا يعيد الدكتور شائع الزنداني فقط بناء مؤسسة الخارجية، بل يُرمم جسور الثقة بين اليمن والعالم، ويُعيد تعريف الدبلوماسية بوصفها ذراعًا سيادية للدولة، لا ساحةً لتنازع النفوذ والمصالح. ومع كل تحدٍ يواجهه، يبرهن أن الوطنية الرصينة، حين تتسلح بالخبرة والعقل، قادرة على صناعة الفرق، حتى في أحلك اللحظات.
أليسوا على خطى مقبل الوادعي وربما أكثر ؟
العزيمة عبادة..
لا تكذبوا على أنفسكم…
جهد صالح حنتوس
الوريث الشرعي للدين: شركة آل البيت المساهمة المحدودة
البطل النائم.. الذي صفع الوحش ومات من صوته!